الأحد 04/مايو/2025

سوق خان الزيت.. واجهة مدينة القدس ومَعلَمٌ لجمالها

سوق خان الزيت.. واجهة مدينة القدس ومَعلَمٌ لجمالها

يعجّ سوق خان الزيت بالبلدة القديمة من القدس بالمتسوّقين؛ فهو وجه المدينة وأول أسواقها، و يعدّ المدخل الرئيس لأسواق البلدة القديمة في القدس.

يقع هذا السوق في الطريق الممتدة من مفرق الطرق الذي يقع على بعد عدة أمتار جنوب باب العمود، ويصل حتى باب النبي داود في جنوب المدينة، فهو يقطع المدينة من شمالها إلى جنوبها.

ويشير الدكتور يوسف النتشة، مدير قسم السياحة والآثار في المسجد الأقصى إلى مسميات وأقسام السوق؛ حيث كانت هذه الطريق “الشارع” في العصر الروماني والبيزنطي تعرف باسم “الأكاردو”، والمعروف أن الأكاردو الروماني، والذي أعاد تجديده هادريان في 123م، كان يمتد إلى نهاية سوق العطارين اليوم، ولكن حينما بنى جستنيان كنيسة النيا “الكنيسة الجديدة” في أواخر القرن الخامس، فقد مدّ الأكاردو حتى وصل إلى النهاية الجنوبية للبلدة القديمة للقدس؛ حيث باب النبي داود اليوم.

ويضيف النتشة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن “هذا الشارع مقسم إلى عدة أقسام، كل قسم له اسم وكان له اختصاص؛ فالقسم الأول منه يعرف بسوق خان الزيت، وهو يمتد من مفرق باب العمود حتى أول سوق العطارين، وحتى منتصف القرن الماضي كان يتخلل سوق خان الزيت مجموعة من المعاصر والمصابن، وكل معصرة كان فيها مخزن كبير لزيت الزيتون، ومنها جاءت التسمية على الأغلب”.

روعة المنظر

ويشير الدكتور النتشة إلى أن سوق خان الزيت سوق طويل، امتدت الحوانيت على جانبيه، وفرشت أرضيته بالبلاط الحجري الذي تميزت به مدينة القدس، والقسم الأول من هذا السوق، والذي يمتد من بدايته الشمالية وحتى ما قبل تقاطعه مع طريق حارة النصارى وعقبة المفتي، غير مسقوف، لكن بقية أجزاء هذا السوق مسقوفة بالحجر، ما يشكل حماية لرواده من الحرارة والمطر، وتميز أسلوب التغطية بسلسلة من العقود التي تحمل أقبية متقاطعة في وسطها فتحات كبيرة للإنارة والتهوية، وهذا النسيج المعماري على الأرجح يعود إلى المدّة المملوكية، وإن كان قد رمم في عدة مرّات لاحقة.

ويوضح أن سوق خان الزيت مع السوق الذي يليه (وهو سوق العطارين) يعدّان من أهم مرافق المدينة، وحوانيت سوق خان الزيت تعرض بضائع أغلبها مواد استهلاكية حديثة، لكنها تعرض تنوعًا غنيًّا فيه استجابة لحاجات السكان والزوار، من مطاعم شعبية، ومحلات حلويات ومكسرات، وبسطات الفلافل ومحلات اللحوم والخضار والعاديات السياحية، وعليه فإن هذا السوق قد فقد تخصصه التقليدي في صناعة الصابون والمعاصر تحت ضغط وتطور الحياة.

من جانبه، يقول الدكتور ناجح بكيرات، المختص في تاريخ القدس والأقصى: إن سوق خان الزيت عبارة عن شارع طويل إلى أن يصل إلى سوق العطارين، وهو أحد الأسواق الشهيرة في البلدة القديمة وعلى طرفيه محلات يبلغ عددها أكثر من 200 محل.

ويضيف بكيرات لمراسلنا أن في السوق محطات وقوف لطريق الآلام، وفيه مسجد قديم عرف باسم أبو بكر، مؤكدًا أنه سوق أثري يعدّ من الأسواق التي أسست في المدّة المملوكية، أسسها سيف الدين تنكز الناصري، وكان نائب الشام، وفي سنة 1363 أنشأ السوق وأسواقًا أخرى بجانب المسجد الأقصى.

سوق للسياحة

ويشير إلى أنه من الممكن أن يقضي الإنسان في هذا السوق وقتًا جميلاً جدًّا، ويجد سياحة ممتعة فيه من كل ألوان البركة وكل أنواع الطعام.

ويوضح بكيرات أن السوق عرف بهذا الاسم نسبة إلى وجود خان أثري يعرف باسم “خان الزيت”؛ فكلمة خان تعني الفندق.

وفي السوق زقاق يعرف باسم زقاق أبي شامة الذي يعرف اليوم بحوش الشاويش، وفيه مسجد نسب إلى أبي بكر عمر الحلبي سنة 1652، وقد أغلق وأصبح عبارة عن محل، وعلى أثره أنشئ مسجد جديد ينسب إلى أبي بكر، يؤمه تجار السوق لقربه من محلاتهم، وهو من المساجد التي عمرت عام 1972. وختم بكيرات بأن السياحة في سوق خان الزيت أهم من السياحة في أي مكان آخر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون

المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الإسرائيليين بجروح - اليوم الأحد- بعد سقوط صاروخ يمني على مطار بن غوريون وفشل منظومات الاحتلال في اعتراضه....