ومضات لا تنسى من تاريخ المونديال

بين مونديال أوروغواي 1930 والبرازيل 2014، نُظمت عشرون نسخة من كأس العالم طبعت كل منها في ذاكرة محبي كرة القدم، ومضات لا تنسى، منها ما هو مشترك بين الجميع ومنها ما هو مفضل لدى مشجع دون آخر لأسباب شخصية في الهوى الكروي.

أستعرض معكم في هذا المقال أبرز ما شهدته تلك النسخ لتنشيط ذاكرتكم مع قرب انطلاق المونديال الروسي.

وسأقدم لكم وصفاً يلخص بعضاً من العلامات المضيئة في كل نسخة مونديالية، ومعلومات عابرة قد يكون الزمن وكثافة المنافسات جعلتها في قعر المخزون المعلوماتي.

– مونديال الأوروغواي 1930: لقد خلد في التاريخ أن منتخب أوروغواي توج بأول مونديال لكرة القدم على أرضه وبين جماهيره بفوزه في النهائي على الأرجنتين 4-2.

– مونديال إيطاليا 1934: بعد غياب عن النسخة الأولى من كأس العالم، نظّمت إيطاليا النسخة الثانية، وفازت باللقب لتصبح الدولة الأوروبية الأولى التي تتربع على العرش الكروي العالمي.

– مونديال فرنسا 1938: خلال مدّة من عدم الاستقرار السياسي في أوروبا، وقبل سنة من اندلاع الحرب العالمية الثانية، أصبحت إيطاليا الدولة الأولى التي تحتفظ بلقب كأس العالم عندما تغلبت كتيبة الآزوري بإشراف المدرب المخضرم فيتوريو بوزّو على المجر بنتيجة 4-2 في النهائي.

– مونديال البرازيل 1950: في عالم كان لا يزال يعاني من تبعات الحرب العالمية الثانية، اتجه كأس العالم إلى البرازيل.

عاد منتخب أوروغواي، صاحب اللقب الأول، إلى المنافسات للمرة الأولى منذ سنة 1930، وتغلّب على الدولة المستضيفة في المباراة النهائية لتكون تلك واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ البطولة.

– مونديال سويسرا 1954: على أرض سويسرا توجت ألمانيا بلقبها المونديالي الأول، ويمكن اعتبار هذا المونديال البداية الحقيقية لألمانيا في اصطياد نجماتها.

فبعد الفوز المفاجئ لأوروغواي باللقب العالمي قبل أربع سنوات، نال منتخب ألمانيا الغربية الكأس الذهبية عندما وضع حداً لسلسلة انتصارات منتخب المجر بقيادة فرينيك بوشكاش في موقعة النهائي.

– مونديال السويد 1958: بعد ثماني سنوات على “كارثة ماراكانا”، رفعت البرازيل أخيراً الكأس الغالية بعد التغلب على السويد صاحبة الأرض والضيافة في المباراة النهائية.

شهدت هذه النسخة اقتحام المراهق بيليه ساحة المستديرة الساحرة من بابها الواسع عندما اقتنص ستة أهداف في أربع مباريات.

– مونديال تشيلي 1962: نجحت البرازيل بقيادة نجمها غارينشا في الدفاع عن اللقب العالمي.

وقد شهدت موقعة الحسم التي استضافتها سانتياغو هزّ الشباك على يد أماريلدو وزيتو وفافا والتغلب على تشيكوسلوفاكيا.

– مونديال إنجلترا 1966: نظّمت إنجلترا كأس العالم 1966، وخاض منتخبها البطولة بإشراف المدرب آلف رامسي الذي قاد منتخب الأسود الثلاثة للفوز باللقب العالمي بفضل التغلب على ألمانيا بنتيجة 4-2 على ملعب ويمبلي في المباراة النهائية.

وقد أصبح جيف هيرست أول لاعب على الإطلاق يقتنص ثلاثية شخصية في موقعة الحسم بتاريخ البطولة.

– مونديال المكسيك 1970: البطولة شهدت واحدة من أعظم المباريات في التاريخ، تلك التي جمعت إيطاليا بألمانيا في نصف النهائي، وانتهت بتفوق الطليان 4-3 بعد التمديد.

في النسخة الأولى من كأس العالم التي يتم بثّها بالألوان، تمكّنت كتيبة برازيلية زاخرة بالنجوم، من أمثال بيليه وكارلوس ألبيرتو وجيرزينيو وريفيلينو من التربّع على العرش الكروي العالمي للمرة الثالثة عقب التغلّب على إيطاليا بنتيجة 4-1 في المباراة النهائية.

– مونديال ألمانيا 1974: في النهائي الذي أفرز مواجهة بين اثنين من أفضل لاعبي العالم، فرانز بيكنباور ويوهان كرويف، تمكّن منتخب ألمانيا الغربية من التغلّب على هولندا 2-1 على ملعب ميونخ الأوليمبي وانتزاع اللقب العالمي الثاني للماكينات.

– مونديال الأرجنتين 1978: قاد المدرب المثير للجدل سيزار مينوتي والهدّاف الفذّ ماريو كيمبس بلاد الفضة نحو اللقب الأول.

وفيه حقق منتخب تونس بقيادة المدرب عبد المجيد الشتالي أول فوز لمنتخب عربي في المونديال أمام بلجيكا.

– مونديال إسبانيا 1982: سحر 11 برازيلياً يقودهم عبقري اسمه تيلي سانتانا العالم، لكن الطليان أقصوهم من البطولة.

لتوّتج إيطاليا بلقبها الثالث بعد أن تغلبت على ألمانيا الغربية بنتيجة 3-1 في ملعب سانتياجو بيرنابيو في العاصمة مدريد.

ويبقى الاحتفال الذي قام به صاحب الهدف الثاني، ماركو تارديلي، بقبضة يديه وهز رأسه بقوة وتكرار كلمة “جول” واحداً من أبرز الاحتفالات في تاريخ كرة القدم.

كما لا ينسى العالم مؤامرة ألمانيا والنمسا الشهيرة، والتي حرمت منتخب الجزائر من بلوغ الدور الثاني للمونديال.

– مونديال المكسيك 1986: الإنجليز ضحية لمارادونا الإعجازي.. هدف بلاتيني يمهّد لإقصاء البرازيل..

ونجحت الأرجنتين بقيادة مارادونا بالتتويج باللقب بعد الفوز على ألمانيا الغربية بنتيجة 3-2 أمام 114600 متفرج في ملعب أزتيكا.

وبعد أن أحرز خمسة أهداف وصنع مثلها في نهائيات المكسيك 1986، هل ظهر “الفتى الذهبي” بأفضل أداء على المستوى الفردي في كأس العالم  على مدار التاريخ؟

وكان المنتخب المغربي أول فريق عربي يبلغ الدور الثاني بعد أن انتزع تعادلين ثمينين من انجلترا 0-0 وبولندا بالنتيجة ذاتها قبل أن يهزم البرتغال 3-1 سجلها خيري “هدفين” وكريمو.

– مونديال إيطاليا 1990: ديفيد بلات يقتل بلجيكا.. روجي ميلا ورقصته الشهيرة.. دموع غاسكوين.. أندرياس بريميه يردّ دين 86 للأرجنتين ويهدي ألمانيا لقبها المونديالي الثالث.

– مونديال أميركا 1994: لحظات لا تنسى في مونديال 94، بدأت بهدف سعيد العويران التاريخي ضد بلجيكا، واحتفالية بيبتو الشهيرة بهدف ضد هولندا، وإضاعة روبرتو باجيو لركلة جزاء تاريخية أهدت اللقب للبرازيل على حساب إيطاليا

– مونديال فرنسا 1998: في أول نسخة لكأس العالم تضم 32 منتخباً، توج أصحاب الأرض، المنتخب الفرنسي، بأول لقب لهم بعد تغلبهم على البرازيل في النهائي بثلاثية نظيفة في باريس.

سجل الملهم زين الدين زيدان هدفين في الشوط الأول قبل أن يضيف إيمانويل بوتي الهدف الثالث للمنتخب الفرنسي في الوقت المحتسب بدل الضائع.

– مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002: من 35 مترا وقّع رونالدينيو على أفضل الأهداف.. بيكهام قاد انجلترا للفوز على الأرجنتين ورونالدو يحقق ثنائية في النهائي أمام ألمانيا منحت اللقب للبرازيل.

– مونديال ألمانيا 2006: توّجت إيطاليا بقيادة فابيو كانافارو بنسخة ألمانيا 2006 بعد أن تغلبت على فرنسا في النهائي بركلات الترجيح. سجل فابيو جروسو ركلة الجزاء الحاسمة التي قادت الأزوري للتتويج بلقبهم الرابع لكأس العالم .

– مونديال جنوب أفريقيا 2010: أندريس إنييستا يقود منتخب إسبانيا لإحراز كأس العالم لأول مرة في تاريخه.

والأوروغوياني دييغو فورلان يتحصل على جائزة أفضل لاعب في النسخة 19.

– مونديال البرازيل 2014: الجزائر تبهر العالم وليلة سقوط البرازيل في بيلو هوريزونتي أمام ألمانيا 7-1 في نصف النهائي وماريو غوتسه يقود المانشافت لحصد اللقب العالمي الرابع.

كانت هذه رحلة اصطحبتكم فيها على أبرز لحظات المونديال منذ نسخته الأولى وصولاً لمونديال البرازيل الماضي، وكلنا الآن يترقب لحظات أخرى سيفرزها المونديال الروسي.