إفطار رمضاني ببريطانيا يتحول لتظاهرة وطنية في حب فلسطين

تحول لقاء وإفطار رمضاني جمع الجالية العربية ومتضامنين مع القضية الفلسطينية في بريطانيا، إلى تظاهرة وطنية في حب فلسطين وتأييد مسيرة العودة الكبرى ونصرة غزة، ورفض حصارها المستمر منذ 12 عاما.

وشارك نحو 700 شخص من أبناء فلسطين والعرب والمتضامنين مع فلسطين في بريطانيا، في اللقاء الرمضاني، الرابع من نوعه، الذي نظمه السبت، المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، ومنظمة أوليف للشباب الفلسطيني.

مواهب لأجل فلسطين
وتضمن اللقاء الذي استمر حتى صبيحة الأحد، مسابقة تعقد لأول مرة تحت عنوان “مواهب لأجل فلسطين” بمشاركة 20 طفلا، وإشراف لجنة تحكيم ضمت الفنانين: رشيد غلام من المغرب، وزينة الجويري من العراق، وإبراهيم علان من الأردن، وأنس الكرمي من فلسطين.

null

وفازت الطفلة البريطانية من أصول عراقية لينا خطاب (12 عاما) بالمركز الأول بعد إلقاء خاطرة مؤثرة من تأليفها حول فلسطين، وحصلت على جائزة 500 جنيه إسترليني بمشاركة رمزية من أبناء الجالية في بريطانيا.

تمسّك بالعودة
ورأى حافظ الكرمي، رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، في التجمع رسالة واضحة عن تمسك الفلسطينيين رغم سنوات الغربة بحق عودتهم، وهم يحيون الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، ويجددون رفضهم لإعلان ترمب المشؤوم بنقل السفارة إلى القدس.

وأكد أن مسيرات العودة أعادت القضية إلى نقطة البدء، مشددا على أن الأجيال لن تنسى فلسطين ولا ذرة تراب فيها.

بدوره أشار عدنان حميدان، المتحدث الإعلامي للمنتدى والمسؤول عن تنظيم الفعالية، إلى أن نشاط الإفطار الرمضاني بدأ بـ 200 شخص قبل أربعة أعوام، والآن العدد ناهز 700 وسط تحدٍّ لأنصار الاحتلال “الإسرائيلي” في بريطانيا الذين ينغّص عليهم هذا التجمع، ويحاولون كل عام إلغاءه والضغط على إدارة القاعة المستضيفة لإلغاء الحجز.

وذكر أن مكان الإفطار تنقّل في أكثر من قاعة نتيجة هذا الضغط، في المقابل لا يوجد مكان مناصر لفلسطين يتسع لمثل العدد في بريطانيا رغم استثمارات العرب الهائلة فيها.

رغد أسامة، والدة الطفلة لينا الفائزة بالمركز الأول، عبرت عن سعادتها باللقاء وفكرة المسابقة، مهديةً فوز لينا لشهداء فلسطين وجرحاها.

null

فرح وحنين
أحد كبار السن المشاركين في الإفطار كان لافتا للانتباه بحرصه على احتضان علم فلسطين أثناء دخوله القاعة ومدة مشاركته بالأمسية، واختلطت مشاعر فرح التواصل بالغربة مع حنين العودة للوطن ولقاء الأهل على أرض فلسطين، وصدحت الحناجر بالتأمين، ورشيد غلام يدعو بذلك في صلاة الوتر بعد أن أدى الحضور صلاة التراويح جماعة.

كما أثار الانتباه الشاب الفلسطيني القادم من غزة ميسرة العرابيد بمسابقة اجتماعية تفاعل معها الحضور؛ حيث وظف التكنولوجيا وتطبيقات الهواتف الحديثة فيها من خلال إجابة الأسئلة الثقافية عن فلسطين عن طريق تطبيق كاهوت على الهواتف الذكية مع جوائز فورية بتذكارات مرتبطة بفلسطين.

بدوره كان الجيل الثاني من أبناء فلسطين في بريطانيا حاضرًا بتقديم فعاليات الأمسية التي أدارها عبد الرحمن التميمي، ومسابقة المواهب مع ليان محمد، بالإضافة إلى متطوعين ومتطوعات أشرفوا بأنفسهم على تقديم الطعام.

ريحة البلاد
وتسابق الأهالي في تقديم وجبة الإفطار التي تسيّدتها شوربة العدس وطبخات البامية والبطاطا بشيء من ريحة البلاد؛ كما قال الطبيب إبراهيم عدوان الذي يحرص دائما على المشاركة في أنشطة المنتدى الفلسطيني والمظاهرات التي يدعو لها ويقول: إن هذا أقل شيء يمكن تقديمه بالغربة.

وأدار معين شبيب، مدير مؤسسة العون الفلسطيني في بريطانيا، فقرة لجمع التبرعات لمصلحة تقديم ثلاث محطات لمياه الشرب في مدارس غزة وسط تفاعل كبير من الحضور.

وقالت إسراء خليل، عضو لجنة تنظيم الإفطار: إن مثل هذا التبرعات “تبرد قليلا على قلوبنا بتقديم شيء من الواجب لأهل غزة، ولا تجعلنا نجتمع لمجرد الأكل والشرب فقط تحت اسم فلسطين”.