الخميس 08/مايو/2025

هاني الثوابتة: إنجازان مهمان لمسيرة العودة والتوافق سرّ استمرارها

هاني الثوابتة: إنجازان مهمان لمسيرة العودة والتوافق سرّ استمرارها

كشف عضو الهيئة القيادية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، هاني الثوابتة، أنّ سر نجاح واستمرارية مسيرات العودة وكسر الحصار، هو وحدة القرار الفلسطيني في الميدان وحالة التوافق العالي وغير المسبوق بين مكونات الشعب، لافتاً إلى أنّ الإجراءات العقابية وسياسة التفرد بالقرار السياسي لدى قيادة السلطة والمنظمة هي من تمنع من تحقيق المصالحة.

وأوضح الثوابتة في حوارٍ اليوم الاثنين مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ المسيرة حققت إنجازات مهمة وواضحة، كان أبرزها تصدر القضية الفلسطينية رأس أولويات أجندة ساسة العالم، ومن ثم تحقيق الوحدة الوطنية الميدانية بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني.

وأشار عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية، إلى أنّ مسيرات العودة فاجأت الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، بأنّ هناك حالة رفض شعبي قوي وشامل لما يُتحدث عنه في الكواليس بما يسمى “صفقة القرن”، مؤكّداً أنّها جاءت ردًّا مباشرًا على الإدارة الأمريكية ومحاولتها الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد الثوابتة وجود محاولات واتصالات تجرى بين الفينة والأخرى تأخذ الطابع غير الرسمي، وعبر وساطات ورسائل غير رسمية، تتعلق بالمسيرة، مبينا أن “هذه العروض تتعامل مع غزة من بُعدها الإنساني، ونحن قضيتنا سياسية بامتياز، وليست إغاثية ومساعدات، وهذه حقوق للشعب الفلسطيني”.

وفيما يلي نص الحوار:

الأهداف والإنجازات
* ماذا عن مسيرات العودة؟ وهل نجحت بتحقيق أهدافها، وما مدى نجاعتها؟

مسيرات العودة من بداية التفكير بهذا الحراك، ومنذ وضعت اللمسات الأولى لبرنامج مسيرات العودة وكسر الحصار، وضعت مجموعة الأهداف منها مرحلية ومنها استراتيجية، وباعتقادي حققنا جزءا مهما منها، وعلى الطريق نحقق بقيتها.

أهم الأهداف التي تحققت برأيي هي تجسيد الوحدة الميدانية بين مكونات المجتمع الفلسطيني

وأحد أهم الأهداف التي تحققت برأيي هي تجسيد الوحدة الميدانية بين مكونات المجتمع الفلسطيني، فكان المشهد العام مشهدا وطنيا بامتياز بعيداً عن النزعات الحزبية، وما يحكم الميدان هو التنسيق المشترك بين مختلف مكونات الهيئة الوطنية العليا التي يتمثل بها الفصائل والمؤسسات المجتمعية والعشائر والوجهاء والمرأة والشباب.

على مستوى آخر، أعدنا الطابع الشعبي والجماهيري للمقاومة، حيث منذ انتفاضة عام 2000 وما قبلها اتخذ العمل المقاوم أكثر من طابع المسلح والجماهيري في أوقات معينة، أما نحن الآن أمام انتفاضة شعبية بكل ما تعني الكلمة من معنى؛ فهي تحمل عنوانا واضحا، وهو حق العودة والتصدي لمشاريع التصفية بحق القضية الفلسطينية.

كما أنّنا أعدنا الاعتبار لجماهيرية الفعل الشعبي بهذا الزخم الذي يشارك به الجميع، وأهم ما يميزه أنّه يعطي المساحة لمشاركة كل فئات المجتمع وكل القطاعات المهنية كلٌّ وفق ما يستطيع.

كما أننا نعدّ أنّ أحد أهم إنجازات هذه المسيرات، وضعها القضية الفلسطينية على سلم أولويات جدول أعمال الساسة العالميين بعد أن غابت القضية الفلسطينية بفعل الانقسام والحصار ومشكلات العواصم العربية، وتقدمت الآن القضية لتصبح في رأس سلم الأولويات لجدول أعمال العالم.

أما عن الأهداف الاستراتيجية فهي متمثلة بحق العودة إلى ديارنا التي هجرنا منها، وهذا العنوان جامع لكل الشعب الفلسطيني وفي إطار مواصلة النضال، حيث بدأت الساحات بالتحرك في حيفا والداخل المحتل ومشاركات عديدة للعمل على طريق التواصل لينمو ويصبح حالة شاملة في المناطق المحتلة عام 1948.

