عاجل

الأحد 01/سبتمبر/2024

نجية أبو شمة.. حكاية 70 عامًا من حلم العودة لقرية قولية

نجية أبو شمة.. حكاية 70 عامًا من حلم العودة لقرية قولية

تتعدد صور ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين الذي هجروا عام 48 من أراضيهم ليقام فوقها -بقوة السلاح- ما يسمى بدولة “إسرائيل”، ومن بين هؤلاء الحاجة  نجية أبو شمة “أم سليم” (85 عامًا) من سلفيت.

ووسط دموع الحزن، تروي نجية حكاية اللجوء والشتات، فقتول: “كان عمري قرابة 15 عامًا عندما هجرنا من قريتنا “قولية”، وهي تبعد 15 كيلو متر عن مدينة الرملة، ولم أصدق وقتها أنني لن أعود إلى قريتي”.

وتتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “قالوا لنا إن عصابات الأرغون وشتيرن من اليهود يقتلون كل الرجال وحتى الأطفال، وإن العصابات لا تعرف الرحمة، وحملنا أغراضنا وهجرنا كبقية أهالي القرية خشية قصفها بشدة من مدفعية اليهود، وهو ما حصل؛ والآن بعد 70 عامًا، ما زلت أحلم وآمل أن نعود؛ فالعودة حق، ولذلك أنا ما زلت أحمل مفتاح منزلنا وأحتفظ به منذ عام 48 وحتى الآن”.

“حتى لا ينسون”

وعن سبب حملها للمفتاح تقول: “أحمله رغم أن عمري تجاوز الـ 85 عامًا، وأحتفظ به، وأروي حكايته لأولاي وأحفادي حتى لا ينسون، وأنا كلي ثقة بأننا سنعود، وإن لم نعد، سيعود أولادي وأحفادي إلى المنزل ومعهم مفتاحه”.

وعن ذكريات اللجوء تقول أم سليم: “بعضنا ترك طنجرة الطبيخ على أمل العودة بعد ساعات، وبعضنا ترك متاع منزله وأمواله في منزله؛ فقد قالوا لنا وقتها إنه قد يحصل هجوم لساعات، ومن ثم تعودون لمنازلكم، ولكننا خرجنا ولم نعد حتى الآن منذ سبعين عامًا”.

وتسرح أم سليم في ذكريات الحصاد وزراعة أرضها؛ حيث كانت تقوم وتصحو مع أصوات العصافير صباحًا، وتذهب بسعادة إلى حقل عائلتها الزراعي، وكانت أجمل أيام العمر، إلى أن جاء الاحتلال وحولها إلى طرد وتهجير ونكبة تعتصر ألمًا كل من يتذكرها، وتدعو الله أن تعود سريعًا قبل وفاتها.

وإن كانت أم سليم تحتفظ بذكريات قرية قولية، وتحمل مفتاح منزلها، إلا أنها أيضا ما زالت تحافظ على ارتداء الزي الفلسطيني القديم والمطرز والمخطط بأشكال جميلة، قائلة بأنها تُفضل أن ترتديه أمام الزوار أو في الاحتفالات والمسيرات، لتبقى الذاكرة حية أيضًا لبنات وفتيات جيل اليوم.

“قولية” في الذاكرة

وعما آل إليه حال قريتها اليوم تقول: “الأشجار مثل الغابة اليوم؛ فهي غطت القرية بعد تدميرها من عصابات الاحتلال، لكنني إن عدت إليها أعرف كل شبر وكل موقع خاصة منزلنا؛ حيث كنا نجمع ثمار الزيتون والقمح فيه ونخزنه بداخل أجرار كبيرة”.

وعن مقاومة قريتها للاحتلال، تقول: “قريتنا أنجبت حسن سلامة، البطل المقاوم الفلسطيني المشهور والمعروف، وكل القرية قاومت بسلاح خفيف يوم الهجوم عليها من عصابات الاحتلال، إلا أن الاحتلال نجح في تدميرها بعد القصف الشديد، وتشتتنا بعدها في منافي الأرض، إلى أن استقر بنا الحال في مدينة سلفيت حتى الآن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات