الأربعاء 26/يونيو/2024

المسنّ أبو غرارة.. أيقونة بطولة على تخوم الوطن المحتل

صورة الثورة لم تغادر قلبه، وحلم العودة ما يزال وقّادًا في نفسه الحيّة. البعد عن الأرض، وصلف المحتل، وجبروت الغريب، كل ذلك لم يفت من عضده.

فعلى الرغم من كبر سنه وانحناء ظهره، أصبح الحاج أحمد أبو غرارة أيقونه البطولة في ذلك اليوم؛ بجلابيته البيضاء التي توشحت السواد بسبب كثرة الدخان المنبعث من الإطارات المشتعلة، وبعقاله الأسود الذي وضعه على رأسه كبرياءً وعزة، وبعزيمته التى جعلته يتقدم صفوف الثائرين، وبلحيته البيضاء التى تظهر علامات الكبر والتقدم في السن.

فما أن كانت جمعة العودة الثانية في مخيم العودة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة؛ حتى ظهرت شخصيته، وهو يقود حشود الشبان بالقرب من السياج الحدودي الزائل، متقدما الصفوف ومطلقا صرخات التكبير التي دوت في أرجاء المكان.

سيرًا على الأقدام

سيراً على الأقدام توجه الحاج أبو إسماعيل من منزله الكائن في منطقة معن التى تبعد عدة كيلومترات عن بلدة خزاعة التى يقام على حدودها مخيم العودة.


الحاج أحمد أبو غرارة

ولا يزال حلم العودة يراود قلب ووجدان الحاج أبو غرارة إلى بلدته الأصلية كفرعانة، خاصة أنه هُجّر منها وقد كان عمره حوالى 5 سنوات.

فما أن بدأ الشبان الثائرون بالتوجه لإشعال الإطارات فيما عرفت بجمعة “الكوشوك”، دبت الحماسة في قلب الحاج السبعيني، وانطلق كالأسد يزأر في أوساط الحشود.

وما هي سوى لحظات حتى وصل إلى السلك الشائك، وبدأ بقطعه، ومن ثم انتقل إلى السلك الثاني رفقة الشبان، مظهرين شجاعة وجرأة لا مثيل لها.

صاحب الحق

وعند سؤاله بعد زيارته في منزله، عن السبب الذي دفعه للتقدم وقطع السلك الحدودي الفاصل رغم كبر سنه يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “عندما كنت أشاهد الشبان يتوافدون إلى الحدود حالمين بالعودة إلى ديار أجدادهم تذكرت أنني أنا صاحب الحق، وأنني من يجب أن يقاتل من أجل بلاده لكونهم شردوني من قريتي ووطني”.

وهبّ الحاج أبو غرارة بكل حماسة بعدما تذكر ثأره القديم الذي لم ينسَه، عندما قتل جنود الاحتلال جده خلال إحدى الحروب وهو صغير، مؤكدا أنه لن ينسى هذا الجرح الغائر الذي تركه الاحتلال، وسيأخذ بالثأر.

ويضيف بغصة: “اليهود أخذوا أرضي وأرض والدي، وحرمونا من بلادنا، وأنا توجهت مع الشباب حتى أرجع وأعود لبلادي المسلوبة”.

ويتذكر الحاج أبو غرارة مصنع الإسفنج الذي كان يمتلكه والده في بلدتهم كفرعانة، رافضا الذل الذي يحاول الاحتلال فرضه على أهالي قطاع غزة، ومنعهم من قوت يومهم.


وما هي سوى لحظات حتى خاف الشبان الثائرون على الحاج أبو إسماعيل، وطلبوا منه الرجوع والابتعاد عن الخطر، الأمر الذي رفضه بشدة، وبدأ بتحفيزهم بالتكبير والتهليل.

ويشير الختيار السبعيني إلى أنه أصيب بقنبلة غاز ارتطمت في الأرض ومن ثم إلى وجهه، لافتا إلى أن الله عز وجل سلمه من انفجارها.

ووصف أبو اسماعيل الجنود الإسرائيلين بالجبناء، مضيفا بلغته العامية البسيطة: “والله لو نوقف يد واحدة غير نحرر بلادنا من اليهود الأنجاس، لأني شاهدت الخوف في عيونهم عندما اقتربت منهم”.

وما أن هدأت الأوضاع حتى عاد أبو اسماعيل إلى منزله كما جاء سيرًا على الأقدام، مظهرًا عزيمة وإصرارًا أنّ الحق لا بد أن يعود إلى أصحابه مهما طال الزمن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 21 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...