ولا بد أن يكون حق العودة ومجموعة الأهداف التي تحققت مدخلاً باتجاه إلزام الشرعية الدولية بتحقيق قرار 194 القاضي بعودة اللاجئين.

* ولكن برأيك ما الذي أزعج الاحتلال بشكل خاص في مسيرات العودة؟

مسيرات العودة حققت مفاجأة كبيرة للإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، بأنّ هناك حالة رفض شعبي قوي وشامل لما يُتحدث عنه في الكواليس بما يسمى صفقة القرن، التي لم يعلن عنها حتى الآن لكن بدت ملامحها لشعبنا ولكل من يدرك خطورة السياسة الأمريكية في المنطقة.

نخطو خطوات ثابتة ونحقق أهداف شعبنا بأن نشكل كابوسا لهذا الاحتلال من خلال هذه المسيرات، ونرفع كلفة احتلاله

ومسيرات العودة جاءت ردا مباشرا على الإدارة الأمريكية ومحاولتها الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني، والتي بدأت بنقل السفارة ومثل ذلك عدوانا سافرا، وما اتخذت من إجراءات تقليص دعم وكالة الغوث، مقابل دعم الاستيطان بما يزيد من نسبة الاستيلاء على أراضي الضفة والقدس.

وتحولت هذه من تهديدات ومخاطر إلى إجراءات عملية على أرض الواقع، لتأتي مسيرة العودة من أجل فرملة حالة التطبيع العربي المتساوق مع هذه الصفقة، إذ إن جزءا من الخطاب العربي بدأ يدرك من هبة الشعب الفلسطيني بأنّه لن يقبل بصفقة القرن أو أي مشروع ينتقص من الثوابت الفلسطينية.

أعتقد أنّنا نخطو خطوات ثابتة ونحقق أهداف شعبنا بأن نشكل كابوسا لهذا الاحتلال من خلال هذه المسيرات، ونرفع كلفة احتلاله؛ مثلما يحدث في إبداعات الطائرات الورقية لأبناء شعبنا، فإنّه لن يكون مشروعا مستقرا على الأقل.

* لكن هل هناك عروض أو مقترحات قدمت لكم في الهيئة من أجل وقف مسيرات العودة؟

في الواقع هناك محاولات واتصالات تجرى بين الفينة والأخرى تأخذ الطابع غير الرسمي وعبر وساطات وعبر رسائل غير رسمية. هذه العروض للأسف تتعامل مع غزة من بُعدها الإنساني، ونحن قضيتنا سياسية بامتياز وليست إغاثية أو مساعدات أو تحسين ظروف، وكل هذه حقوق للشعب الفلسطيني، وبالتالي هذه الحقوق يجب أن يقر بها المجتمع الدولي والعالم والسلطة وكل من يؤمن بحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني.

* هل تعتقد أنّ هناك إجماعا فلسطينيا وموقفا موحدا في الهيئة؟

لو لم يكن هناك إجماع أو وحدة قرار لما استطعنا أن ننجح في حشد هذه الجماهير لتشارك في مخيمات العودة، ولما استطاعت أن تتواصل المسيرات، ولو لم يكن هناك انسجام وحالة من التوافق العالي على كل الخطوات والفعاليات لما استطعنا أن نخطو خطوات واثقة وثابتة، بل هناك توافق غير مسبوق وهو انعكاس للوحدة التي تحدثنا عنها، وهذا كان مفقودا من الساحة الفلسطينية، وهو يؤسس لشراكة مستقبلية تبعث على الارتياح.

ما الذي يعيق المصالحة؟

* إذا كان هناك توافق شامل، برأيك ما الذي يمنع من تحقيق المصالحة؟

هناك العديد من المشكلات، حيث ما تزال القيادة المتنفذة في منظمة التحرير والسلطة تتعامل مع قطاع غزة وكأنه جزء من بلد آخر، وذلك يترجم من خلال الإجراءات العقابية، والتي فاقمت من ظروف أبناء شعبنا.

استهدفت إجراءات السلطة العقابية قطاعات مهمة أبرزها التحويلات العلاجية، وهي حق لكل مريض من الدولة، ومخصصات أهالي الشهداء والأسرى والتي لا يجوز بأي حال من الأحوال التلويح بها أو اتخاذ قرارات بتقليصها أو وقفها الأمر الذي يعدّ خذلانا لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى

فقد استهدفت إجراءات السلطة العقابية قطاعات مهمة أبرزها التحويلات العلاجية، وهي حق لكل مريض من الدولة، ومخصصات أهالي الشهداء والأسرى والتي لا يجوز بأي حال من الأحوال التلويح بها أو اتخاذ قرارات بتقليصها أو وقفها الأمر الذي يعدّ خذلانا لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى.

