استهداف الصحفيين.. هل تنقطع التغطية؟!

بالحديد والنار أوصل الاحتلال رسالته لكل الصحفيين والمصورين في قطاع غزة؛ بأنّ تغطية مسيرات العودة السلمية على الحدود الشرقية قطاع غزة غير مسموح، وهو ما بدا وضحاً خلال الجمعة الماضية “جمعة الكوشوك” التي كانت جمعة الاستهداف المباشر للصحفيين.

وشهدت الجمعة الماضية إصابة أكثر من 10 صحفيين بجراح متفاوتة بالرصاص الحي وقنابل الغاز خلال تغطيتهم المهنية لمسيرات العودة في محافظات قطاع غزة؛ حيث ارتقى المصور الصحفي ياسر مرتجي شهيداً متأثراً بجراحه التي أصيب بها برصاصة متفجرة في بطنه.

وبحسب لجنة دعم الصحفيين؛ فإنّ الصحفيين أدهم الحجار، وعز أبو شنب أُصيبا بطلق ناري في القدم، كما أصيب الصحفي خليل أبو عاذرة، مصور فضائية الأقصى، برصاص حي في القدم، والمصور الحرّ إبراهيم الزعنون في كتفه بالرصاص الحي، والصحفي صابر نور الدين، من الوكالة الألمانية، برصاصتين في بطنة وشظية في رأسه، فيما  أصيب العشرات من الصحفيين بعد استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، وأجريت لهم عمليات إسعاف عاجلة في المكان.

لا ينال من الاستمرارية
“رغم كل المحطات السابقة والاستهداف المتعمد للصحفيين لم ينل الاحتلال من استمرار التغطية، فالصحفيون أصحاب قضية عادلة يعملون بمهنية”. هذا ما أكّده صالح المصري، منسق لجنة دعم الصحفيين لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، مبيناً أنّ الاحتلال يتعمد إطلاق النار على الصحفيين لمنعهم من التغطية.

وأفاد المصري أن “إسرائيل” قتلت 40 صحفياً كان آخرهم ياسر مرتجى، وأصابت الآلاف منهم، “لكن كل ذلك لم ينل من مواصلة التغطية”، كما قال.

إرهابهم لن يمنعنا
مراسل قناة القدس محمد الداعور، قال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “تغطيتنا لأحداث وفعاليات مسيرة العودة لن تتوقف على الرغم من محاولات الاحتلال لحجبها عن العالم، واستهدافه للطواقم الصحفية لن يثنيهم عن مواصلة عملهم”.

وأضاف: “لن نتوقف ولو للحظة عن نقل الحقيقة؛ فالقضية الفلسطينية بصورنا وأقلامنا وصوتنا أعدناها للواجهة من جديد للعالم الذي شغلته مشاكله الداخلية”، مبيناً أنّ إرهاب الاحتلال بحقنا يجب أن يتوقف، “وسنواصل تغطيتنا حتى تحقيق طموحات شعبنا في نيل حريته”.

الصورة لن تتوقف
مصور قناة الأقصى عبد الله درويش، أكّد من جهته أنّ “استهداف الصحفيين كان وما يزال على مدار التغطية المستمرة لكل الأحداث على مستوى الوطن، ولم يثنِنَا ذلك على مواصلة التغطية”.

وأضاف: “لن تسقط الكاميرا، ولن يسقط القلم على الأرض؛ فدماء زملائنا نبراس لإكمال طريقهم وفضح جرائم الاحتلال في استهداف الصحفيين وقتلهم وإصابتهم”.

وشدد درويش: “نحن الصحفيين لن تثنينا كل هذه الممارسات والإجرام الصهيوني عن استمرار تغطيتنا وكشف وفضح زيف هذا الجيش، وهذه الدولة تدّعي الحضارة والرقي وهي تمارس الإجرام البشع في حق الإنسانية”.

خيارات جديدة
“نعم لن تتوقف التغطية، ولكننا أمام خيارات جديدة تحتم علينا التعامل مع الواقع الحالي بكل حذر”. هذا ما قاله أحمد شلدان، مراسل قناة الميادين، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، وبين أنّ الاحتلال “الإسرائيلي” لا يفرق عادة بين صحفي أو غيره، والشواهد كثيرة في هذا المجال.

وقال: “ما قام به الاحتلال لن يرهبنا، وسنكمل مسيرة العمل، وهذا أمر معروف عن الصحفيين في الميدان، لكنه أيضاً سيضع محاذير جديدة أمامنا؛  فغياب الحصانة عن الصحفي ومعرفته أثناء عمله أنه مستهدف كغيره من الشبان العزل يُحتم عليه الالتزام الكامل بكل معايير السلامة المهنية”.

وأبرق شلدان برسالة إلى زملائه الصحفيين: “نحن رُسلٌ لنقل الحقيقة، وغيابنا عن المشهد سيغيّب الحقيقة، لذلك وجب أن نستمر بالعمل مع زيادة احتياطات السلامة المهنية وعدم الاستهانة بعمليات القنص التي يقوم بها الجيش، والفيديو الأخير المنتشر حول تصوير الجنود لعملية قنص شاب وأصوات الضحك المرتفعة تُظهر أننا أمام جيش مجرد من كل الأخلاق والقيم”.

محاولات فاشلة
من ناحيته، أكّد المراسل الميداني لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” طلال النبيه، أنّ محاولة الاحتلال “الإسرائيلي” الضغط على الصحفيين بوقف التغطية الإعلامية، من خلال الاستهداف المباشر لهم، بالرصاص الحي وقنابل الغاز، “محاولات لن يكتب النجاح لها؛ لأن الصحفي الفلسطيني لديه قسم للمهنة الإعلامية والصحفية التي ينتمي لها، بأن يبذل كل جهوده للوصول للحقيقة”، كما قال.

وأشار إلى أنّ استهداف الصحفيين بشكل مباشر في مخيمات العودة شرق قطاع غزة، لم يتوقف، وكان آخرها استشهاد الزميل الصحفي ياسر مرتجى، إلا أن العهد والانتماء للوطن، بأن تستمر التغطية الإعلامية والصحفية ليس بنفس الجهود، بل بمضاعفتها لنصل للحقيقة ونوثق جرائم الاحتلال بشكل كامل.