الجمعة 02/مايو/2025

مسميات جُمع العودة.. الرمزية الثائرة الحاشدة

مسميات جُمع العودة.. الرمزية الثائرة الحاشدة

يمثل يوم الجمعة لدى الفلسطينيين في قطاع غزة رمزية ثورية؛ حيث يعد فرصة لتجمع الآلاف عند الحدود الشرقية لقطاع غزة، ضمن أكبر مظاهرة تطالب بالعودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948.

وبدأت هذه الموجة الواسعة في ذكرى يوم الأرض 30 مارس الماضي وتستمر حتى تصل ذروتها في منتصف مايو القادم، إذ تحل ذكرى النكبة الفلسطينية.

ويتزامن الغضب الفلسطيني مع عزم الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتها من “تل أبيب” إلى القدس خلال مايو، وهي الخطوة التي لاقت رفضاً وتنديداً عربياً ودولياً واسعاً.

وللجمعة السادسة على التوالي، واصل أهالي قطاع غزة زحفهم إلى مناطق التماس مع الاحتلال الإسرائيلي، متسلحين بعزيمة وإصرار في تحقيق أهداف مسيرة العودة الكبرى التي أعلن عنها.

ورغم الرد الإسرائيلي العنيف والدموي بحق المتظاهرين السلميين، يبدع الفلسطينيون في كل مرة بابتكار طرق ووسائل جديدة، كان أبرزها الطائرات الورقية الحارقة، وحرق الإطارات “الكوشوك”.

رمزية الجُمَعَ
وكانت الجمعة الأولى التي انطلقت إحياءً لذكرى يوم الأرض، غضبا عارما على قرارات دونالد ترمب بحق مدينة القدس، وتأكيدا من الشبان الثائرين على حق العودة.

وأطلقت الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في الجمعة الثانية اسم جمعة “الكوشوك”، حيث أشعل خلالها الفلسطينيون الإطارات المطاطية لينبعث دخان كثيف يشكل ساتراً لهم من قناصة الاحتلال المتمركزين على طول الحدود.

واستخدم الثوار في تلك الجمعة “المرايا” العاكسة إلى جانب “الكوشوك”، لتمثل أداة عاكسة لأشعة الشمس على أعين قناصة الاحتلال، لحجب رؤيتهم عن المتظاهرين المستهدفين بعدوانهم.

وواصل المحتجون الفلسطينيون تظاهراتهم في الجمعة الثالثة التي أطلق عليها اسم “جمعة إحراق العلم الإسرائيلي ورفع العلم الفلسطيني”.

وأطلق المتظاهرون خلال تلك الجمعة طائرات ورقية تحمل شعلة من النار نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتفتح المجال لدخول سلاح فلسطيني جديد للاحتجاج على حدود قطاع غزة.

وأحيت الجماهير الفلسطينية الجمعة الرابعة التي أطلق عليها اسم “جمعة الشهداء والأسرى” بمزيد من الحشود، مؤكدة استمرارية هذا الحراك حتى تحقيق أهدافه في العودة وكسر الحصار.

وجاءت تسمية “جمعة الشهداء والأسرى”، بالتزامن مع ذكرى يوم الأسير واستشهاد القادة العظام؛ خليل الوزير، وعبد العزيز الرنتيسي، وأبو العباس، ومحمود طوالبة، وأبو جندل، وإبراهيم الراعي وغيرهم.

وشهدت الجمعة الخامسة التي أطلق عليها اسم جمعة “الشباب الثائر”، مشاركة فاعلة من الشبان الذين استطاعوا اجتياز السياج الأمني بعد إزالة أجزاء منه في أكثر من منطقة حدودية، وسط رفع الأعلام الفلسطينية وإشعال الإطارات المطاطية.

كما نجح عشرات الشبان في إحراق مساحات واسعة من أحراش الاحتلال المحاذية لقطاع غزة داخل الأراضي المحتلة بواسطة البالونات والطائرات الورقية.

فيما حملت الجمعة السادسة، شعار “جمعة عمال فلسطين”، وذلك في رسالة تقدير للعمال في عيدهم الذي يصادف الأول من أيار، ولما لهم من دور في مسيرة بناء ونهضة الوطن.

واندلعت مواجهات عنيفة على حدود قطاع غزة، في سياق إحياء “جمعة عمال فلسطين”، أسفرت عن إصابة العشرات من المتظاهرين بجراح وحالات اختناق، وذلك بعدما وصلت حشود بشرية كبيرة من المشاركين إلى منطقة السياج الفاصل.

وأطلقت الهيئة الوطنية العليا اسم “جمعة النذير” على الجمعة المقبلة، حيث دعت جماهير الشعب الفلسطيني أن تجعل هذه الجمعة موعداً للتحضير لـ “مليونية العودة” يوم 14/05 التي ستوجه بها رسالة قوية إلى ترمب وغيره، أن صفقة القرن لن تمر، “بل ستدوسها أقدام العائدين بالملايين إلى أرض الوطن المغصوب”، حسب بيانها.

اختيار التسميات
من جهته أكد عماد اسليم الناطق باسم الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة في خانيونس، أن يوم الجمعة بات يمثل رمزية ثورية للفلسطينيين في قطاع غزة.

وأوضح اسليم في حديث لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن لكل جمعة دلالة خاصة تتعلق بها، لافتاً إلى أن أي اسم يتم اختياره من خلال الهيئة الوطنية العليا، وأيضاً من خلال الشباب الثائر في الميدان.

وأشار إلى أن قيام الشباب الثائر بالمشاركة في اختيار أسماء هذه الجمع، للتأكيد على أنهم جزء أصيل في منظومة ومكونات الهيئة الوطنية التي تشاورهم في كل القرارات التي تتخذ في الميدان.

ولفت إلى أن كل جمعة لها اسم خاص بها، حيث تم إطلاق اسم جمعة “الكوشوك” من شباب الوحدة، والتي باركته الهيئة الوطنية العليا وتم إبداء الغضب السلمي من خلال إحراق الكوشوك لحماية أنفسهم من قناصة العدو الإسرائيلي، وفق قوله.

وأوضح اسليم أن جمعة “الشباب الثائر” نبعت من الميدان، مشدداً على أن الشباب هم عنفوان الثورة السلمية، حيث تم اختيارها للتأكيد على أنهم المحرك الأساسي لمخيمات العودة.

وحول آلية اختيار أسماء الجمع، أوضح أنه ومع الانتهاء من كل جمعة يكون هناك اجتماع للهيئة الوطنية العليا وممثلين عن الشباب الثائر من أجل إطلاق اسم للجمعة التي تليها.

وأكد أنه “في كل جمعة تكون كمية التحشيد أكبر من التي قبلها، وذلك لقناعة الشعب الفلسطيني بفكرة المسيرات السلمية، وقناعته بالهدف الذي أقيمت من أجله مخيمات العودة”، مشيراً ان التحشيد بات نابعاً من عقل وقلب كل مشارك.

وأضاف: “وصلنا لمرحلة أن الناس انفسهم باتت لديهم قناعة بمدى أهمية وضرورة مشاركتهم كأشخاص في فعاليات مخيم العودة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - الجمعة- عدوانًا على سوريا، واستهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، في تصعيد لسياسة...