الأربعاء 07/مايو/2025

هل تستثمر المقاومة في غزة إنجازها بكسر المعادلات الإسرائيلية؟

هل تستثمر المقاومة في غزة إنجازها بكسر المعادلات الإسرائيلية؟

لم تكن هرولة الاحتلال الصهيوني إلى استجداء التهدئة مع المقاومة الفلسطينية من خلال الوسيط المصري، إلا على إثر حالة الصدمة الكبيرة من قوة وحجم رد المقاومة على اعتداءاته المتكررة على أبناء شعبنا في قطاع غزة.

تلك الحالة التي لم يعشها الاحتلال منذ أربعة أعوام، أي منذ معركة العصف المأكول في صيف 2014، والتي انتهت بتحقيق المقاومة معادلة جديدة لـ”توازن الرعب”، جعلته يحسب ألف حساب حتى في رده باستهداف مواقع المقاومة.

وهذه المرة الأولى تقريبا التي قصف فيها الاحتلال عشرات المواقع الفلسطينية دون وقوع أي شهداء أو إصابات في صفوف الفلسطينيين سوى حالات الهلع والخوف بين صفوف الأطفال والنساء.

هذا المشهد يطرح تساؤلاً كبيراً برسم الإجابة التي صنعتها المقاومة الفلسطينية؛ هل حققت فعلاً إنجازاً جديداً في معادلة إعادة قواعد الاشتباك إلى المربع الصحيح؟

حركة حماس وعلى لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري، أكّدت أنّ المقاومة نجحت في تثبيت معادلة الردع ومنع الاحتلال من فرض معادلات جديدة، وبرهنت على خطأ حسابات الاحتلال.

إنجاز محل اختبار
أيمن الرفاتي، المتابع للشأن الإسرائيلي، أكد أن “المقاومة حققت إنجازا واقعيا باستخدام أدوات التصعيد العسكري المدروس لدفع الاحتلال للتراجع عن قواعد الاشتباك التي حاول فرضها مؤخراً مستغلاً صمت المقاومة واختيارها عدم الرد خلال الفترة الماضية لإنجاح الفعاليات الشعبية ومسيرة العودة الكبرى”.

وقال في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بالأمس صنعت المقاومة تأكيداً على الخطوط الحمراء السابقة التي لن يُسمح للاحتلال بتجاوزها من خلال القصف داخل القطاع واغتيال رجال المقاومة، وهذه المعادلة ستكون محل اختبار خلال الفترة المقبلة”.

وبرأي الرفاتي، “مثلت حالة الوحدة الداخلية بين مختلف الفصائل وبين أكبر جناحين عسكريين إنجازاً كبيراً يحسب للمقاومة، حيث زادت هذه الصورة حجم الدعم الشعبي للمقاومة لدى الشارع الفلسطيني، وأعطت صورة متماسكة للمقاومة أمام الاحتلال الإسرائيلي”.

وأضاف: “المعادلة الجديدة التي صنعتها المقاومة وأثبتت فيها للاحتلال أنها لن تصمت على الخروقات والتي رسمت أمس بالنار، ستبقى محل اختبار في الفترة المقبلة؛ حيث سترد المقاومة بالنار على أي اعتداء من الاحتلال، وهذا الأمر سيمثل تحديا لدى الاحتلال”.

وباعتقاده فإن “المقاومة ستسعى بكل قوة للحفاظ على ما أنجزته أمس، ولن تدخر جهدا في الذهاب لتصعيد جديد في حال حاول الاحتلال تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمت، وبالتالي قد نكون في الفترة المقبلة أمام عدة تصعيدات مع الاحتلال”.

رسائل استراتيجية
الكاتب والمحلل السياسي عماد أبو عواد، أكّد أنّ ما حدث من تصعيد بالأمس، أوصل الكثير من الرسائل، وكان له دلالات وانعكاسات ستكون مهمّة في المرحلة المقبلة.

وقال في مقالةٍ له بعنوان “المقاومة تثبت علو كعبها”: “لعلّ أبرز ما رسّخته المقاومة بالأمس، تأكيد تراجع قدرة الردع الإسرائيلي مقابل غزة، والتأكيد على أنّ المقاومة الفلسطينية والتي يُحاصَر شعبها ويجوّع، صاحبةُ أجندة واحدة، وهدفٍ مشترك، جليٍّ وواضح، بحفظ كرامة شعبها وتحرير أرضها”.

وأشار إلى أنّ أحداث أمس “أوصلت رسائل مهمّة، وثبّتت قواعد استراتيجية، ليس من المستحيل اختراقها، لكنّ اختراقها بالتأكيد مكلف، ولعلّ من بعض ما تم تأكيده بعد القصف المتبادل، بين المقاومة والاحتلال، أنّها أعادت غزة إلى الذهنية الإسرائيلية، أنّ المقاومة الفلسطينية، وكما صنّفها معهد دراسات الأمن القومي، في تقديره الاستراتيجي، تُعتبر خطراً استراتيجياً، يهدد الكيان”.

وبين الكاتب أبو عواد، أنّ المقاومة الفلسطينية أكّدت علو كعبها، وتعاملت مع الحدث رغم فارق الإمكانات المادية، ندّاً بندٍّ، ورأساً برأسٍ، وثبّتت معادلة مهمّة، أنّ القصف بالقصف والدم بالدم.

وأكّد أنّ أحداث أمس أكدت فقدان “إسرائيل” لرؤية استراتيجية في التعامل مع قطاع غزة، وفي الوقت نفسه، فإنّ هذه الأحداث ستلزمها صياغة استراتيجية، تقود إلى هدوء تام في المستقبل، ولو لمدّة قصيرة من الزمن.

إنجاز مهم جداً !
الخبير في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، وصف ما حدث أمس أنّه “إنجاز هائل لغزة ومقاومتها”.

وقال على صفحته على فيسبوك: “التقديرات في تل أبيب بعد انتهاء المشاورات الأمنية بقيادة نتنياهو تشير إلى عدم رغبة إسرائيلية في التصعيد، والجزيرة تنقل عن مصدر في المقاومة أن الاتصالات مع مصر أفضت إلى اتفاق على عودة التهدئة، إذا كانت الأمور كذلك فهو إنجاز مهم جدا للمقاومة”.

وأوضح النعامي، أنّ ما جرى يدلل على أن رد المقاومة أسهم في تعديل قواعد الاشتباك بغزة بحيث تم نسف معادلة الردع التي فرضتها “إسرائيل” منذ انتهاء حرب 2014، مطالباً المقاومة بالتركيز على الاستثمار السياسي لهذا الإنجاز.

ونبّه إلى أنّ هناك فرصة لا تزال سانحة بأن يتم إحداث تكامل بين إنجازات الردود اليوم ومخرجات حراك العودة بحيث يفضي إلى إجبار الاحتلال وداعميه الأمريكيين وأدواته الإقليمية للتخلي عن استراتيجية خنق القطاع.

المقاومة: اليد العليا
عدنان أبو عامر، الخبير بالشأن الإسرائيلي قال بدوره: إن “الموجة الحالية كشفت عن مستوى متقدم من النضج السياسي الواضح للمقاتلين وقياداتهم العسكرية في توجيه دفة النار باتجاه الاحتلال، سواء من خلال اختيار نوع القذائف، مدياتها، أهدافها”.

وأضاف في مقالة قصيرة له عبر صفحته على “فيسبوك”: “هذا النضج جاء عقب مواجهات ضارية، أوصلت العسكريين، أو هكذا نأمل، إلى قناعة مفادها أن الحروب ليست صواريخ فحسب، بل اعتبارات سياسية وجبهة داخلية وسواهما”.

وبرأي “أبو عامر”: “لعلها من المرات القليلة أن الفلسطينيين يفعلون ثم يقولون، ففي الوقت الذي دكت فيه قذائف الهاون المستوطنات الجنوبية من 7 صباحا حتى 7 مساء، خرج البيان العسكري ليقدم إجمالا بما حصل، فلتعمم هذه الصيغة مستقبلا: افعل ثم تحدث، ويا ليتنا نخفف الحديث قدر الإمكان، دعوا أفعالكم تنطق بلسانكم!”.

وقال: “بدون مبالغة ولا تضخيم، خرجت المقاومة من هذه الجولة ويدها الأعلى، وسنقرأ بعد ساعات اعترافات وخيبات أمل إسرائيلية؛ لأن الفلسطينيين بدأوا الحملة، وهم من أنهوها، وهي فرصة لمراكمة أسباب تفوقنا هذه المرة، أين نقاط قوتنا فنضاعفها، وأين نقاط ضعف الاحتلال فنزيد في استنزافها!”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني، صباح اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية، مركبة في مدنية صيدا جنوب لبنان. وأفادت الوكالة...