وكذلك الخصومات التي طالت القطاعات الخدمية والخصومات على رواتب الموظفين، وبعد ذلك العمل بقانون التقاعد المبكر، هذا جعل من غزة تعيش حالة من التدهور الاقتصادي بل بلغ الحد بالوصول إلى حالة الانهيار الاقتصادي، وهناك حالة فقر مدقع تعصف بقطاعات واسعة من أبناء شعبنا، لنؤكّد أنّ كل هذه الإجراءات عقدت من مسألة الوصول إلى اتفاق مصالحة.

* نعم، ولكن سنة كاملة مرت على استمرار عقوبات السلطة، وهناك تلويح بفرض المزيد، أين موقف الإجماع الوطني في غزة من ذلك؟

القوى السياسية لم تدخر جهداً ولا تزال تمارس جهودها، ونحن في الشعبية ما زلنا نقول بل واجب علينا أن نستمر في هذا الجهد واستمرار هجوم المصالحة، والمقصود به تضافر كل الجهود من غير حماس وفتح للوصول بالساحة الفلسطينية إلى حالة توافقية وحدوية نغادر من خلالها مربع الانقسام والمعاناة.

المسألة ليست مرتبطة بالفصائل بل بالمقدرة على اتخاذ القرار، لو أبو مازن اتخذ قرارا بعقد الإطار المؤقت للمنظمة وعقد حوار وطني شامل ومراجعة السياسة الماضية، ويدعو لمجلس وطني توحيدي جديد على قاعدة الشراكة ويضم كل مكونات الشعب الفلسطيني حتى تكتمل اللوحة الفلسطينية.

* لكن هل تعتقدون بنية عباس بالتوجه لمثل هذا؟

المسألة مرتبطة بحجم الضغط الشعبي والجماهيري الذي يجب أن يكون في كل الساحات، وغزة مارست هذا الدور، ولكن الضفة يجب أن يكون لها كلمة، ما يجب أن يكون حالة شاملة بالضغط لمغادرة مربع الانقسام وتطبيق مفاهيم الوحدة قولاً وعملاً.

* بعد رفض اعتراف الشعبية بمخرجات “المجلس الوطني” الانفصالي، أين هي من المشهد السياسي؟

الشعبية لم تعترف بمخرجات هذا المجلس نعم، ولم تحضر هذا المجلس بناء على قاعدة المطالبة بمجلس وطني توحيدي يساهم به كل مكونات الشعب الفلسطيني بعيداً عن حراب الاحتلال، ويمثل كل أماكن الوجود الفلسطيني بالانتخابات أينما أمكن وبالتوافق أينما تعذر. وتكون منظمة التحرير ممثلة لكل الفلسطينيين بما يجعلها مؤسسة يثق بها ويؤمن بها الجميع.

العدوان ورد المقاومة

* كيف تابعتم الجولة الأخيرة من العدوان “الإسرائيلي” ورد المقاومة؟

التصعيد الأخير ورد المقاومة عليه تحول إلى معركة استمرت ليوم واحد، كانت حاجة ملحة وضرورية في ظل محاولات الاحتلال منذ عدوان 2014 لفرض قواعد اشتباك جديدة تقوم على أن يمارس عدوانه على الشعب الفلسطيني ولا يعير وزنا لأي شيء لا للمؤسسات الدولية ولا للقانون الدولي.

المقاومة أرادت أن تقول للعدو إن قواعد الاشتباك ليس أنت من يحددها، وإن المقاومة لديها قدرة على تغيير قواعد الاشتباك، وهذا ما حدث

المقاومة أرادت أن تقول للعدو إن قواعد الاشتباك ليس أنت من يحددها، وإن المقاومة لديها قدرة على تغيير قواعد الاشتباك، وهذا ما حدث برد المقاومة الذي صدم الاحتلال واعتقد من خلاله أن إجرامه سيتواصل دون أن يكون للمقاومة رد.

وأعتقد أنّ رد المقاومة جاء ليرد أيضاً على كل الأصوات النشاز التي كانت تقول أين المقاومة كما حدث في مجزرة 14 مايو المنصرم، حينما ودعنا قرابة 60 شهيدا وما زال الشهداء يرتقون، وآلاف الجرحى، وردت المقاومة لتقول إنها جاهزة وحاضرة لتوفر الدرع الوقي لأبناء شعبنا، وهي الظهر الحامي الذي يوجد حينما يتطلب الأمر ذلك.

شعبنا يحترف كل أشكال المقاومة من المقاومة البحرية كسفن كسر الحصار، والشعبية بالتظاهر السلمي لرفض وجود الاحتلال على أرض فلسطين، والمقاومة المسلحة والتي هي أرقى أشكال الكفاح وال

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات