الخميس 04/يوليو/2024

أيها المطبّعون ! شكراً لتفهّمكم !

د. أسامة الأشقر

تمتزج مشاعر الغضب بالإهانة عندما تندفع دولة عربية نحبّها نحو التطبيع مع العدو الذي يحتل أرضنا ويزداد ألمنا عندما لا يجدي صراخنا وإظهار غضبنا في ردع المطبّعين، وبما أننا ما زلنا نشعر أن ثمة بقية من خير في هؤلاء فدعونا نساعدهم في طريقة التعامل معنا نحن الغاضبين الشاعرين بالغُبن والإهانة والظلم:

نرجو منكم أن تعدّوا ما تفعلونه خياراً صعباً عليكم أو مساراً إجبارياً تحكمه علاقاتكم، وتقدّره ظروف دولتكم المعقدة، وليس سلوكاً سياسياً طبيعياً.

ونرجو أيضاً منكم ألا تروّجوا لتطبيعكم هذا أو تسعوا لإيقاع دول أخرى به للادعاء بأنكم لستم وحدكم في هذا السلوك التطبيعي.

ونرجو ألا تفخروا بهذا السلوك وتُظْهروه على أنه سلوك سياديّ مسؤول يراعي المصالح والمبادئ الأخلاقية.

نرجوكم أيضاً ألا تسخروا من نضال الشعب الفلسطيني وجهاده ضد المحتل ورفضه لسلوك أي جهة تطبيعية، ونرجو أيضاً ألا تحتجّوا علينا بسلوك فئة متنفذة من شعبنا منحتموها النفوذ ليكونوا الشرعية التمثيلية علينا بينما لا يكاد فردٌ من شعبنا يؤمن بغير طريق القوة لانتزاع حقه الذي لم يُجدِ معه سلوك التطبيع والتسويات عبر الدهر الطويل.

ونرجو منكم التلطّف في إظهار مشاعركم السياسية بتحويلها إلى سلوك إنساني جميل مع المحتل الذي يمارس بحقنا القتل والطرد والتعذيب والسجن فالخيار السياسي لا يعني السقوط الأخلاقي.

ونرجو منكم ألا تكونوا خصماً علينا أو تتحولوا إلى أعداء لنا في الميادين الدولية والإقليمية وفي سياساتكم الداخلية إذ يمكن للدولة ذات السيادة أن تتعامل مع جهتين متعاديتين بالمستوى السياسي نفسه أو بتمييز إحداهما على الأخرى باستخدام منطق السيادة نفسه.

ونأمل ألا تتحولوا إلى بوق يروّج للدعاية الصهيونية في تثبيت مزاعمها بأحقيتها في أرض فلسطين وأحقيتها بإقامة وطن عليها وإعلان دولة يهودية فيها، إذ نظنّ أنكم لن تقبلوا يوماً بأن تتسلط فئة متجبرة عليكم، وتعلن نفسها ذات سيادة على أرضكم وأنهم أصحاب حق تاريخي فيها.

نرجو أيضاً أن تتفهّموا المعارضة الشديدة لكم في خياركم هذا فلا يوجد شريف عربي أو مسلم أو حرّ يقبل أن تتلطّخ سمعته وسمعة شعبه بالتطبيع مع هؤلاء الأوغاد.

وشكراً لتفهّمكم !

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات