الجمعة 28/يونيو/2024

المقترحات الإعلامية الإسرائيلية لغزة.. هل ترقى لمستوى الأزمة؟!

المقترحات الإعلامية الإسرائيلية لغزة.. هل ترقى لمستوى الأزمة؟!

منذ قرابة 12 عاماً من الحصار المفروض على قطاع غزة لا يتوقف المجتمع الدولي من جهة والمؤسسات الإنسانية والإغاثية عن طرح الأفكار التي يمكن من خلالها إنهاء أزمات القطاع، لكنها هذه الأفكار والحلول لم ترق إلى مستوى فداحة الأزمات المتراكمة والمتراكبة في القطاع.

جاءت مسيرة العودة وكسر الحصار، التي كان القرار النهائي خلالها بيد الشعب الفلسطيني وحده من أجل استعادة حقوقه، فعادت الأصوات الدولية والعربية وزادت عليها “الإسرائيلية” المطالبة بحل أزمات القطاع قبل الانفجار.

عروض إسرائيلية
وفي تصريحات غير معهودة، قدّم منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية الجديد كميل أبو ركن، الليلة الماضية، اقتراحا للحكومة بتقديم تسهيلات واسعة للسكان في قطاع غزة.

وبحسب قناة “ريشت كان” التي أوردت الخبر أمس، فإن التسهيلات تشمل فتح المعابر لدخول العمال من قطاع غزة إلى “إسرائيل” وتوسيع مساحة الصيد البحري، كما تتضمن منح رخص تتعلق بإنشاء المزيد من محطات المياه والكهرباء، وضخ الوقود للقطاع.

ليس هذه المرة الأولى التي يخرج فيها صوت إسرائيلي للمطالبة بمنح التسهيلات لقطاع غزة، ولكن كل ذلك يأتي في إطار استيعاب الضربة القاضية التي وجهتها مسيرة العودة لـ”إسرائيل” بحسب ما قالت الأخيرة.

حيث صرح الناطق باسم قوات الاحتلال رونين منليس، لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، صباح اليوم، بأن وسائل الإعلام العالمية، صدقت رواية حماس حول التظاهرات على الحدود، وشاركت في نشرها.

وزعم منليس: “إن حماس حققت إنجازا إعلاميا سلبيا على إسرائيل، ولو كانت تريد تحقيق إنجاز وانتصار إعلامي حقيقي، كان عليها وقف التظاهرات قبل وقوع قتلى”، حسب زعمه.

المحلل السياسي والمختص في الشأن الصهيوني صلاح الدين العواودة، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه من التجارب السابقة فإن أي تنازلات يقدمها الاحتلال تبدأ برأي عام، تقارير صحفية، ثم مظاهرات.

ويضيف: “موضوع البحث يبقى على رأس الأجندة الإخبارية اليومية، وهذا حتى هذه اللحظة يحصل؛ فالتقارير الصحفية تتكاثر وتتزايد، وحركة الاحتجاجات تتزايد، وأصبح تقريباً متفقاً على أن حرباً جديده مع غزة عبثية وليست اضطرارية”.

ويشير العواودة إلى أنّ الرأي العام العالمي يتفهم طبيعة مسيرات العودة، “فكما وصف الاحتلال نفسه فإن المسيرات كسبت المعركة بالضربة القاضية”، لافتاً إلى أنّ قرار مجلس حقوق الإنسان بالتحقيق في المجازر أحد أبرز الإنجازات.

ويؤكّد المحلل السياسي أنّ الاحتلال لا يستسلم بسهولة، وهو الآن يحاول شن هجوم قانونيّ وإعلاميّ مضاد مستغلاً تصريحات حماس حول نوعية الشهداء، “ويحاول أن يضرب معنويات أهل غزة، ويحاربهم نفسياً، كما يحاول تطوير تكتيكات دفاعية على الحدود ويحاول استعادة الردع عبر توسيع دائرة الاستهداف للمقاومة”، كما قال.

الآراء المختلفة
يشير العواودة إلى أنّ كثيرًا ممن يطالبون بإنهاء الأزمة يتبنون الرأي القائل إنّ حماس في أضعف حالاتها، ما يعني أن التنازلات ستكون من حماس، لافتاً إلى أنّ هذا مؤشر على أن نضوج الموقف سيتأخر وهو يعتمد على طول النفس في غزة وعلى حسن إدارة الأزمة من طرفها بحيث لا يستطيع الاحتلال إنهاء المشكلة بالتعايش معها بجعلها روتينية.

وينصح المحلل السياسي بضرورة التركيز في غزة على تعزيز الصمود واستمرار المسيرات، وليس التفاعل مع المقترحات الواردة في الإعلام العبري.

المختص في الشأن الصهيوني نائل عبد الهادي، رأى أنّ كل ما يطرح عبر الإعلام العبري من عروض ومقترحات وأفكار لا ترقى للحبر الذي كتبت به.

ويضيف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “لا أعتقد بوجود أي خطط أو برامج يمكن أن تشكل حلولاً لمشاكل قطاع غزة، فباعتقادي أنّ غزة دخلت برنامجاً مشابهاً للبرنامج العراقي في تسعينيات القرن الماضي”.

ويلفت إلى أنّ الاحتلال يريد لغزة أن تبقى تحت الحصار والمعاناة، وأن تبقى تحت الجوع والقهر المستمر، مبيناً أنّ الحديث عن حلول ومقترحات لغزة هي حلول ترقيعية لا قيمة لها “بل هي مضيعة للوقت”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات