الأربعاء 26/يونيو/2024

شهيدان وأسرى ومبعد.. فلذات كبد أم حسن لا يخطئهم دعاؤها

شهيدان وأسرى ومبعد.. فلذات كبد أم حسن لا يخطئهم دعاؤها

كثيرة هي الأسر المكلومة في حياة الشعب الفلسطيني، لكن أن يجتمع الشهادة والأسر والإبعاد في أسرة واحدة، فهذه قمة الابتلاء والمحنة والألم.. على مشارف وادي البصاص في حي أبو اكتيلة بمدينة الخليل، تجلس أم حسن القواسمي (65 عامًا) على مائدة إفطار رمضان، وبمجرد ما رفع أذان المغرب وحان موعد الإفطار وقبل أن تتناول حبة التمر وكأس من الماء.. رفعت الحاجة صبحية الفاخوري أم حسن الأكف وهي تبتهل إلى الله بالدعاء من أعماق قلبها:

“اللهم ارحم أبنائي الشهداء مراد ومحمد.. اللهم اجمعني بهم في عليين.. اللهم أعد ابني المبعد محمود إلى أحضاني وهوّن عليه إبعاده وغربته.. اللهم فرج كرب أبنائي حسام وحسين وحجازي ومحمد من السجن، وأعدهم إليّ سالمين غانمين.. اللهم أجرني في مصيبتي وابتلائي، واجعله في ميزان حسناتي يا رب العالمين”!.

لا يغيبون
أم حسن إحدى خنساوات فلسطين احتسبت أبناءها شهداء وأسرى ومبعدين.. عند كل إفطار تستعرض مسلسل محنتها وهي تتذكرهم الواحد تلو الآخر: “والله يمه محمد ما بغيب عن بالي يوم ما دخل الدار محمول على أكتاف الشباب وهو يقطر دمًا بعد سقوطه شهيدًا في باب الزاوية عند مسجد الشيخ علي البكاء وهو يواجه الاحتلال في الانتفاضه الأولى عام 1987م.. يومها زغردت وودعته بالزغاريد وما دمعت لي عين!”.

وأضافت أم حسن في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “وانفجرت انتفاضة الأقصى عام 2000م، وابني مراد مصمم يثأر لأخوه محمد.. وأكثر من مرة يقولي: يمه نفسي ألحق بأخوي محمد ونعيش مع بعض في الجنة.. والحمد لله ربنا حقق له مناه ولحق أخوه .. آه آه الله يجمعني بهم في الجنة”.

وكل يوم في رمضان تتذكر أم حسن فلذة كبدها حسام، الأسير القسامي المحكوم ثلاثة مؤبدات بتهمة التخطيط لقتل ثلاث مستوطنين وتنفيذ العملية.. فلا زالت تنتظر طلته عليها قبل الفطور في كل رمضان وهو يحمل لها طبقًا من القطائف في يده اليمنى وشراب اللوز والتمر الهندي في اليد اليسرى.. إنه مشهد تتكرر ذكراه كلما حلّ رمضان فتنادي أم حسن: وينك يا حسام؟.. وين القطائف والشراب؟.. ما بدي منك شي.. بدي تكون عندي اتصبح واتمسى فيك”!.

فخورة بمحنتها

وتشير أم حسن إلى أنها فخورة بأبنائها الشهداء والأسرى ومحمود المبعد؛ فتقول: “أنا أجلس بين نساء الحي وأنا فخورة بنضال وجهاد أبنائي.. الحمد لله سيشفعني بأبنائي الشهداء وأكون من أهل الجنة”، مضيفة: “يكفيني فخرًا أن نساء الحي ينادينني بـ”خنساء فلسطين”.. في يوم الشهيد أكرَّم.. وفي يوم الأسير أكرَّم.. وفي المناسبات الوطنية والإسلامية أكرَّم.. لكنني أتمنى أن يكرمني الله بالإفراج القريب عن أبنائي الأربعه حسام وحسين وحجازي ومحمد، وكذلك عودة ابني محمود من الإبعاد، وأن أحتضنهم جميعًا قبل مغادرتي هذه الدنيا”.

ورغم محنتها فإن الحاجة أم حسن القواسمي لا تبالي لما حصل لأبنائها، فتعدّه ضريبة الانتماء للوطن، بل تعرضت هي للاعتقال والتحقيق ووضعها في ظروف قاسية للغاية للضغط على أبنائها.. كما هدم منزلها، واقتحم بيتها عشرات المرات وهي شامخة شموخ جبال الخليل لا تبالي رغم الجراح والمحن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 17 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 17 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 17 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...