عز الدين فتاش.. مجاهد رحل في صمت

وسط الحزن على الفراق الصعب، شيعت جماهير غفيرة من قيادات الحركة الإسلامية، وأهالي قرى وبلدات محافظة سلفيت المجاهد والمناضل والأسير المحرر عز الدين فتاش، بعد رحلة ومسيرة طويلة في العطاء، قضى جزءا منها في سجون الاحتلال.

وفور انتشار خبر وفاة الفقيد عز الدين عصر يوم الثلاثاء (17-4-2018)، سارعت جماهير غفيرة إلى منزله شمال سلفيت، تلقي عليه نظرة الوداع غير مصدقة نبأ وفاته، فقد أحبه كل من عرفه وخالطه لدماثة أخلاقه، وطيبة روحه وتواضعه.

مناقب المناضل

ووسط الحضور الكثيف في مسجد سلفيت، ألقى النائب ووزير المالية السابق عمر عبد الرازق كلمة مؤثرة جاء فيها بأن عز الدين فتاش قضى عدة سنوات في سجون الاحتلال واعتقل عدة مرات لدى أمن السلطة، وأنه حورب في وظيفته وراتبه، ولم يظلم إنسانا قط، حتى من الذين آذوه من ذوي القربى، وأنه رغم كل التهديد والوعيد ثبت ولم يحيد عن الطريق، وبقي ثابتا على مبادئه، وسرعة وفاته حرمت من ظلموه من أن يستسمحوه، ويطلبوا العفو منه.

null
ولم يتمالك مشيعو المجاهد فتاش إلا وانطلقت حناجرهم بهتاف التكبيرات وسط رفع الرايات الخضراء، والدموع تنهال من أصدقائه وأقربائه الذين شيعوه، غير مصدقين هذا الرحيل الصعب والسريع والمفاجئ إثر نوبة قلبية.

وزير الحكم المحلي في الحكومة العاشرة عيسى الجعبر ينعى فتاش قائلا: “رحمك الله يا أبا نضال الأخ عز الدين فتاش في ذمة الله”.

وتابع: “عندما كنت في وزارة الحكم المحلي سنة 2006 كان الأخ أبو نضال – رحمه الله – مدير مكتبي، وكان من خيرة الإخوة الذين التقيتهم وعملت معهم في تلك الفترة الصعبة، متواضعًا،خلوقًا، مخلصًا، متفانيًا، مضحيًّا، مبادرًا، واليوم يغادر دنيانا الفانية هذه وقد ترك فيها أثرًا إيجابيًّا يشهد به من عايشوه.”

null
وأصاف “أسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته، ويجمعنا به بصحبة الحبيب محمد في جنان النعيم، وأن يعوض أهله وإخوانه وأحبابه وحركته خيرًا”.

حماس تنعى

وقال عضو المكتب السياسي في حركة “حماس” حسام بدران في تغريدة له: “نحتسب عند الله الأخ عز الدين فتاش، أحد قيادات حماس في سلفيت”،  حيث كان “رجلا من جيل التأسيس”.

وأضاف أن “للفقيد باع معلوم ومشهود في الدعوة والمقاومة والتضحية”.

null
كما نعى النائب عمر عبد الرازق باسم حركة حماس المرحوم عز الدين فتاش أحد كوادر ونشطاء حماس في سلفيت والوطن.

يشار إلى أن المرحوم المجاهد عز الدين فتاش قد شغل مدير وزارة الحكم المحلي في الحكومة العاشرة، ومدير مكتب التشريعي في سلفيت قبل أن يغلقه الاحتلال، وتحت ضغط الظروف والملاحقة اضطر أن يعمل في الباطون حيث أصابته السكتة القلبية عصر أمس الثلاثاء، خلال عمله في البناء.

null