واد قانا.. الاحتلال يسطو على متنزهات سلفيت

بات منظر عشرات المستوطنين من نساء ورجال وهم يملؤون واد قانا غرب بلدة دير استيا غرب سلفيت، منظرا عاديا ومألوفا خاصة في أيام وأعياد الصهاينة، حيث يحرسهم جنود الاحتلال من المواطنين والمزارعين بالواد.

وطيلة الأسبوع الماضي، شكا مزارعون من بلدة دير استيا غرب سلفيت من كثرة المستوطنين الذين أحيانا يطردونهم من أراضيهم بحجة التفسح والتنزه، كما شكوا تضييق سلطات الاحتلال عليهم في العناية بأشجار الحمضيات وتسويقها.

انتهاكات واسعة

وقال المزارع أحمد منصور من بلدة دير استيا لمرسلنا إن المستوطنين يزاحمونه وبقية المزارعين في كل شيء، وليس فقط في التنزه، فهم يسرقون المياه والتي تقلصت وأثرت سلبا على موسم الحمضيات، مضيفا “نعاني من صعوبات بسبب انخفاض نسبة المياه التي يستولي عليه الاحتلال في واد قانا، التي تذهب وتزود بها ثمان مستوطنات حول الوادي”.

وفي الوقت الذي يسمح فيه الاحتلال للمستوطنين بدخول أراضي واد قانا والتفسح فيه، فإنه يمنع أي عملية ترميم أو وضع أدراج لراحة المصطافين الفلسطينيين، بينما يسمح للمستوطنين بعمل ما يريدون، كما يقول سعيد زيدان رئيس بلدية دير استيا.

ويشير زيدان إلى أن واد قانا يعدّه الاحتلال محمية طبيعية، ورحلات المستوطنين للمكان تتكرر في أوقات مختلفة، لافتا إلى أن جنود الاحتلال يقومون بحمايتهم، وأن أكثر أراضي واد قانا وهي أكثر من 10 آلاف دونم تتبع مزارعين من بلدة دير استيا.

واد خصب

بدوره، أفاد الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي، أن واد قانا يعدّ متنزه  للمستوطنين بحسب المخططات الاستيطانية، كونه فيه ينابيع طبيعية عديدة ومناطق حرجية كثيفة، وهو من أخصب الأراضي في محافظة سلفيت والوطن، ولكن الاحتلال يمنع استثماره فلسطينيا بحجة أنه محمية طبيعية، في الوقت الذي تتوسع فيه ثماني مستوطنات على حساب أراضي الواد، وتقضمه رويدا رويدا بعيدا عن وسائل الإعلام.

وأكد معالي أن التضييقات في واد قانا على المواطنين خلال تنزههم أو على المزارعين خلال عملهم في أرضهم من الاحتلال تخالف القانون الدولي الإنساني الذي يمنع المساس بالمدنيين وأرزاقهم، أو التضييق عليهم في سبل معيشتهم.