الجمعة 27/سبتمبر/2024

تمر وماء.. حملة بنابلس لنيل الأجر والحد من حوادث السير

تمر وماء.. حملة بنابلس لنيل الأجر والحد من حوادث السير

ما إن تدخل دقائق الربع ساعة الأخيرة قبيل أذان المغرب، حتى يبدأ الشاب أصيل الأصيل وخمسة من رفاقه، بالتنقل بسرعة بين مركبات المواطنين، على المدخل الشمالي للوسط التجاري لمدينة نابلس، يقدمون لهم الماء والتمر في حملة أطلقوا عليها اسم “تمر وماء”، ويهدف القائمون من حملتهم لنيل الأجر من الله والتخفيف من حوادث السير.

حملة منذ ست سنوات
ويشير الشاب أصيل الأصيل لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “نلتقي أنا وأصدقائي على الإشارة الضوئية قرب المستشفى الوطني بمدينة نابلس، يومياً قبل عشرين أو خمس وعشرين دقيقة من موعد أذان المغرب، ونبدأ بتفريغ التمور في سلال للتقديم، وعند الربع ساعة الأخيرة من الصيام، يحمل كل منا سلة وكرتونة من المياه المعدنية، ونبدأ بتقديم الإفطار للعابرين مشياً أو في مركباتهم على جانبي الشارع”.


null

وعن تمويل الحملة يشير خليل كواح أحد الشبان المشاركين فيها:” إن هذه الحملة ابتدأتُ فيها مع خمسة من أصدقائي قبل ست سنوات، وكنا ندفع تكاليفها من جيوبنا، لكن أهل الخير تنبهوا لنا وبدؤوا بتقديم المساعدة المالية والعينية لنا، حتى بتنا نرفض بعض المساعدات لكثرتها ولتغطيتها كل أيام شهر رمضان”.

الحد من الحوادث:
ويشير خليل كواح: “إن الكثير من التجمعات الشبابية تحمّست للفكرة، وبدأت ترابط في ساعات الغروب على مختلف مداخل مدينة نابلس، وباتت كل المفارق الرئيسة مغطاة من الشبان”.


null

فعلى المدخل الجنوبي الغربي لمدينة نابلس، يرابط أفراد كشافة مركز يافا الثقافي.

ويشير المشرف على الكشافة في المركز رائد الشريف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “ابتدأنا بتوزيع التمر الماء على الصائمين المتأخرين منذ أربع سنوات، ونوجد هنا، لأهمية هذا الشارع الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس، ونسعى من وجودنا هنا، للتخفيف عن المسافرين من خارج المدينة، إضافة لتشجيع السائقين على تقليل سرعاتهم، نظراً لوقوع الكثير من الحوادث خلال شهر رمضان في السنوات الماضية”.


null

مستمرون طلباً للأجر:
ينتظر المواطنون المائدة الرمضانية على مدار العام، للأجواء الجميلة التي تمتاز بها، بتجمع كل أفراد الأسرة حولها، لكن الشاب أصيل الذي يحرم من هذه الأجواء، يؤكد أن “الشعور بتفطير الصائم، واستشعار العمل العام في خدمة أبناء شعبه، يعوضه كثيراً عن تلك الأجواء”.


null

ولا يبدو أن الملل قد تسلل لنفوس هؤلاء الشبان، حيث يؤكد أصيل: “سنواصل عملنا هذا كل عام بإذن الله”، وما يؤكد ذلك وجود طفلين في مقتبل العمر يساعدون هؤلاء الشبان، أحدهم زيد طارق الأسطة وهو نجل أحد أفراد المجموعة، ويقول زيد: “إنه يشارك الشبان منذ ثلاث سنوات وهو مسرور لما يقوم به، وسيواصل عمله في الأعوام القادمة إن شاء الله”.


null

تكافل اجتماعي:
الحملة لاقت استحساناً كبيراً من المواطنين لما تظهره من عمق الترابط بين أفراد المجتمع الفلسطيني، حيث يشير الشاب أحمد القدح وهو يتناول كوب الماء وحبة التمر: “لقد أشعرني الشبان بأني في بيتي وأنا في الشارع، وهي خطوة جميلة، وأرجو أن تعمّم على كل المدن الفلسطينية، لا بل على كل مناطق العالم الاسلامي، وكل التحية للقائمين على هذه الحملة”.


null

أما سائق سيارة العمومي زيان التيتي فقال متفاخراً: “هذه هي نابلس، وهذا هو الشعب الفلسطيني، متوحدا كالجسد الواحد في عبادته وتقربه لله”، مضيفاً: “نأمل أن ينعكس هذا الأمر ليتوحدوا في السياسة، وهذا التوحد يغيظ كل أعداء الشعب الفلسطيني، والحمد لله على هذه الأجواء الرمضانية الجميلة التي يرسمها هؤلاء الشبان”.


null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات