السبت 06/يوليو/2024

حرب عباس الصفرية على قطاع غزة

محمود مرداوي

إنها الحرب التي تبدو من نوع آخر، مختلفة عما سبقتها من حروب دنيئة يستقوي الرئيس فيها على شعبه، ويديرها ضد غزة ، حرب صفرية النتيجة فيها يربح كل شيء أو يربح كل شيء كما يعتقد، ولا في بال الرئيس احتمالية الخسارة مطلقاً، لأنه مغرور مصاب بمرض ما أريكم إلا ما أرى الاستعلاء والاستقواء بالمال الذي يُحصله من ضرائب الشعب ومساعدات العرب والمسلمين، وما يأتي من أمريكا يذهب للتنسيق الأمني ضد المقاومة الفلسطينية، ومن أجل اعتقال المجاهدين وجمع المعلومات عنهم ونزع سلاحهم، وصنع فلسطيني جديد لا يؤمن بالتضحية والفداء من أجل الوطن واستعادة الحقوق.

الرئيس لا يعتقد ولو للحظة واحدة أنه يخطئ في الاجتهاد أو يجانبه الصواب، ولم يُعهَد عليه أن تراجع عن موقف اتخذه ولو كان مسيئاً للشعب الفلسطيني ومدمراً لقضيته وحقوقه مثل اتفاق أوسلو وملحقاته الأمنية والاقتصادية، والتي لا زال يماري في التمسك بهما ويوارب في تقديرهما.

يصرح بشكل دائم أننا نفذنا كل ما هو مطلوب منا وملقى على عاتقنا، ولم ينفذ الجانب الإسرائيلي أي التزام، ولم يطبق أي بند من اتفاق أوسلو يصب في صالحنا، ومع ذلك نحن ملتزمون بما وقعنا عليه.

هذا الرئيس لا يجد من يقدم له النصح بصدق؛ لأن كل الذين يعملون من حوله يطمحون بأن يرثوا منصبه بعد رحيله، والتجربة أكبر برهان لديهم، أن كل من عارضه أو اعترض على قرار صدر عنه تم عزله وقطع راتبه واتهامه بخيانة الأمانة وسوء الإدارة والانتفاع بالمال العام بطرق غير مشروعة.

لذلك سيغادر وهو على هذا الحال؛ أسدًا على شعبه نعامة على عدوه.

الحقد الأسود أعمى بصره وبصيرته فجعله لا يرى إلا رأيه ولا يعتد إلا بموقفه، متيقناً أن هذه الحرب الصفرية لن يخسر فيها، وهو مخطئ ستدفع ثمن هذه المغامرة فلسطين بوحدتها السياسية والجغرافية، وإذا كان يعتقد أنه هولاكو وغزة بغداد ستستسلم لقاتلها وتتبنج أمام قراراته حتى تموت فهو واهم. سيغادر وتبقى فلسطين حرة عصية على مشاريع التسوية التي انتقصت منها ما يزيد عن 85‎%‎، وستبقى لأهلها واصحابها بماضيها وحاضرها ومستقبلها وغزة درة التاج فيها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات