قلعة شقيف في لبنان تحتضن مسيرة العودة الثلاثاء المقبل

تستعد الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، للانطلاق في مسيرات جماهيرية شعبية، عصر الثلاثاء المقبل، تشمل جموع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، في قلعة شقيف قرب الحدود مع فلسطين؛ وذلك لإحياء الذكرى السبعين للنكبة، وتأكيداً على التمسك بحق العودة.

ويقام التجمع في قلعة الشقيف في جنوب لبنان، ضمن مسيرات العودة الكبرى التي ينظمها الفلسطينيون والقوى الوطنية والإسلامية في أكثر من 40 دولة على مستوى العالم وبالأخص في الدول المحيطة بفلسطين المحتلة.

ومن المقرر أن تشارك قطاعات فلسطينية ولبنانية في هذا التجمع الذي ستلقى فيه كلمات للقوى الفلسطينية واللبنانية.

 قلعة شقيف.. رمز المقاومة
وتعد قلعة الشقيف التاريخية، التي تحتضن التظاهرة، رمزا للمقاومة الفلسطينية واللبنانية؛ حيث واجه المقاومون الاحتلال “الإسرائيلي” عدة مرات، وأفشلوا تقدمه باتجاه الجنوب، وسطر المقاومون الفلسطينيون هناك ملحمة بطولية رائعة أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ما أجبر وزير الحرب الصهيوني آنذاك ارييل شارون ورئيس حكومة الاحتلال مناحيم بيغن على زيارتها.

وبدأت الاستعدادات في المخيمات الفلسطينية لهذا التجمع، ووزعت الدعوات، وعلقت البوسترات، وستبدأ الإذاعات النقالة بالتجول داخل المخيمات.

وعقدت القوى الفلسطينية داخل المخيمات لقاءات للتنسيق وتحديد أمكنة انطلاق الباصات ومتابعة الشؤون التنظيمية.

ومن المقرر أن يتجمع المشاركون في مكان قبل قلعة الشقيف التي تطل على الحدود الفلسطينية اللبنانية،  ثم ينطلقوا في مسيرة رمزية باتجاه القلعة؛ تعبيرا عن التمسك بحق العودة.

حماس تسخّر إمكاناتها
ودعا نائب المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان جهاد طه، الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة لأوسع مشاركة في مسيرة العودة التي ستنطلق الثلاثاء القادم في قلعة الشقيف، وذلك إحياء للذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، وتمسكا بحق العودة، ودعما لمسيرات العودة في الداخل والخارج.

القيادي في حماس، جهاد طه

وأكد طه في تصريحٍ، اليوم الجمعة، تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخةً منه، أن حماس سخرت جميع إمكانياتها لإنجاح هذه المسيرة وإعطائها البعد الوطني وحرصها على مشاركة جميع القوى والفصائل وشرائح المجتمع الفلسطيني واللبناني، مشددا على أن جميع الفعاليات والأنشطة التضامنية في لبنان تأتي في سياق الواجب الشرعي والوطني لدعم أهلنا وشعبنا المنتفض في غزة والضفة والقدس.

وشدد على أن هذه الفعاليات دليل واضح على وحدة وتكاتف الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج في معركة الدفاع عن الحقوق والثوابت.

وقال طه: إن مسيرات العودة هي سلاح مؤثر يرعب الأحتلال، ورد شعبيّ فلسطينيّ على “صفقة القرن”، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة للاحتلال، وذلك خطوة عملية في الاتجاه الصحيح ومواجهة المشاريع والمؤامرات التي تسعى لتصفية الحقوق والثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وأشار إلى أن هذه المسيرات أعادت الاعتبار لحق العودة ووضعته من جديد وبقوة أمام العالم، وأكدت أنه أحد الثوابت التي لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، إضافة لتأسيسها مرحلة جديدة في تاريخ مقاومة الشعب الفلسطيني والتفافه حولها.

وأكد أن المقاومة ستبقى خيارنا وطريقنا نحو النصر والتحرير والعودة، وأن القدس ستبقى عربية إسلامية، ولن تستطيع مخططات ومشاريع الاحتلال أن تغير هويتها ومعالم تاريخها، داعيا الى بلورة رؤية وطنية فلسطينية تحفظ الحقوق والثوابت وتعيد اللحمة بين جميع مكونات الشعب الفلسطيني.

تحالف القوى يدعو للمشاركة
وفي السياق ذاته، دعت قيادة تحالف القوى الفلسطينية في لبنان بعد اجتماعها أمس في بيروت إلى المشاركة الفاعلة في مسيرة العودة الكبرى التي دعت إليها الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، في 15 أيار الحالي، إلى جانب أشقائنا في لبنان، عند قلعة الشقيف على الحدود مع فلسطين، ودعت إلى الإضراب العام والشامل في كل المخيّمات الفلسطينية في الذكرى السبعين للنكبة يوم 15 أيار، وإغلاق جميع المؤسسات والمحال التجارية، لمصلحة أوسع مشاركة جماهيرية في المسيرة.

وجددت رفضها القرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس في الرابع عشر من هذا الشهر، وعدت توقيت ذلك مع الذكرى السبعين للنكبة “استفزازاً حقيراً، وتحدياً صارخاً للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية ولأحرار العالم”.

لقاء تنسيقي
كما عُقد لقاء فلسطيني في مكتب حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في منطقة صور، ناقش آخر مستجدات القضية الفلسطينية والوضع الفلسطيني في لبنان، خصوصاً التحضيرات المتعلقة بمسيرة العودة الكبرى في الخامس عشر من أيار الجاري في الذكرى السبعين للنكبة.

وأكد المجتمعون أن لا تنازل عن فلسطين ولا بديل عن حق العودة، داعين جماهير شعبنا الفلسطيني في مخيمات وتجمعات منطقة صور إلى المشاركة الفاعلة في مسيرة العودة الكبرى يوم الثلاثاء القادم في قلعة شقيف، مع التأكيد على الإضراب العام والشامل لمصلحة أوسع مشاركة جماهيرية.

وجدد المجتمون رفضهم قرار ترمب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في الرابع عشر من هذا الشهر، داعين الأمة العربية والإسلامية إلى التعبير عن رفضها لهذا القرار الجائر بحق أمتنا العربية والإسلامية.