السبت 28/سبتمبر/2024

هل عزلت فلسطين عن محضنها الجماهيري عربيًّا؟

هل عزلت فلسطين عن محضنها الجماهيري عربيًّا؟

قبل أربعة أعوام، وتحديدا في العام 2014،عندما شنت “إسرائيل” حربها الثالثة على قطاع غزة، وقبل أن تغرب شمس ذلكاليوم، كانت العواصم العربية تصدح بذاك الهتاف الخالد “بالروح بالدم نفديك ياغزة”.


اليوم وبعد 14 يوما، على مجزرتي “العودة”،لا تكاد تسمع للشعوب العربية “همسا ولا رِكزا”، والأنكى من ذلك، مواقفبعض الأنظمة العربية، التي لم تترك أهل غزة يمضون في طريقهم، بل ومنذ اليوم الأوللحراكهم في “مسيرة العودة الكبرى”، ضغطت باتجاه إيقافه.


لسنا هنا بصدد مناقشة المواقف العربية،فهي معروفة سلفا، ولا يعول عليها الفلسطينيون كثيرا، “ونحن هنا لا نعطيهاتبريرا لمواقفها المتخاذلة، ولكن كما قيل الضرب بالميت حرام”، ولكن ماذا أصابالشعوب العربية، ولماذا هذا الصمت المطبق؟، والدم الفلسطيني ما يزال ينزف بـ32شهيدا، دون أن تهتز العواصم العربية بمسيرات شعبية تضامنية.


يشار إلى أن صحيفة “يسرائيل هيوم”،كشفت أن حكومة الاحتلال أجرت اتصالات مكثفة، قبيل انطلاق المسرات، مع كل من مصر والأردنوالسلطة الفلسطينية في رام الله، بهدف “إحباط اندلاع الغضب الفلسطيني”.


التساؤل المطروح اليوم: هل نجحت الأنظمة العربية بسلخ الشعوب عنقضايا الأمة المصيرية؟؛ إذ يفتقد الشعب الفلسطيني في هذا التوقيت الخطير ظهيرهالشعبي العربي، فالشارع الفلسطيني بدأ يشعر بلامبالاة عربية وإقليمية لم يعهدها منقبل، وبالرغم كل ذلك، ما يزال الفلسطيني يستنجد بالعرب والمسلمين، ولا تكاد تخلو مقابلةإذاعية أو تلفزيونية إلا ويصرخ الفلسطيني فيها “وينكم يا عرب؟ وينكم يا مسلمين؟”.


ويبرر مراقبون هذه الحالة العربية؛ بأن دولا عربية تعيش أوضاعاً أمنيةمتوترة وتشهد حروباً، لذلك باتت ملفات مهمة ذات علاقة بالقضية الفلسطينية غائبة تماماًعن متابعة الدول العربية، كملفات القدس، والأسرى، والمصالحة الفلسطينية.


“وتستغل “إسرائيل” هذه الفرصة لتنفيذ مشاريعها ومخططاتها دون اكتراث الدول العربية لما يجرى، فالأولوية عند الشعوب العربية صارت إنهاء صراعاتهاالداخلية والحصول على حياة كريمة وخفض نسب البطالة والفقر”، كما يرىالمراقبون.


فيما يطالب آخرون بعدم التعويل على الأنظمة؛ إذ يرون أن “الأنظمةالعربية كانت دائما غائبة عما يحدث في فلسطين، فقد استخدمت قضيتها شعارًا لا غير،كما نجحت تلك الحكومات باستغلال فزاعة الربيع العربي، وإشغال المواطنين بقضاياهم الداخلية،حتى أصبحت قضية فلسطين في أسفل سلم الأولويات”.


لكن في المقابل يتساءل مراقبون: إن كان حراكغزة، كما في كل مرة، سيعيد ترتيب الصفوف والأوليات، ففلسطين دائما هي قبلة الأحرار،وقبلة الثوار.


وبالرغم من كل ما سلف، يؤمن الشارع الفلسطيني بأن مشروع تحرير فلسطين لايمكن أن يكون فلسطينياً فقط، إذ لا بد أن تتسع دائرة المسؤولية لتشمل الدائرة العربيةوالإسلامية، “لهذا أضعف العجز العربي الحالة الفلسطينية، وأضعف قدرتها على المواجهة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات