خيمة عائلة القريناوي .. حضور دائم وحنين للعودة

لا أحد يزور خيام مسيرة العودة الكبرى شرق مخيم البريج، وسط قطاع غزة، دون أن يتوقف أمام خيمة عائلة القريناوي، التي سجلت حضوراً كبيراً وتفاعلاً مستمراً منذ اليوم الأول لانطلاق المسيرة.

تتصدر الخيمة شعارات الحنين للوطن وخارطة فلسطين فيما لا تنقطع عنها زيارات كبار السّن والسيدات من الأقارب وأهالي بلدة بئر السبع المحتلة للخيمة.

وأقامت عائلة القريناوي فعاليات كثيرة من اليوم الأول لمسيرات العودة الكبرى تنوعت بين أنشطة تراثية وفنية، واستضافت مئات الضيوف من الزوار.

تعرضت خيمة عائلة القريناوي لإطلاق النار والغاز المسيّل للدموع، وسقط من أفراد العائلة ستة جرحى بالرصاص المتفجر والغاز دون أن ينقطع التفاعل اليومي فيها.

حدود الوطن
بالنسبة لأبناء عائلة القريناوي المتوافدين على الخيمة باستمرار بالإمكان رؤية أجزاء من أرضهم المحتلة المحاذية لحدود قطاع غزة، وهو ما عزز من حنينهم للعودة.

ويقول محمد القريناوي أحد وجهاء العائلة لمراسلنا: إنه يشاهد بعينيه جزءًا من أرض عائلته المتاخمة للحدود، مشيراً ان أجزاءً أخرى منها موزعة على مدينة وبلدات محاذية لمدينة بئر السبع.

ويضيف: “أقمنا خيمتنا من اليوم الأول، ومستمرون لليوم طوال رمضان، وعقدنا لقاءات مع كبار السن تحدثوا فيها للصغار عن الوطن، كما أقامت السيدات فعاليات للتراث، وغنى الشبان للوطن”.

null

رسالة سلمية
ونهاية كل جمعة يتصدّر أحد ضيوف الخيمة لرفع أذان المغرب معلناً انتهاء الفعالية السلمية على حدود البريج في مشهد يذكّر الحضور بأداء صلاة المغرب.

ويبلغ عدد أفراد عائلة القريناوي عدة آلاف موزعين على قطاع غزة وبلدة وقرى بئر السبع في فلسطين المحتلة، وقد قدمت طوال سنوات النكبة عشرات الشهداء والجرحى.

ويقول الشاب إسماعيل القريناوي، من مخيم البريج الذي حافظ على المشاركة بشكل يومي في الخيمة إن عائلته أقامت الخيمة من اليوم الأول، وإنه عثر على رصاص متفجّر أطلقه الجنود على الخيمة.

وتعدّ عائلة القريناوي من كبرى عائلات مخيم البريج الذي يستضيف من ثلاثة أشهر خيمة العودة الكبرى على حدوده الشرقية، وأصلها يعود لبلدة بئر السبع التي لا يزال جزء كبير من العائلة يقطنها حتى الآن.

ويضيف: “أقمنا الخيمة في الموقع الأول للمسيرة شرق البريج، وكنا أول خيمة تبنى، وتعرضنا لإطلاق نار من بداية الفعالية في ساعات الليل، وكان يرافقني 15 فردا”.

ويشير إلى أن رسالة عائلة القريناوي في مسيرة العودة هي رسالة سلمية تدعو لعودة اللاجئين المهجّرين من أرضهم حسب قرار (194) الصادر عن الأمم المتحدة حيث تطالب العائلة بحق العودة والتعويض.

ويتابع “أطفالنا في العقد الأخير لم يكونوا يتحدثون عن حق العودة، ولكن منذ أقمنا حق العودة بدأوا يفهمون عن حقنا في عودتنا لأرضنا”.

وبإمكان زوار ساحة خيام مسيرة العودة شرق البريج الحصول على قدح من الشاي أو فنجان قهوة من موقد الخيمة المشتعل معظم أوقات اليوم.