سلاح القرش ونصف…ابتكار حارق يتحدى إسرائيل

الطائرة الورقية أسلوب جديد أضافه الشبان في غزة إلى قاموس المقاومة الشعبية؛ يتميز بقلة التكاليف وسهولة التصنيع وكثرة الخسائر لدى الاحتلال؛ ما جعل الصهاينة يعترفون بأنها قوة مسيرة من السماء لا يمكن التغلب عليها.
قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” يسلط الضوء على تداعيات وخسائر الإحتلال من الطائرات الورقية كما رصدها الإعلام العبري.
ريح مرسلة
مئير شاليف الكاتب في صحيفة يديعوت أحرنوت وصف الطائرات الورقية: كلمة الإرهاب هي كلمة مخيفة وقاسية وقد أفرط في استخدامها حتى فقدت قيمتها، مشيرا إلى التداول “الإسرائيلي” لمصطلح جديد وهو “إرهاب الطائرات الورقية”، مقرا أن هذا الأمر يبدو غريبا نوعا ما لكن هذه هي الحقيقة في بلد يعد الجندي (الصهيوني) إزاريا (قاتل الجريح عبد الفتاح الشريف في الخليل) بطلا والفتاة التميمي (الفتاة الفلسطينية التي اعتقلها الاحتلال من منزلها في رام الله) خطرا استراتيجيا، لذلك من الطبيعي أن تكون الطائرة الورقية إرهاب.
ويتساءل الكاتب: كيف يمكن أن نحارب الطائرات الورقية؟
هذا ليس بسيطا، فهذا السلاح الذي يتكون من خمسة أجزاء (جسم و ذيل و خيط و شخص ورياح)، من الممكن تمزيق جسم الطائرة وقطع ذيلها أو إطلاق النار على مطلقها، ولكن لا يمكن التحكم بالريح، لأن الرياح هي العنصر الذي لا ينتمي إلى الطائرة الورقية ولا إلى صانعها ولا لمشغلها، إنه عنصر خارجي لا يُتحكم فيه، ولكنه يحمل الطائرة الورقية، وهنا فإن مسير الريح هو الله، وعلينا أن نعترف أن خالق الريح وموجهها يوجه علينا الطائرات الورقية لتحرقنا.

null
اللعبة الحارقة
العميد المتقاعد في جيش الاحتلال إيلان بيتون قال في صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “لقد أحدثت لعبة الأطفال المفضلة منعطفا مفاجئا؛ طائرة ورقية صغيرة ثنائية الأبعاد، متصلة بسلسلة تحملها ريح غير مستقرة وسهلة التشغيل، تطير لفترة قصيرة جدا مستفيدة من نظام الرياح والحرارة، أضف إلى ذلك مواد احتراق بطيئة، وبالتالي الطريق القصير لتخطي السياج الحدودي لقطاع غزة للهبوط في حقولنا وإشعال النار، والنتيجة قاسية: وهي تدمير مئات الدونمات من الحقول والغابات، والتسبب في مئات الآلاف من الأضرار التي لحقت بالحقول، وأصيب المزارعون بالإحباط والعجز.

null
ووصل الأمر بالضابط الصهيوني إلى الدعوة أن تكون الأولوية الأولى في المواجهة هي منع انتشار الطائرة الورقية، “بما في ذلك الإضرار بمرسليها ومشغليها”، بحجة “إنشاء رادع”، على حد زعمه.
ويدعو إلى إصدار بيان بأن “الطائرة الورقية” هي نفسها مثل قاذفة الصواريخ، وإلى جانب المس بمطلقي الطائرات يدعو إلى استعدادات تكميلية لإسقاط الطائرة الورقية، بينما لا تزال في الجو وقبل عبور السياج نحو “إسرائيل”.
عجز وإحباط
وأكد بيتون أنه ليس من الصواب استخدام مضادات أرضية لهذه الطائرات؛ لأن من الصعب اعتراض الهدف بسبب خصائصه وتكلفة اعتراضه الهائلة، لكن استخدام الأدوات الرخيصة المتاحة والتي تمكن من قطع أو تلف السلسلة الورقية أو الجسم، تبدو أكثر عملية بالنسبة لي، لا سيما أن الصيف الحقيقي لا يزال في المقدمة.
توصية الضابطين الصهيونيين بدأ جيش الاحتلال عمليا بتنفيذها، من خلال استخدام طائرات مسيرة لملاحقة الطائرات وقطع حبالها قبل أن تصل إلى الأراضي المحتلة، وفق مشاهدات مراسلي “المركز الفلسطيني للإعلام“، بينما أعلن الاحتلال أنه هذه الوسيلة أسقطت 40 طائرة، غير أن التقديرات المحلية، ان هذه الوسيلة غير مجدية بشكل حقيقي، خاصة عند استخدام الطائرات بشكل مكثف ومن أماكن متعددة، وحينها ستكون كل طائرة ورقية بحاجة لطائرة مسيرة.
المستوطن داني رحميم من مستوطنة “ناحال عوز” في مقابلة له مع صحيفة يديعوت قال: نحن عاجزون، ولا نملك الوسائل للتعامل مع طائرة ورقية تحلق في السماء وسقطت في حقل القمح، وما نقوم به هو تقليل الأضرار والحد من انتشار النيران.
وأضاف “لم أسمع أي بيان تُدلى به الحكومة أو رئيس الوزراء في هذا الشأن، كما لو أننا نعيش بوسط قطاع غزة، نحن نشعر بأنه يتم التخلي عنا ببساطة، هذا شعور صعب للغاية، المزارعين …. هناك شعور من الإحباط واليأس”.
سلاح القرش ونصف
وتحت عنوان ” إسرائيل تصب المليارات وأولاد غزة طوروا سلاحًا بقرش ونصف!” كتب عوديد شالوم على يديعوت “في الوقت الذي تحارب فيه إسرائيل وتحشد قواتها الأرضية للتصدي للشبان على السياج الأمني في قطاع غزة، أتاها سلاح جوي طوره سكان قطاع غزة؛ هذا السلاح الرخيص والفعال والذي يمكن تركيبه خلال ربع ساعة فقط، ألحق أضرارا بالغة مما دفع المزارعين الغاضبين بمطالبة الحكومة بإرسال طائرات ورقية انتحارية بالمقابل”.
الطائرات الورقية أحرقت 5000 دونم من حقول القمح، في مستوطنات كفار عزة ونحال عوز في شمال قطاع غزة وأشكول، وأشعلت الغابات التي زرعها المستوطنون في كيبوتس بيري عند سيطرتهم على المنطقة في عام 1946، وفي الوقت الذي تحفر المؤسسة الأمنية حاجزا تحت الأرض ضد الأنفاق، نجح أولاد غزة في تطوير سلاح جديد بقرش و نصف، بحسب شالوم.

null
الخبير الإسرائيلي ايلي شافيت قال: حاليا لا يوجد حل لهذه الظاهرة من الطائرات الورقية، فالجيش حاول مطاردة هذه الطائرات الورقية باستخدام الحوامات، لكن هذه الحوامات التي طارت على ارتفاع منخفض، أسقطها الشبان الغزيون بالمقالع.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...