عاجل

الجمعة 21/يونيو/2024

غزة تترقب رفع الحصار وانتصار مسيرة العودة

غزة تترقب رفع الحصار وانتصار مسيرة العودة

منذ ثلاثة شهور يفور القدر على النار بغزة، وقد نسمع قريباً نبأ إعلان نضوج مشهد جديد للحياة بغزة من بوابة الاقتصاد ورفع الحصار الذي لا ينفصل عن السياسة.

لا يختلف اثنان على أنّ حراك مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار أشعل الأضواء الحمراء كافة، وأعاد جذب انتباه العالم إلى جرائم الاحتلال بغزة.

ورغم ارتفاع عامل التضحية من دماء أهل غزة، غير أن مسيرة العودة زادت السرعة في تفكير العالم عن ضرورة كسر الحصار.

اليوم الأحد، يلتئم المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن، لمناقشة خطط بلورها وزراء إسرائيليون ومؤسسات دولية تهدف لإحداث تحول على الواقع الاقتصادي والإنساني في قطاع غزة.

تلقت غزة في الأسابيع الأخيرة عدة عروض لتهدئة الميدان خاصّة مسيرة العودة، بعضها جاء من دول عربية وأخرى أوروبية وحتى من بعض الشخصيات، لكنها لم تصل مرحلة ما قبل النضوج الأخير لأسباب كثيرة تتعلق بمحاولة تحايل (إسرائيل) وتنصلها من مسئوليتها وتعنّت السلطة الفلسطينية.

ما يسمى مؤخراً بخطة (مارشال) يطرح إنشاء مصانع وبنية تحتية تخدم غزة من داخل سيناء وفي القطاع ذاته من أموال تجمعها الأمم المتحدة وتتولى الإشراف على إنفاقها.
 
كرة اللهب
تحسين قواعد الاشتباك بين المقاومة و(إسرائيل) في الجولة الماضية دعم صمود آلاف المتظاهرين في مسيرة العودة على حدود غزة، وسجل نقطةً إيجابية للمشهد القادم.

وعلم مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” من مصدر رفض كشف هويته أن ثمّة عرض سياسي على وشك النضوج يغير واقع الحياة بغزة بعد أن أثبتت مسيرة العودة صمود غزة، لكن الاحتلال يحاول حالياً كسب موقف حول جنوده ويطرح رؤيته حول الهدوء القادم ورفع الحصار وهو ما لم ترد عليه الفصائل بشكل نهائي بعد.

(أفيغدور ليبرمان) وزير الجيش الإسرائيلي تراجعت شهوة الحرب لديه جزئياً في خيط تصريحاته المتتالية مؤخراً، حتى بات بعض المراقبين يتحدثون عن عدم رغبته في إغضاب صديقه مبعوث الأمم المتحدة للمنطقة (نيكالو مالدانوف).

(نتنياهو) رئيس وزراء الاحتلال بدا أقل حدّة منذ انتهاء زيارته لألمانيا، وقد تحدث يومها عن أفكار ألمانية -إسرائيلية للتخفيف من الأوضاع في قطاع غزة، وهو أمر رفضه سابقاً.

يقول د. إبراهيم حبيب، الخبير في الشئون الأمنية، إن رفع الحصار بات أمراً قريباً جداً، فغزة الملتهبة والمحاصرة أقنعت المجتمع الدولي خاصةً الأوروبيين، أن انفجارها سيطال (إسرائيل) أولاً وأخيراً.
 
ويضيف: “القناعات ترسخت بأهمية رفع الحصار، لكن موقف السلطة الفلسطينية الذي عاقب غزة وعزز الانفصال ساء من أحوال غزة وربما تناغم لحد ما مع تمرير صفقة القرن التي يروّج لها مالدانوف وإسرائيل وأوروبا”.

السلطة الفلسطينية كانت ولا تزال جزءًا مهماً، فهي المؤسسة الرسمية التي يقبلها العالم في حين يرفض التعامل مع المقاومة وحماس، لكنها تبدو قلقة من مشروع كيان سياسي بؤرته غزة حسب مخطط أمريكي-إسرائيلي، وهي في ذات الوقت تريد إقصاء فصائل المقاومة عن المشهد.

ويرى المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض أن غزة باتت قريبة من حلحلة أزمتها أكثر من أي وقت مضى، وأن اتصالات جديّة ومكثّفة تقودها الأمم المتحدة مقابل تهدئة الميدان بتدرج.
 
ويتابع: “بدأنا نسمع حتى عن أرقام تصل 600 مليون $ وتمويل جاهز وكل الأطراف موافقة ضمناً مع وجود شروط منها شروط السلطة بالتواجد الرسمي على المعابر”.
 
الجديد في المشهد هذه المرة أن الأمم المتحدة هي من يتولى زمام الأمر، وأنها تطرح تمويلاً ومراقبة كما يؤكد المحلل عوض.

مسيرة العودة والإقليم
الحراك الإيجابي الذي يناور الاحتلال من حوله حتى اللحظة الأخيرة هو نتيجة تضحيات الشعب الفلسطيني بغزة في مسيرة العودة.

ويؤكد المحلل حبيب أن مسيرة العودة وضعت القضية الفلسطينية وملف غزة مرةً أخرى على الطاولة، وأن أطروحة (مالدانوف) تفصل مرحلياً المسار السياسي عن الاقتصادية والحالة الإنسانية.
 
ويتابع: “صفقة القرن تريد تصفية القضية الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية صعب أن تقبل بكامل شروط أمريكا وإسرائيل وعلى رأسها دولة بغزة وإسقاط حق العودة رغم مسايرتها لكثير من الخطوات” وغزة بحاجة غير الانفتاح على مصر، لمنفذ بحري على العالم.
الإقليم كله تخلى عن قضية فلسطين والفصائل الفلسطينية والسلطة تدرك أن الحياة بغزة لابد أن تتغير، وقد وصلت رسالة مسيرة العودة بقوة، لكن فصائل المقاومة لا تريد إجهاض تضحيات طويلة، وربما تقبل بطرح معقول للتخفيفات دون أن تتحمل الثمن السياسي.

وتحاول (إسرائيل) ربط ملفات الجنود وسلاح المقاومة الذي بات محل إجماع وطني بأي مشهد قادم، لكن موقف فصائل المقاومة الصلب في ذلك منحها نقطة قوة في تراجع حدة الموقف الإسرائيلي.

ويقرأ المحلل عوض المشهد بوجود رشوة مالية عالمية لإنقاذ الاحتلال من موقفه وجرائمه بغزة، وأن التمويل يأتي كمقدمة لطرح سياسي بعد ضغط دولي لإيجاد حلول مع تصاعد مسيرة العودة.
 
ويتابع: “أتوقع مرونة من حماس والجهاد الإسلامي لأنهما من رحم الشعب الفلسطيني ويريدان للحياة أن تتحسن مع عدم التفريط بثوابت الشعب الفلسطيني”.
 
ويبقى الدور المصري مهم بمكان، فأي خطة لإنشاء مشاريع اقتصادية أو فتح أبواب للحياة التجارية يمر لزاماً عبر معبر رفح.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات