عاجل

الأحد 01/سبتمبر/2024

حكايات النكبة حاضرة في ذاكرة زهرة وتنشد بين أبيات أبو فراس

حكايات النكبة حاضرة في ذاكرة زهرة وتنشد بين أبيات أبو فراس

سبعون عاما لم تكن كافية لتمحو ذاكرة زهرة أبو حاشية، لتسرد تفاصيل النكبة، وكأنها وقعت قبل ساعات معدودة، وصفت بلدتها وكأنها ابنة الـ14 عاما تركض بين ربوع قريتها سلمة قضاء يافا وهي تقع بالقرب من قرى العباسية.

الذاكرة

وفي حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” تسرد زهرة أبو حاشية من مواليد سلمة عام 1932 تفاصيل ذاكرتها.

تقول: بيتنا كان بعيدا عن بيوت القرية، وحوله الدجاج والخرفان التي كانت تفضل أمي أن تربيها إلى جانب زراعتها للورود، وأجمل أوقاتي كنت عندما أساعدها بقطف الورود وتزين منزلنا بها.

تتابع: والدي مؤذن القرية، وشارك بثورة القسام عام 1936؛ حيث باع أرضه من أجل تأمين السلاح.

تسرح في ذاكرتها قليلا، وعيناها تبرقان: كنت نشيطة، وتعلمت الغسيل والعجين وأنا بعمر 7 سنوات؛ حيث كانت أمي تخبز وأوصل الخبز إلى المزارعين في البيارة.

ومضت تقول: “ومن أشهى الأطعمة رغيف الخبز المغمس بالزيت والسكر، حتى كاسة الشاي كان لها طعم آخر لما تحمله من رائحة وطعم النعنع المقطوف من أرضنا ورائحة السلطة تشتمها عن بعد لتنهي حديثها بقولها “كل اشي كان أحلى، كنا نأكل من أرضنا”.

إلى التشرد واللجوء

ومن خيرات الأرض والحياة الهادئة إلى حكاية اللجود والتشرد، تقول أبو حاشية بمرارة: اضطررت أن أترك مقاعد الدراسة بسبب ما تتعرض له الفتيات من مضايقات من اليهود المنتشرين على أطراف القرية.

ومن المواقف التي ذكرتها زهرة تعرض منزلها لهجوم من عصابات يهودية بسبب وشاية بوجود سلاح في منزلهم، إلا أنهم لم يجدوا شيئا حيث خبأ والدها السلاح عند الخيل والحمام والدجاج، وكانت الخيول تقوم برفسهم عند الاقتراب منهم، ووالدتها كادت أن تصرخ لطلب الاستغاثة إلا أنها تعرضت لضربات بقنابل الدخان.

وعندما تعرض منزل زهرة إلى هجوم وشعروا بالخطر بدأ والدها وعمها بتوزيع السلاح على رجال القرية وتدريبهم على القتال.

وتقول زهرة: “الأرض لنا ولازم ندافع عنها، جيلنا بيموت بس لازم نزرع بالأجيال الجديدة حب الأرض والوطن”.

حب الأرض

وزراعة حب الأرض انتقلت من زهرة إلى حفيدتها دانة التي قالت: “فلسطين كتير حلوة ونفسي أرجع أعيش في بيتنا”.

8-5-1948 تاريخ صمود القرية في وجه العصابات اليهودية والجيش البريطاني، إلا أن نفاد السلاح أدى إلى نقل نساء وأطفال القرية إلى القرى القريبة من سلمة إلى اللد والرملة، وبقي المقاتلون يواجهون العصابات المسلحة.

وتذكر زهرة قول عمها لزوجته عند لحظة الهجرة: “يا أم حسن اتركي كل اشي، كلها يومين وراجعين”.

وتبين زهرة أن أكثر ما حمل هو إبريق الشاي والبابور، واصفة حياتهم في تلك اللحظات أنها حياة بدائية، ليستقر بهم الحال في مخيم بلاطة الكائن في مدينة نابلس، وفي بداية الأمر رفض أهل قرية سلمة التعامل مع وكالة الغوث رفضا للإقرار بالهجرة.

الشعر في حب الوطن

ومن زهرة أبو حاشية إلى أبو فراس العنبتاوي التي تحدث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” قائلا: لم أكن واعيا عند وقوع أحداث النكبة حيث كان عمري 4 سنوات، إلا أنني ترعرعت بين بطولاتها وتضحياتها التي أصبحت تجري في دمي لأنظمها على أبيات شعر وأشدوها.

ومن بين الأبيات التي نظمها: “أكتب هالنوت بدم الشريان هلا بالموت لعيونك فلسطين”.

“عم بنردد كلمتنا تيسمعها كل الكون القدس عاصمتنا رغم أنفك يا صهيون”، “قدسي راية حرية عالدنيا تلوح بفديها بعينيه وقلبي والروح”.

ومن مواويل أبو فراس: يا شهر الخير طل علينا بحلاك وفرح القلب بسر بحلاك. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات