عاجل

الأحد 28/يوليو/2024

كيّ الوعي.. مخطط صهيوني بدّده استمرار مسيرة العودة

كيّ الوعي.. مخطط صهيوني بدّده استمرار مسيرة العودة

استخدمت “إسرائيل”، الاثنين المنصرم 14 مايو (أيار)، سياسة “كي الوعي” برفع كلفة الدم الفلسطيني بحق المتظاهرين السلميين على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وذلك بهدف إيقاع الرعب في نفوس الآلاف من المتظاهرين.

فقد ارتقى برصاص الاحتلال أكثر من 63 شهيداً وجرح ما يزيد عن 3 آلاف آخرين، جراح كثيرٍ منهم في حالة الخطر، الأمر الذي راهن من خلاله الاحتلال على وقف تلك المسيرة وإفشالها بعد 7 أسابيع على انطلاقها.

إجماع وطني

في خطبة الجمعة أمس، في المسجد العمري الكبير حيث تم تكريم أهالي شهداء المسيرة شرق غزة، أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أنّ مسيرة العودة مستمرة وسوف تأخذ أشكالاً وإبداعات مختلفة.

وشدد بقوله: “حماس لن تدخل في أي صفقات بشأن مسيرة العودة وكسر الحصار، ولن تأخذ قراراها إلا من خلال الإجماع الوطني”، وأكّد أنّ ما تداولته وسائل إعلام عن قرار من حركة حماس بوقف مسيرات العودة هو عبارة عن شائعات لا أساس لها من الصحة، وأنّ “مسيرة العودة مستمرة حتى تحقق أهدافها”.

وأوضح القيادي الفلسطيني أنّ هدف مسيرة العودة إنهاء الحصار كليًّا عن قطاع غزة، ووضع شعبنا على السكة الصحيحة لوحدة وطنية حقيقية.

وللتأكيد على استمرارية مسيرة العودة، شارك رئيس المكتب السياسي لحماس، في إفطار جماعي نظمته هيئة المسيرة أمس الجمعة على الحدود الشرقية لمدينة غزة في مخيم العودة “ملكة” حيث شهد الإفطار مشاركة عشرات القيادات الوطنية ومئات المواطنين.

فشل كيّ الوعي

ما حدث أمس في الجمعة الأولى بعد مجزرة 14 مايو (أيار) التي ارتكبها الاحتلال بحق المتظاهرين السلميين، أفشل سياسة “كي الوعي” التي ينتهجها جيش الاحتلال الصهيوني.

“فالاحتلال كان معنياً منذ اللحظات الأولى للإعلان عن المسيرات بإفشالها وعدم تحقيق أهدافها”.. هذا ما أكّد عليه المحلل السياسي إياد القرا في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” مبيناً أنّ الاحتلال حاول استخدام الحرب النفسية قبل بدء المسيرات، لكنه فشل على أكثر من صعيد.

رؤية المحلل القرا عزّزها المختص في الشأن الصهيوني أيمن الرفاتي، الذي أكّد أنّ الاحتلال حاول عدة مرات كيّ وعي الجماهير في غزة عبر تكثيف جرائمه على حدود غزة محاولاً ردعهم ومنعهم من التجمهر على الحدود.

ويبين الرفاتي أنّ الاحتلال ظنّ أنّه بعد مجزرة 14 مايو، بأن الجماهير لن تعود للمسيرات نظراً للكلفة العالية لها إلا أن الجمعة الماضية أثبتت عكس ذلك، وكشفت أن الغزيين لا يمكن ردعهم عسكرياً أو غيره.

ويؤكّد القرا أنّ مسيرات العودة خرجت في مشاركة الجماهير الفلسطينية عن التوقعات كافة سواء لدى الاحتلال أو حتى لدى القائمين على المسيرة، لافتاً إلى أنّ ذلك سبب ازعاجاً وقلقاً كبيرين لدى الاحتلال ترجمه بحملاتٍ مختلفة واستهداف متعمد وقتل بشكل مباشر للمتظاهرين على الحدود.

وفي يوم الجمعة 18 مايو/أيار وبعد أربعة أيام على المجزرة المروعة، في الثاني من رمضان ورغم حرارة الجو، إلا أنّ آلاف الفلسطينيين أصروا على المشاركة في مسيرات العودة على حدود غزة الشرقية كما هو الحال في كل جمعة منذ الثلاثين من مارس/آذار المنصرم، ورغم أنّ الحدود الشرقية تشهد تزاحم المشاركين بشكل خاص يوم الجمعة، إلا أنّ المخيمات الخمسة التي أقامتها الهيئة العليا للمسيرة لا تتوقف عن الحضور اليومي حيث تقام صلاة التراويح بشكل يومي منذ الليلة الأولى من رمضان.

أهداف الاحتلال

الرفاتي نبّه إلى أن استخدام الاحتلال للأساليب القمعية والقتل العشوائي والغاز بشكل مكثف، كان له هدفان: الأول هو إخافة المتظاهرين ومنعهم من التظاهر، والثاني دفعهم للتوجه للحل العسكري إلا أنّه “فشل في هذا الأمر؛ نظرًا للوعي الكبير للغزيين ومعرفة الأهداف التي يريدها الاحتلال، وتجمعهم على الحدود من جديد دليل على وعيهم بأهداف الاحتلال”.

ويوضح القرا أنّ عودة الجماهير الفلسطينية للمشاركة الفاعلة في فعاليات المسيرة بعد مجزرة 14 مايو/أيار، يؤكّد بلا شك أنّ الاحتلال فشل فعلياً في سياسة كي الوعي التي ينتهجها ضد الفلسطينيين برفع كلفة الدم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات