الأحد 30/يونيو/2024

خطاب هنية.. مرحلة جديدة ورسائل للأطراف

خطاب هنية.. مرحلة جديدة ورسائل للأطراف

رسائل ومؤشرات عدة حملها خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، خلال افتتاحه لميدان العودة شرق مدينة غزة، كلها صبّت في إطار رؤية الأفق السياسي الذي شهد تحولاً كبيرًا عقب مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في الثلاثين من مارس/ آذار المنصرم؛ حيث حققت نجاحاً استراتيجياً أسس لمرحلة جديدة.

وجاء في خطاب هنية، أنّ “مسيرة العودة الكبرى في بدايتها، وستستمر”، مشددًا على أنّ غزة بمسيرة العودة مزّقت مرحلة سياسية كاملة، “وبدأت مرحلة جديدة، وطوت صفحة الذل والتنسيق الأمني، والرذيلة السياسية والإيدز الأمني”. كما قال.

معالم الخطاب

محللون سياسيون أجمعوا في أحاديث منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ خطاب هنية رفع السقف عالياً، وركّز على المواقف المبدئية، والثوابت، والقضايا الجوهرية.

وقال المحلل السياسي إبراهيم حبيب، إنّ “خطاب هنية رفع سقف المطالب عاليًا وركز على ثبات المواقف المبدئية لحماس تجاه “إسرائيل” والقضايا الجوهرية”، مبينًا أنّه قطع الطريق على الوساطات المصرية والعربية ومواجهة الضغوط التي تواجهها حماس لوقف مسيرة العودة والتدرع بالجماهير والفصائل.

وتابع أن هنية أكد على استمرار مسيرة العودة، وبدئها مرحلة سياسية كاملة جديدة؛ حيث اتفق المحلل هاني البسوس مع نظيره حبيب على ما جاء به، قائلاً: “خطاب هنية جاء للتأكيد على المضي قدمًا في مسيرة العودة ودعمها من حركة حماس”.

ودعمت حركة “حماس” مسيرات العودة منذ انطلاقها؛ حيث قدّمت العشرات من أبنائها شهداء وجرحى، فيما قدّمت الحركة دعمًا ماليًّا لشهداء وجرحى المسيرة.

خيارات غزة

في خطابه تحدث هنية بلهجة غير مسبوقة حول محاصري غزة؛ حيث قال: “غزة خرجت في وجه المحاصرين والمحتلين؛ لتكون وفية للشهداء والمقاومة والثوابت وحق العودة”، مبينًا أنّ غزة حوصرت من أجل الانقلاب على المقاومة.

بدوره رأى حبيب، أنّ خطاب هنية أكّد أنّ غزة سيكون لها خياراتها الخاصة من خلال تأكيده أنه لن يُفلح حصار غزة ومُخططات إخراج الجماهير ضد حماس.

وعدّ حبيب، أنّ الخطاب جاء بلهجة القطع مع قيادة السلطة بشكلٍ شبه نهائي، وذلك من خلال اتهام هنية لـ”السلطة وأتباعها بالإصابة بالإيدز السياسي، وهي كلمة خطيرة وموجهة، وجاءت مقصودة -كما قال- لتؤكد أنه لا يُمكن للوحدة أن تتم مع قيادة السلطة التي أكد بأنها ليست قيادة ما دامت لا تُلامس طموحات الجماهير.

وقال هنية في خطابه: “إن كل القيادة يجب أن تكون على مستوى هذا الحدث، وأنّ القيادة التي لا تعبر عن إرادة شعبها ليست جديرة بالقيادة”.

مسيرة العودة

ويرى المحلل البسوس، أنّ خطاب هنية أكّد أن “حماس” تنتهج أسلوب الحراك السلمي في مواجهة الاحتلال؛ خاصة بوضع خلفية الخطاب لقيادات العمل السلمي في تاريخ النضال “مارتن لوثر كنج، وغاندي، ومانديلا”، مبينًا أنّ المزاوجة بين النضال السلمي، والقانوني، والمواجهة المسلحة أسلوب جديد تنتهجه الحركة.

وهو ما أكّد عليه حبيب، مبينًا أنّ هنية حاول أن يُخاطب العالم باللغة الإنسانية والعاطفية التي يفهمها، وقال: “هذا كان رائعًا وتقدمًا كبيرًا في لُغَة الخطاب الحمساوي للعالم”،

المصالحة

وشدد البسوس على أنّ خطاب هنية أكد بلا شك أنّ المصالحة متوقفة وتمر بأزمة، ومرت قبل ذلك بأزمات، لكنه وضع أملاً بأن تحدث اختراقات سياسية خاصة بتدخل مصري، إلا أن نظيره حبيب أشار إلى أنّ الخطاب نفى احتمالية المصالحة مع عباس في وضعه الحالي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات