عاجل

الأربعاء 03/يوليو/2024

تحت أنقاض الصبار.. الفنان ياسين يجسد الوجع الإنساني

تحت أنقاض الصبار.. الفنان ياسين يجسد الوجع الإنساني

مرة أخرى، يعود الفنان الفلسطيني الشاب أحمد ياسين، إلى نبتة “الصبّار” فيحيلها لوحة يجسد من خلالها الوجع الإنساني، بأسلوب مبدع.

جديدُ الفنان ياسين هذه المرة عملٌ فنيّ حمل عنوان “تحت أنقاض الصبار”، يجسد فيه الوجع الإنساني الممتد من فلسطين إلى سوريا وكل بقاع العالم التي تشهد حروبا تزهق أرواح الآلاف من البشر.

وكان اسم الفنان ياسين قد لمع قبل أكثر من سنتين، حينما استخدم ألواح نبات الصبّار الخضراء لرسم وجوه فلسطينية تبرز فيها ملامح الألم والمعاناة.

لكنه في العمل الجديد لجأ لاستخدام جذوع نبات الصبار اليابسة، ليجسد أطفالا لا يزالون تحت ركام المباني، سواء في غزة أو سوريا.

والفنان ياسين (23 عاما) من بلدة عصيرة الشمالية، شمال نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، يحمل شهادة البكالوريوس في تخصص الرسم والتصوير من كلية الفنون الجميلة بجامعة النجاح، ويعمل حاليا معيدا في الكلية ذاتها.


null

وكانت بدايات ياسين بالرسم على لوحات قماشية، ومنذ أكثر من سنتين بدأ بتطوير أسلوبه الخاص، والذي يعتمد على نبتة الصبار، لما تحمله من رمزية.

ويقول ياسين لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “كل فنان يعبر عن قضية معينة بأسلوب مختلف، وأنا اخترت طريق الصبر والصمود، ومنه انطلقت”.

ويشير إلى أن نبات الصبار له رمزية خاصة؛ حيث يمثل أيقونة الصبر والصمود والقدرة على تحمل أقسى الظروف.

ويضيف: “هذه النبتة تعطيني الأمل؛ فهي تموت وتجف في فصل الخريف، ثم تحيا من جديد في الربيع، فتعبر بذلك عن حياة شعب بأكمله، وعندما أرسم وأنحت على هذه النبتة، فكأني أعبر عن الشعب الصابر”.

أسلوبٌ خاص

أنجز ياسين في البداية مجموعة من اللوحات القماشية التي لها علاقة بمضمون الصبر والصمود، مستخدما الألوان الزيتية والمائية والاكريليك والطباشير وقلم الرصاص، كما فعل قبله كثير من الفنانين الذين استخدموا الصبار في أعمال فنية أدائية وتركيبية.

لكنه بدأ لاحقا بالتفكير بأسلوب خاص يستطيع من خلاله تحوير هذه النبتة واستخدامها في عمل فني مبدع.

ويقول: “قبل سنتين وجهت فكري باتجاه التعبير عن الوجع الانساني، وحاولت قدر الإمكان أن أعمل بطريقة مختلفة”.

ويضيف: “حاولت الخروج من إطار اللوحة وعناصر العمل الفني داخل اللوحة، إلى الطبيعة”.

وعن العمل الفني الجديد، يبين ياسين أنه حلقة في سلسلة أعمال فنية لم تكتمل، ضمن مشروع بعنوان “تحت أنقاض الصبار”، وهو يحاكي الأحداث التي تمر بها المنطقة في سوريا ولبنان وغزة.

ويضيف أنه استخدم صورا لأطفال من سوريا وغزة، ودمجها بهذا العمل الذي يحكي عن مجموعة من الأطفال الذين دفنوا تحت الركام، ولم يُنتشلوا حتى الآن.

في إحدى اللوحات الجديدة، رسم الفنان ياسين صورة طفل على جذع يابس تخرج منه ألواح جديدة خضراء، ونحت صورة طفلين على قوالب من الإسمنت الذي هو الخامة الأساسية للمباني التي دُمّرت.

ويقول: “حاولت أن أربطهم بنبتة الصبار؛ ففي نبتة الصبار هناك بعض الألواح الجافة، وفي فصل الربيع تخرج ألواح جديدة خضراء من الجذوع الجافة، وفي هذا كناية عن خروج الأمل من رحم اليأس”.

ويعد أن هذه اللوحات تدل على الصبر والصمود، وأن هذا الشعب مقاوم وصابر على المصائب.


null

فراغ جديد للفن

وبأسلوبه الخاص، نجح بالخروج إلى فراغ جديد، والتعبير عن الأرض بالتوجه إلى الأرض ذاتها والرسم عليها وزرع عناصر لوحاته الفنية فيها، وهذا له تأثير أكبر من تأثير اللوحات التقليدية، فليس كل الأفكار تصلح أن ترسم على لوحة قماشية.

ويجد ياسين أنه استطاع أن يطرح القضية الإنسانية في فلسطين وسوريا، ويسلط الضوء عليها بطريقته الخاصة.

ويقول: “الفن لغة عالمية، وأي شخص يمكنه فهم مضمون هذه اللوحة الفنية، حتى لو كان لا يتقن العربية”.

ويسعى ياسين إلى أن تبقى هذه اللوحات ثابتة في مكانها، ليزورها المهتمون، ويطلعوا عليها، وأن لا تكون مجرد لوحات توثّق بالصور.

ويخطط ياسين لجمع هذه الأعمال في معرض وسط الطبيعة، وخارج إطار الجدران، حتى يكون تأثيره أكبر، ويضرب مثالا على ذلك ما قام به أحد الفنانين العالميين بوضع منحوتاته داخل المحيط الأطلسي، فنقل الجمهور من الغرف المغلقة إلى داخل المحيط.

ويعتقد ياسين أن الفن لا يجب أن يخاطب النخب الثقافية ومن لديهم ثقافة فنية فقط، بل يجب أن يخاطب كل فئات المجتمع، بغض النظر عن مستواها الثقافي.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات