السبت 06/يوليو/2024

اشتعال الجبهات حول إسرائيل .. فرصة أم تهديد؟

ناصر ناصر

عقدت قيادة دولة الاحتلال سلسلة من الجلسات لبحث وتقييم الأوضاع في الجبهة الشمالية الأكثر خطورة، وفي الجبهة الجنوبية الأكثر هشاشة، وقررت اتخاذ سلسلة من الإجراءات الأمنية ورفع حالة التأهب خاصة أنها تمر بفترة الأعياد الحساسة، والتقديرات العامة في “إسرائيل” أن مجمل الأحداث على خطورتها في الجبهة الشمالية تحديدا تلعب لصالح “إسرائيل”.

وبالأمس عقد نتنياهو جلسة خاصة مع قادة الأجهزة الأمنية وعلى رأسهم رئيس هيئة أركان الجيش -ايزنكوت – وكبار ضباط هيئة الأركان ورئيس الموساد الإسرائيلي، وبعد ساعات من ذلك تم عقد جلسة للكابينت السياسي الأمني، وعلى الرغم من عدم صدور بيانات رسمية حول الأمر إلا أن كبار المحللين والمراقبين يعتقدون أنها انشغلت بالأوضاع في غزة وفي سوريا، وعلى الأرجح لم تنشغل بجبهة الضفة الغربية فهي جبهة مؤمنة من غرفة التنسيق الأمني بين المقاطعة في رام الله والجيش والشاباك.

بالنسبة لـ”إسرائيل” فإن الضربة الأمريكية المتوقعة لنظام الأسد تعمل لصالحها بشكل واضح، وهي التي كانت تدعو أمريكا بالأمس القريب بعدم الانسحاب من سوريا، لأن ذلك يضر بمصالحها ويسهم في تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة، فبرز موضوع الكيماوي والرد عليه كتحد ليس للخطوط الحمراء الإسرائيلية بل للخطوط الحمراء الأمريكية، مما قد يجبر الأمريكان للتراجع عن وعودهم للانسحاب من سوريا، إذن ربحت “إسرائيل” مرحليا على الأقل، والسبب هو الكيماوي.

كيف يمكن أن تخسر؟
– إذا أصبحت هدفا لصواريخ الحرب السورية أو المقاومة اللبنانية، وهي احتمالات تبدو بعيدة بعض الشيء بسبب حسابات المصالح، والتي قد تكون خاطئة لأعداء “إسرائيل” في الجبهة الشمالية.

أما بالنسبة للجنوب فإن اشتعال مسيرة العودة هو تهديد غير تقليدي لـ”إسرائيل”، طالما حافظت المسيرة على أهدافها وأساليب عملها، لذا تحاول “إسرائيل” إطفاءها من خلال رفع وتيرة تصعيدها العسكري لإجبار المقاومة على الرد بقوة، انطلاقا من الرؤية الإسرائيلية قصيرة المدى المعنية بإيجاد حلول للمشاكل والتهديدات الآنية والفورية، دون التهديدات متوسطة وبعيدة المدى.
 
وهكذا تبدو مسيرة العودة أكثر إقلاقا وإرباكا لـ”إسرائيل” من مخاطر الجبهة الشمالية التي تؤكد “إسرائيل” أن مجمل أحداثها تلعب لصالحها.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات