استهداف إسرائيل للصحفيين.. القرار المسبق لقتل الحقيقة

في الجمعة الثانية لمسيرات العودة الكبرى التي أطلق عليها الفلسطينيون “جمعة الكوشوك”، بدا واضحاً كالشمس في رابعة النهار، استهداف الاحتلال المباشر للصحفيين والمصورين بشكلٍ خاص.
ورصدت لجنة دعم الصحفيين منذ صباح أمس الجمعة، إصابة ستة صحفيين بالرصاص الحي عرف منهم ياسر مرتجى برصاص حي متفجر في بطنه وصفت جراحه بأنها خطيرة واستشهد فجر اليوم السبت متأثرا بها، وإصابة الصحفيين أدهم الحجار وعز أبو شنب، كلاهما بطلق ناري في القدم.
كما أصيب الصحفي خليل أبو عاذرة، مصور فضائية الأقصى، برصاص حي في القدم، والمصور الحرّ إبراهيم الزعنون في كتفه بالرصاص الحي، والصحفي صابر نور الدين، من الوكالة الألمانية، برصاصتين في بطنه وشظية في رأسه.
في حين أصيب العشرات من الصحفيين بعد استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، وأجريت لهم عمليات إسعاف عاجلة في المكان.
إخفاء الحقيقة
من بين آلاف المتظاهرين السلميين على طول الشريط الحدودي لشرق قطاع غزة، كان استهداف الاحتلال للصحفيين بشكل متعمد، وهو ما أكّدته لجنة دعم الصحفيين؛ بهدف منع الطواقم الصحفية المحلية والأجنبية من التغطية لحقيقة ما يجرى من اعتصام سلمي على الحدود.
وهو ما أكّده المحلل السياسي والمختص بالشأن الصهيوني أيمن الرفاتي، الذي أشار في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ هذا الاستهداف محاولة لردع الصحفيين عن عملهم الذي أوصل الصورة والحقيقة للعالم، وكشف الدعاية “الإسرائيلية” الكاذبة التي تحاول أن تصوّر أن هؤلاء المتظاهرين غير سلميين.
فيما ذهبت إيناس زايد -المستشارة القانونية في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان- باتجاه أنّ اعتداءات الاحتلال ضد اللاجئين الفلسطينيين المحتجين سلمياً تهدف إلى قمعهم وترهيبهم، واستخدام شتى الوسائل التي من شأنها إحباط مواصلتهم لمطالبهم الشرعية بالعودة إلى أراضيهم.
تهديد بالنار
دائماً ما تعمل الآلة العسكرية الصهيونية على مواجهة الوسائل التي تكشف انتهاك الجيش “الإسرائيلي” للقانون الدولي الإنساني، وخاصة مبدأَي التمييز والتناسب، ومن ضمن هذه الأمور هي الوسائل الصحفية ومن ينقلون الصورة.
ويشير الرفاتي، إلى أنّ الإعلام المحلي والدولي شكل حالة من “الغيظ الإسرائيلي”، وهو ما ظهر بعدما تصدرت القضية الفلسطينية جميع وسائل الإعلام العالمية في وقت حرج كانت تحاول فيه “إسرائيل” والولايات المتحدة تمرير مخططات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وخاصة نقل السفارة الأمريكية للقدس و”صفقة القرن”.
ويقول: “حينما يطلق الرصاص على الصحفيين وتطلق قنابل الغاز على سيارات البث التلفزيوني بشكل متعمد، وهذا ما حدث مع عدد من المؤسسات الصحفية خلال المدّة الماضية، فهذا بمنزلة تهديد بالنار لهم لمغادرة المكان”.
وتعزز المستشارة القانونية للأورومتوسطي، ما جاء به الرفاتي بالتأكيد أنّ أكثر ما يرهب الاحتلال في هذه اللحظة هو تمسك الفلسطينيين بسلمية احتجاجهم وعدم استخدام أي نوع من الأسلحة في مواجهة جنود الاحتلال؛ الأمر الذي يخرج الأحداث الحالية من دائرة النزاع المسلح بين طرفين، ويدخله في دائرة ممارسة قوات الاحتلال للقوة المفرطة تجاه المدنيين المسالمين والعزّل.
قرار مسبق
تزايد حالة الإصابة في صفوف الصحفيين، يشير إلى أنّ هناك قرارًا “إسرائيليًّا” يهدف لمنع الصحفيين من ممارسة عملهم في الميدان -يقول الرفاتي-؛ تمهيداً لتنفيذ انتهاكات خطيرة ضد المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة.
ويقول: “من خلال المتابعة يمكن أن نرسم ملامح واضحة باتت تتعمد فيها دولة الاحتلال استهداف الصحفيين في الأراضي الفلسطينية كلما شعرت أنهم باتوا يكشفون الادعاءات الإسرائيلية والدعاية الكاذبة”.
وبحسب الإحصائيات الفلسطينية؛ بلغت حصيلة الاعتداءات على الصحفيين منذ بداية العام الجاري حوالي 110 اعتداءات رصدت في مختلف المحافظات الفلسطينية، كان أبرزها إصابة حوالي 68 صحفياً بشكل مباشر.
ويؤكّد المحلل الرفاتي، أن نتنياهو عندما علم أمس بتوافد كبريات الوكالات والقنوات والصحف الإعلامية الدولية إلى منطقة المسيرات على الحدود مع قطاع غزة لتغطية الحدث الكبير “مسيرة العودة – جمعة الكوشوك”، انتفض وسارع إلى إرسال مستشاره الإعلامي شخصياً إلى منطقة الحدث؛ لمقابلة الصحفيين الأجانب وشرح رؤية نتنياهو و”إسرائيل” أمامهم حول المسيرة ومنظميها، وتركيزه على أنّ المسيرة هي لحماس، ولا تمثل كل الشعب، وكل من فيها “مخربون”، والهدف منها قص الجدار والتسلل “لإسرائيل” والإضرار بالمستوطنين في كيانه، حسب زعمه.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

362 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال إبريل
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر إبريل/نيسان...

المجاعة تتفشى بمستويات كارثية والأورومتوسطي يوثق ارتفاعًا حادًا في معدلات الوفاة الطبيعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ارتفاعًا حادًّا في معدلات الوفاة الطبيعية بين البالغين من سكان قطاع غزة، إلى...

مستشفى الكويت برفح: المخزون الطبي لدينا يكفي لأسبوع واحد فقط
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اليوم السبت، من توقف عملياته معلنا أن المخزون الطبي لديه "يكفي...

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيدا، و275 جريحا وذلك خلال 48 الساعة الماضية...

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...