الشهيد محمد حجيلة يرحل ليلتحق بأشقائه الثلاثة

“شهيد ورا شهيد والموكب عم بيزيد”.. بمطلع هذه الأنشودة تمثل حال الحاجة أم إياد حجيلة التي قدمت مع فجر هذا اليوم 12 إبريل 2018 فلذة كبدها الرابع، بعد أن قدّمت اثنين “إياد” و”زياد” شهداء على طريق المرض، والثالث “أدهم” استشهاديًّا في كتائب القسام، وها هو الرابع “محمد” يترجل ليلتحق بإخوانه غير متردد.

داعية ومجاهد

محمد أحمد عايش حجيلة (31 عامًا) الملقب بـ”حمادة” التزم مسجد “ابن عثمان” في حي الشجاعية بغزة منذ نعومة أظفاره، كان التزامه بالمسجد كأحد أعمدة المسجد التي لا تفارقه.

ويلقب الشهيد بــ”أبو عاصم” حيث له 5 من الأطفال وهم عاصم، عز الدين، يوسف، جنى وسارة.

ولم يمنعه أن يكون جنديًّا في كتائب القسام من المشاركة في مسيرات العودة الكبرى إلى جانب أبناء شعبه؛ حيث نشر له عدد من النشطاء صورًا وهو يشارك بالمسيرات بمخيم العودة “أرض ملكة”.

وقد قالت كتائب القسام: إنّ “صمت أبنائها ما هو إلا جهادٌ وإعدادٌ لطالما رأى العدو والصديق ثمرته في ساحات النزال، فمن التدريب إلى التصنيع إلى حفر أنفاق العزة والكرامة، إلى المرابطة على ثغور الوطن، سلسلةٌ جهاديةٌ يشد بعضها بعضًا، وشبابٌ مؤمنٌ نذر نفسه لله مضحيًا بكل غالٍ ونفيس، يحفر في الصخر رغم الحصار والتضييق وتخلي البعيد والقريب”.

شقيق استشهادي

لم يمهل المرض شقيقه إياد الكبير كثيرًا فتوفي قبل أعوام بمرض السرطان، فيما لحقه شقيقه الثاني “زياد” بسكتة قلبية مفاجئة، إلى أن توجّ شقيقهم الاستشهادي “أدهم” رأس عائلته بعملية نوعية نفذها في العام 2004.

فقد تمكنت كتائب القسام من تنفيذ عملية “السهم الثاقب” في قلب العدو الصهيوني، فكان أبطال تلك العملية الاستشهادية شقيق شهيد الاستشهادي “أدهم حجيلة” ورفيق دربه الاستشهادي “مؤمن رجب”.

طريق الشهادة

ارتقى الشهيد محمد حجيلة فجر اليوم الخميس 12 إبريل 2018، إثر قصفٍ صهيونيٍ استهدف مجموعةً من المجاهدين بعد تصديهم لطائرات العدو الصهيوني المغيرة.

وقد أكّدت الكتائب أنّ الشهيد كانت له بصمةٌ واضحةٌ في العمل الجهادي خلال معركة العصف المأكول.

ويستعد حي الشجاعية برجاله وشبانه ومجاهديه لوداع الشهيد حجيلة؛ حيث بدأت مراسم تشييع جثمانه من مستشفى الشفاء بغزة، ومن المقرر أن يتم الصلاة على الشهيد في مسجد العمري وسط مدينة غزة.