مطابخ وتواصي تنتشر بجنين ويزداد الطلب عليها في رمضان

تنتشر في جنين شمال الضفة الغربية ظاهرة مطاعم “الطبيخ البيتي” إضافة إلى عدد كبير من المطابخ البيتية التي تقدم الطعام وفق “التواصي” ما يشعل موائد الإفطار بالأكل البيتي الجاهز.

ويعدّ الأمر مريحا بالنسبة للسيدات، خاصة العاملات منهن، فشراء أكل بيتي من مطعم مخصص وبسعر رخيص نسبيا يعدّ ميزة يحافظ عدد منهن عليها، فيما يلجأ آخرون للتخلص من الجهد الكبير الذي تتطلبه عزائم وولائم رمضان من خلال هذه المنافذ.

كما أن هذه المطابخ أوجدت مهناً جديدة، وفتحت بابا للعمل لكثيرين، مثل السيدة صفاء جمعة عبد العزيز زيد (45 عاما) والتي درست الشريعة.

null
ولكن صعوبة الحصول على الوظائف واهتمامها بالطبخ جعلها تبدأ مشروعها قبل سنوات من خلال تواصي طبيخ منزلي مع خدمة التوصيل حيث تدير كل ذلك من منزلها.

وتقول لمراسلنا إن موضوع التواصي وطلب الطبيخ من المطاعم غيّر كثيرا من العادات، حيث كانت العزائم تقام بالبيت وتمضي ست البيت يومها وهي تجهز للعزيمة، أما بعد التواصي فأصبحت تنتظر فقط غروب الشمس لكي تصل الوجبات لترتبها على الطاولات وتستقبل المعازيم.

null
وتستطرد: “في البداية لم يكن منافسين وكنت تقريبا وحدي في المنطقة أعمل بهذا المجال، وشكلت  مجموعة من النساء اللواتي يعلن أسرهن ويدرسن أبناءهن في الجامعات ليعملن معي في المعجنات والحلويات وإعداد الطعام، أما الآن تغيرت أفكار الناس وصار العدد كبيرا ممن يعملون بذات الطريقة”.

تحول لظاهرة
ولم يكن العمل بدون تعليقات من الناس في بادئ الأمر-حسب صفاء – ولكنه تحول إلى أمر اعتيادي حاليا، وأصبح كثير من النساء يعتمدن على أنفسهن وكل واحدة فيهن تعلم ابنتها أو أختها أو جارتها أو صديقتها وتفتح أمامها المجال لفرصة عمل وتحقق كفاية ماديه لنفسها ولعائلتها.

 ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للسيدة عريب مقبول صاحبة مطبخ بيتي للتواصي والمعجنات في جنين، والتي أسست مطبخها قبل ثلاث سنوات، إذ لم يحالفها الحظ في الحصول على وظيفة منذ تخرجها ومن جامعة النجاح الوطنية عام 2002 بكالوريوس تربية مهنية.

وتقول لمراسلنا: “جاءت الفكرة  أساسا من  الفراغ ؛ حيث أحببت أن أملأ هذا الوقت بشيء تميل له نفسي وهو موهبة الطهي، إضافة لرغبتي في مساعدة زوجي على  أعباء الحياة، وتحقيق حياة كريمة لأسرتي”.

وتوسعت مقبول بمطبخها الذي أصبح من المطابخ الشهيرة في الحلويات خاصة الحلويات النابلسية والمعجنات والمقبلات، وجميع أنواع المأكولات الشعبية الفلسطينية وأنواع الطبخ اليومي الذي تتناوله معظم العائلات الفلسطينية.

 وتشير إلى أنه وبعد ان اتسعت هذه الظاهرة مؤخرا أصبحت المنافسة قوية جدا، حيث أشاهد اليوم الكثير من المطابخ على صفحات التواصل الاجتماعي التي تروج لأعمالها، لكن عبارتي دائما التي أرددها “البقاء للأفضل، والأرزاق مقسمة.

وتؤكد كما صفاء أن ثقافة المجتمع تغيرت مع مرور الوقت، “والنساء حتى ولو لم تكن عاملة أصبحت تميل للراحة مع ضمان أن أكل المطابخ المنزلية  مضمون أكثر من أكل المطاعم والمحال التجارية، خاصة مع انتشار الوعي لدى النساء بمضار الوجبات السريعة”.

آفاق لمشاريع ناجحة
ولا يعتبر الرجال بعيدين عن مجال المنافسة في هذا المجال، فمطعم الشيف مجد في جنين يعمل بنفس الطريقة ولكن ليس من المنزل بل من خلال مطبخه في شارع الناصرة بجنين.

ويقول مالكه السيد مجد عروق (26 عاما): “بدأت العمل بستة عمال والحمد لله اليوم وبعد سنة أصبح لدي (23) عاملا بعد أن نلنا ثقة الناس”.

وحول هوايته في الطبخ يشير إلى أنه اكتسبها بداية خلال اعتقاله في سجون الاحتلال، ثم أكمل التعليم والممارسة فيها بعد السجن

 ويقدم الشيف مجد التواصي من خلال توفير الأكلات التقليدية مثل المقلوبة و المنسف والملوخية والقدرة؛ مؤكدا على انتشار ظاهرة الاعتماد على المطابخ والتواصي سيما في العزائم الرمضانية لتوفير الجهد والمال أيضا من خلال الأسعار الرخيصة.

 ولا يكتفي الشيف مجد بما وصل إليه من اسم مرموق خلال وقت قصير، فيقول نطمح أن نصل إلى مدن الضفة الغربية وافتتاح سلسلة مطاعم تحمل اسم الشيف مجد ، وهذا أمر يتعلق بي كلما أحقق حلمي أطمح بتحقيق المزيد”.

وبسعادة كبيرة يمارس مطبخ أبو خليل حمو لصاحبه محمد راجح سعيد حمو (39 عاما) من اليامون ذات العمل ؛ فهو يعتمد على التواصي وتوفير الطعام البيتي بطريقة بسيطة وقريبة من طريقة النساء وربات المنازل، مؤكدا أن عمله يلاقي إقبالا كبيرا من الجميع.

ولا يهدأ هاتف حمو وهو يرن لاستقبال الطلبات على الرغم من كثرة المنافسة، فقد بنى اسما في هذا المجال، فيما يستخدم كما الآخرون صفحات الفيس بوك للترويج والتواصل والإعلان عن الطبخات.

 ويضيف لمراسلنا: “هذا الأمر قدم مساعدة ملموسة لربات البيوت، وسهل موضوع توفير الطعام  عليهن، وقدم فرص عمل كثيرة إضافة إلى الربح الوفير”.

null
null
null
null