الأحد 04/مايو/2025

الحاج أبو سرية وذكريات النكسة.. هكذا احتلت جنين!

الحاج أبو سرية وذكريات النكسة.. هكذا احتلت جنين!

يستذكر الحاج السبعيني إبراهيم محمد حسن أبو سرية ذكريات نكسة حزيران عام 1967 والتي جاءت بعد أقل من عقدين على مرارة “النكبة” التي تجرعها الفلسطينيون؛ لتتكرر ذات الأخطاء وذات المأساة.

يتحدث أبو سرية لمراسلنا عن احتلال جنين في حزيران عام 1967، يقول: “قبل اندلاع الحرب بأيام كنت في مخيم جنين لزيارة أهلي، وكانت قد بدأت الاستعدادات لما عرف لاحقا بحرب الأيام الستة من الجيوش العربية، وكنا نشاهد الجيش الأردني ينقل مدرعاته ودباباته من معسكراته في مدينة الزرقاء إلى الضفة الغربية استعدادا للحرب”.

“صبيحة يوم الاثنين 5 من حزيران 1967 شنت الطائرات الصهيونية هجومها على مطار المفرق ومطار عمان العسكري، ومحطة الرادار في عجلون وبدأت البلاغات العسكرية تتوالى من الجانبين عبر الإذاعات وكل طرف يشيد بانتصاراته”.

أما مع ساعات العصر، يستذكر الحاج أن “القوات البرية الصهيونية بدأت هجومها على مدن الضفة الغربية، مما أسفر عن احتلالها في صباح اليوم التالي، وأعلن الاحتلال جنين وطولكرم ونابلس وأريحا والقدس مدنا محتلة”..

احتلال جنين
وفي تفاصيل احتلال جنين يقول: “مع ساعات العصر تحركت الآليات الإسرائيلية المتمركزة في مستوطنة تعناخيم شمال مرج ابن عامر على محورين؛ الأول كان عن طريق بلدة اليامون مرورا بواد حسن إلى منطقة مثلث الشهداء، والمحور الثاني اتجه شرقا باتجاه المدينة للتمركز في مقر المقاطعة حاليا والتي كانت تتواجد بها القوات الأردنية”.

“في اليوم الثاني دارت معارك شرسة بين القوات الأردنية المتمركزة في منطقة الكفير ومسلية والزبابدة ومثلث الشهداء جنوب جنين والقوات الصهيونية، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي الطيران لتدمير بنية الجيش الأردني، وللأسف فقد تمكنوا من ذلك ما دفع المواطنين للهروب باتجاه القرى المجاورة”.

ويتابع بمرارة: “خرج الناس باتجاه قباطية وطوباس ومنهم من غادر إلى الأردن ومن ضمنهم عائلتي، حيث وصلوا منزل شقيقتي في مدينة الرصيفة بالأردن بعد منتصف الليل من غير والدي الذي تأخر مع شقيقته العجوز”.

“لكن بعد أسبوع من النزوح وصل والدي إلى الأردن وعاد مع أمي وأخواتي إلى مخيم جنين متسللين عبر مخاضة عين البيضاء، وهي مجرى ماء عريض وضحل في نهر الأردن، وتابع مسيره مشيا على الأقدام إلى مخيم جنين”.

العودة متسللين
ويستذكر أن الناس بعيد النكسة كانوا يتنقلون متسللين عبر مخاضات نهر الأردن، حيث كان يذهب عبرها إلى هناك لإكمال دراسته.

كان الحاج أبو سرية يمر من خلال عين الساكوت في الأغوار، وكان المقاومون يتسللون من تلك النقاط يهاجمون دوريات الاحتلال ويعودون للضفة الشرقية قبل أن يتم السيطرة عليها بشكل كامل.

ويختم حديثه لنا وهو يجلس في دكانه المتواضع وسط مخيم جنين قائلا: إن “الوضع حاليا يسوء أكثر فأكثر، ووجودنا على أرضنا مهدد بالخطر”.

وعدّ الحاج السبعيني أن “إسرائيل تنتظر اللحظة المناسبة حتى تهجر كل من في الضفة الغربية إلى الخارج، ويبدو أن العرب لم يستوعبوا درس النكسة بعد”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات