السبت 10/مايو/2025

مزارعو الأغوار.. صيام تحت أشعة الشمس والعمل الشاقّ

مزارعو الأغوار.. صيام تحت أشعة الشمس والعمل الشاقّ

بات المزارع عبد الله بلاونة، من منطقة النصارية بالأغوار الوسطى، يستغل بزوغ أول نسمات النهار للتوجه إلى أرضه في سهل سميط لجمع محصول الخيار، قبيل أن تشتد وطأة الشمس، مع دخول شهر رمضان الفضيل والموسم في أوجه.

عشرات المزارعين من أقارب ومعارف بلاونة ينتشرون في ذلك السهل يسارعون في إنجاز مهمتهم قبيل العاشرة صباحًا؛ حيث تسجل دراجات الحرارة ارتفاعًا كبيرًا، وصلت إلى أكثر من 45 درجة في الأيام العشرة الأُول من رمضان.

وبمناسبة حلول الشهر الفضيل قام وفد من نقابة العاملين في الزراعة والصناعات الغذائية في محافظة نابلس وطوباس، وعلى رأسهم أمين سر النقابة الوطنية عبد الكريم دويكات بزيارة الأغوار لتفقد أحوال المزارعين ومعرفة همومهم ومشاكلهم، والعمل على تذليلها مع الجهات المعنية، إضافة إلى تقديم إرشادات للعمل بطرق صحيحة.

صيامٌ وعمل

وقال دويكات: إن عمال الزراعة في الأغوار يواجهون صعوبة الطقس القاسية بالأغوار، ويمارسون عملهم بحثًا عن لقمة العيش، وتزداد الصعوبة عليهم، خاصة في شهر الصيام الذي كانت بداياته حارة جدًّا في الأراضي الفلسطينية.

ولم يختلف الأمر كثيرًا في سهل عاطوف الواقع شرقي بلدة طمون بالأغوار الشمالية؛ حيث تنهمك عشرات الأسر الفلسطينية في الزراعة، سواء في الأراضي المكشوفة أو البيوت البلاستيكية، منذ ساعات مبكرة من كل يوم. 

ويرى المزارع جمال بني عودة أن درجة الحرارة في البيوت البلاستيكية تزيد 7 درجات عن الخارج، وهذا يعني أنها قد تتجاوز الـ 50 في ذروة النهار، ما يشكل خطرًا على المزارع؛ لكونه صائمًا ويشعر بالعطش الشديد.

وينبّه بأن المزارعين يستغلون ساعات الصباح الباكر والبعض يضطر للعمل سويعات قليلة، قبيل أذان المغرب، لاستغلال ما أسماه “طراوة الطقس”.

وعاشت الأراضي الفلسطينية موجة حر غير مسبوقة، فيما توقعت مصادر الأرصاد الجوية أن تشهد الأيام المقبلة تحسنًا في ظروف الطقس وتراجعًا في درجات الحرارة بشكل كبير.

خسائر بلا تعويض

من جانبه عدّ ضرار أبو عمر، مدير الإغاثة الزراغية في محافظة نابلس، أن المزارعين في الأغوار يعانون أشكالاً عدة، وتزداد معاناتهم خلال العمل في شهر رمضان، بسبب الصيام إلى جانب الظروف المناخية المتقلبة، وعدم تلقّيهم التعويضات عن أضرار سنوات سابقة.

ويؤكد أن هؤلاء المزارعين الثابتين على أرضهم يجب أن يتلقوا كل عون ورعاية من الجهات الرسمية والأهلية، ولا يترك الغور فريسة الأطماع الصهيونية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات