الإثنين 01/يوليو/2024

رمضان شلح.. ضابط إيقاع الجهاد

رمضان شلح.. ضابط إيقاع الجهاد

لا يعرف حتى اللحظة الوضع الصحي الحقيقي للقائد الفلسطيني الفذّ رمضان عبد الله شلح، الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين، لكن المؤكد أنه لا يزال قيد العلاج والمتابعة الطبية بإشراف فريق طبي إيراني، وفي مستشفى يتبع لحزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت.

شلح المولود في حي الشجاعية بقطاع غزة في عام 1958 لأسرة محافظة وكبيرة تضم 11 ولدا، والذي فرض عليه استشهاد الشقاقي تولي زعامة الحركة، قائد فلسطيني متخصص في علم الاقتصاد من جامعة “الزقازيق” بمصر عام 1981.

عمل أستاذا للاقتصاد في “الجامعة الإسلامية” بغزة، واشتهر في تلك الحقبة بخطبه الجهادية التي أثارت غضب الاحتلال الإسرائيلي الذي فرض عليه الإقامة الجبرية ومنعه من العمل في الجامعة.

في عام 1986 غادر شلح فلسطين إلى لندن لإكمال الدراسات العليا، وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من بريطانيا عام 1990، ليتنقل بعدها بين عواصم الكويت ولندن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث عمل أستاذا لدراسات الشرق الأوسط في جامعة “جنوبي فلوريدا” بين عامي 1993 و1995.

وتولى في عام 1995 منصب الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” خلفا للشهيد فتحي الشقاقي الذي اغتاله “الموساد” الإسرائيلي في مالطا.

وقصة شلح مع الحركة بدأت حين تعرف أثناء الدراسة في جامعة الزقازيق على الشقاقي الذي كان في تلك الفترة يؤمن بفكر جماعة “الإخوان المسلمين” وكتب سيد قطب.

تبلورت فكرة حركة “الجهاد الإسلامي” أواخر السبعينيات، على يد مجموعة من الشباب الفلسطيني أثناء وجودهم للدارسة الجامعية في مصر من بينهم الشقاقي وعبد العزيز عودة.

في أوائل الثمانينات وبعد عودة الشقاقي إلى فلسطين تم بناء القاعدة التنظيمية للحركة فـي فلسطين، وبدأت الحركة خوض غمار التعبئة الشعبية والسياسية في الشارع الفلسطيني بجانب الجهاد المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، حلا وحيدا لتحرير فلسطيـن، بحسب أدبيات الحركة.

والتقي شلح مع الشقاقي في دمشق، وناقشا الخطط لتطوير العمل الجهادي، لكن اللقاءات توقفت في عام 1995 إثر اغتيال الشقاقي، وأمام الرحيل المفاجئ لمؤسسها قررت الحركة انتخاب شلح أمينا عاما لها.

وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، اتهم الاحتلال الإسرائيلي شلح بالمسؤولية المباشرة عن عدد كبير من عمليات “الجهاد” ضد أهداف إسرائيلية، من خلال إعطائه أوامر مباشرة بتنفيذها، وهو الأمر الذي دفع بالاحتلال إلى التعامل معه كقائد عسكري، إلى جانب دوره السياسي.

وفي نهاية عام 2017 أدرج مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي”FBI”، شلح على قائمة المطلوبين لديه، إلى جانب 26 شخصية حول العالم.

وسبق أن أدرجت السلطات الأمريكية شلح على قائمة “الشخصيات الإرهابية” بموجب القانون الأمريكي وصدرت بحقه لائحة تضم 53 تهمة من المحكمة الفيدرالية في المقاطعة الوسطى لولاية فلوريدا عام 2003.

وقامت الإدارة الأمريكية عام 2007 بضمه لبرنامج “مكافآت من أجل العدالة” وعرضت مبلغ 5 ملايين دولار مقابل المساهمة في اعتقاله.

ودخل شلح في سياق روايتين متضاربتين إحداهما نقلت عن مصدر مقرب من حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين، تقول إن الأمين العام للحركة دخل قبل بضعة أسابيع في غيبوبة، عقب عملية جراحية أجريت له بالضاحية الجنوبية في بيروت بعد أن أصيب بجلطات متتالية أدت إلى نقله من دمشق مقر إقامته الدائم إلى بيروت.

والثانية نقلت عن وكالة “قدس برس” نقلا عن مصدر فلسطيني تقول إن المسؤول الأمني بسفارة فلسطين في بيروت، رفع تقريرا إلى جهاز المخابرات الفلسطينية في رام الله، أشار فيه إلى وجود شكوك حول إصابة شلح بتسمم.

وجاء في التقرير الأمني الفلسطيني، أن جهتين اثنتين من الممكن أن تكونا وراء هذا التسمم؛ إحداهما جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي “الموساد”، والثاني جهاز أمني تابع لدولة إقليمية.

“الجهاد الإسلامي” نفت صحة الأنباء التي تحدثت عن تسميم أمينها العام، وقالت في بيان لها إنه خضع مؤخرا لعملية جراحية في القلب، مؤكدة أن وضعه الصحي “مستقر” وأنه يخضع لمتابعة طبية.

بدوره قال القيادي في الحركة أحمد المدلل في تصريحات إعلامية إن “شلح مريض بشكل طبيعي ولا صحة للأنباء المتداولة بشأن عملية اغتيال ونتمنى الشفاء العاجل له”.

ويرى مراقبون أن خضوع شلح للعلاج بمستشفى “الرسول الأعظم” التابع لـ”حزب الله”، وإشراف فريق أطباء إيراني على متابعة حالته الصحية، يعكس عمق العلاقة بينه وطهران.

ويبرر إصرار “حزب الله” أن يكون علاج شلح تحت رعايته، كنوع من “الحماية” له ضد أي محاولة لاغتياله.

وفي جميع الأحوال، فإن الوضع الصحي للأمين العام لـ”لجهاد الإسلامي” رمضان شلح دفع قيادات الحركة للتفكير جديا بإجراء انتخابات ضيقة لاختيار أمين عام جديد ، بعد أن أخبر الأطباء مسؤولي الحركة أنه لن يكون قادرا على العودة للعمل حتى لو استفاق من الغيبوبة، حسب قدس برس.

وقال بعض المحللين السياسيين، إنه في ظل الحديث عن تدهور الوضع الصحي لرمضان شلح، فإن الحركة لن تنتظر طويلا لاختيار من يخلفه.

وظلت الحركة ترتبط بعلاقات وثيقة مع طهران التي تخصص لها تمويلا سخيا، لكن العلاقة بينهما اهتزت بعض الشيء بعد اندلاع الأزمة السورية حينما رفضت الحركة إظهار أي موقف واضح داعم لبشار الأسد، وتدخل “حزب الله” في الوساطة بين الطرفين تمخضت عنها زيارة وفد من “الجهاد” لإيران في عام 2016.

وتتردد أسماء كثيرة لخلافة شلح، من بينها، نائب الأمين العام زياد النخالة، لكن إيران تتحفظ على النخالة، لأنه من المعارضين للتقارب المفتوح معها، ويميل نحو أن تكون للحركة علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف الإقليمية، وفقا لموقع “عربي21”.

وتدور مشاورات داخل الحركة لتولي محمد الهندي منصب نائب الأمين العام.

وحسب “عربي21″، تعيش الحركة أزمة مالية، بعدما قررت إيران خفض الدعم المقدم لها منذ تصاعد الخلافات الداخلية، واتساع نفوذ الرافضين للتقارب معها، بعد تراجع دور شلح.

 رحيل شلح -لا قدّر الله- أو بقاؤه أسير الغيبوبة قد يؤدي إلى فقدان الحركة بعض توازنها، فهو المعروف بضابط الإيقاع في صفوف الحركة، وبيضة القبان من أي سقوط أو ارتهان.

 

المصدر: عربي 21

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات