الأربعاء 07/مايو/2025

الصلاة الأولى بالأقصى.. أشواق الزيارة تهزم مرارة الحواجز

الصلاة الأولى بالأقصى.. أشواق الزيارة تهزم مرارة الحواجز

بحلول شهر رمضان المبارك يتجدد شوق الفلسطينيين للصلاة في الأقصى وزيارة القدس، ويتزايد شوق من لم يصل هناك كلما سمع ذكريات أناس صلوا في القدس سابقا ويأملون في تكرار ذلك.

وبفرحة كبيرة لم تستطع وصفها تيماء عامر، من محافظة نابلس شمالي الضفة الغربية، حين أبلغوها أنها ستصلي بالقدس قائلة: “لم أصدق حين قالوا لي سأصلي في القدس.. 22 عاماً وأنا انتظر هذه اللحظة”، وذلك بعد أن حاولت أكثر من 10 مرات الحصول على تصريح للدخول ويقابله “الرفض الأمني”.

مشاعر متباينة

وأضافت لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “شعرت بأنني في حلم سينتهي في أي لحظة. موعد مغادرتي مرهونة بتصريح لساعات معدودة”.

وتابعت: “عندما وصلت إلى المسجد الأقصى، شعرت بشعور غريب لم أستطع وصفه؛ فقد اختلطت مشاعر الفرح بالحزن، وبعدها شعرت بالقهر، فكل مكان وقفت فيه كنت أشاهده في التلفاز، وتعود بي الذاكرة إلى الاقتحامات “الإسرائيلية” لباحات المسجد الأقصى، ولم أكن أشاهدها سوى على شاشة التلفاز، والآن أراها على أرض الواقع بلا حواجز”.

وأردفت عامر قائلةً: إن زيارتها للقدس لم تكن تقليدية؛ فقد تجولت بين أزقّتها القديمة من أجل التعرف على تاريخ المدينة، وتمشّت في أسواقها التاريخية العريقة، وتحدثت مع سكانها الذين يعانون الذل والقهر في كل يوم يمرّ.

من جانبها قالت شقيقة عامر (18 عاماً)، والتي رافقتها: “كانت تلك الزيارة الأولى، شعرت بفرح شديد، ولكني حزينة لما يجري في القدس والمسجد الأقصى حيث يسارع الاحتلال خطواته لتهويد ما تبقى من المدينة المقدسة”.

وأضافت: “القدس اليوم حزينة بسبب قلة المصلين، عدد المصلين لم يرتق للمصاب الذي ألمّ بالقدس”، داعية جميع المسلمين للصلاة في القدس وشدّ الرحال إليها خلال شهر رمضان المبارك.

ولم تفارق الابتسامة والسعادة قلب ولاء محمد، من قرية جوريش قضاء نابلس، بعد زيارتها الأولى للقدس، مؤكدة أن الشعور بذلك لا يوازيه السفر إلى أي مكان في العالم وإن كان الأجمل. 

وأشارت إلى أنه برغم المحاولات اليائسة خلال الأعوام السابقة إلا أنها لم تفقد الأمل في استمرارها في الحصول على تصريح دخول للقدس.

ورغم أن المسافة بين نابلس والقدس نحو 69 كيلومترا، والذي في الوضع الطبيعي يستغرق ساعة واحدة السفر بين المدينتين، إلا أنه بالظرف الحالي يستغرق الوصول 3 إلى 4 ساعات، بسبب تعقيدات الاحتلال والجدار والبوابات المفروضة منذ سنوات.

حواجز وفحص أمني

والمسافر بين نابلس والقدس يتجاوز خمسة حواجز رئيسة، وهي: حوارة وزعترة وبيت إيل وقلدنيا وجبع، وحواجز ثانوية منها حاجز عوفرة وعين يبرود، وتكون أقسى الإجراءات على حاجز قلنديا والمتمثل بمعبرين واحد للإناث وآخر للذكور، ناهيك عن الفحص الأمني الإلكتروني.

وينصب الاحتلال عشرات كاميرات المراقبة انطلاقا من حاجز قلنديا حتى الدخول إلى بوابات المسجد الأقصى، بعضها موضوع على مناضيد في الأجواء أو على طائرات عمودية، ترصد حركة الدخول والخروج على مدار الساعة.

ويقول مواطنون: إن أول خطوات الدخول إلى حاجز قلنديا إجبارهم على الاصطفاف حسب الأعمار ثم الدخول عبر حواجز شرَطية عديدة، ويتم فحص الهويات للنظر إلى الأعمار، حيث يسمح للرجال فوق سن 40 عاما بالمرور والبقية في حالة حيازتهم تصاريح دخول، ثم ينتقلون إلى صالات مخصصة للتفتيش الجسدي، وغالبا التفتيش عبر مجسات خاصة لفحص الأمتعة.

ومع انتهاء تلك الإجراءات تكون المحطة التالية الانتقال عبر حافلات مخصصة يتم إيصال الركاب مباشرة إلى منطقة قريبة من باب العامود لسكان شمال الضفة الغربية، للدخول أمام أعين مئات الجنود والمجندات إلى البلدة القديمة ومن ثم المسجد الأقصى.

ويتعرض الشبان للإيقاف من حواجز راجلة في شوارع البلدة القديمة وعلى بوابات المسجد الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...