هل عزلت فلسطين عن محضنها الجماهيري عربيًّا؟

قبل أربعة أعوام، وتحديدا في العام 2014،عندما شنت “إسرائيل” حربها الثالثة على قطاع غزة، وقبل أن تغرب شمس ذلكاليوم، كانت العواصم العربية تصدح بذاك الهتاف الخالد “بالروح بالدم نفديك ياغزة”.
اليوم وبعد 14 يوما، على مجزرتي “العودة”،لا تكاد تسمع للشعوب العربية “همسا ولا رِكزا”، والأنكى من ذلك، مواقفبعض الأنظمة العربية، التي لم تترك أهل غزة يمضون في طريقهم، بل ومنذ اليوم الأوللحراكهم في “مسيرة العودة الكبرى”، ضغطت باتجاه إيقافه.
لسنا هنا بصدد مناقشة المواقف العربية،فهي معروفة سلفا، ولا يعول عليها الفلسطينيون كثيرا، “ونحن هنا لا نعطيهاتبريرا لمواقفها المتخاذلة، ولكن كما قيل الضرب بالميت حرام”، ولكن ماذا أصابالشعوب العربية، ولماذا هذا الصمت المطبق؟، والدم الفلسطيني ما يزال ينزف بـ32شهيدا، دون أن تهتز العواصم العربية بمسيرات شعبية تضامنية.
يشار إلى أن صحيفة “يسرائيل هيوم”،كشفت أن حكومة الاحتلال أجرت اتصالات مكثفة، قبيل انطلاق المسرات، مع كل من مصر والأردنوالسلطة الفلسطينية في رام الله، بهدف “إحباط اندلاع الغضب الفلسطيني”.
التساؤل المطروح اليوم: هل نجحت الأنظمة العربية بسلخ الشعوب عنقضايا الأمة المصيرية؟؛ إذ يفتقد الشعب الفلسطيني في هذا التوقيت الخطير ظهيرهالشعبي العربي، فالشارع الفلسطيني بدأ يشعر بلامبالاة عربية وإقليمية لم يعهدها منقبل، وبالرغم كل ذلك، ما يزال الفلسطيني يستنجد بالعرب والمسلمين، ولا تكاد تخلو مقابلةإذاعية أو تلفزيونية إلا ويصرخ الفلسطيني فيها “وينكم يا عرب؟ وينكم يا مسلمين؟”.
ويبرر مراقبون هذه الحالة العربية؛ بأن دولا عربية تعيش أوضاعاً أمنيةمتوترة وتشهد حروباً، لذلك باتت ملفات مهمة ذات علاقة بالقضية الفلسطينية غائبة تماماًعن متابعة الدول العربية، كملفات القدس، والأسرى، والمصالحة الفلسطينية.
“وتستغل “إسرائيل” هذه الفرصة لتنفيذ مشاريعها ومخططاتها دون اكتراث الدول العربية لما يجرى، فالأولوية عند الشعوب العربية صارت إنهاء صراعاتهاالداخلية والحصول على حياة كريمة وخفض نسب البطالة والفقر”، كما يرىالمراقبون.
فيما يطالب آخرون بعدم التعويل على الأنظمة؛ إذ يرون أن “الأنظمةالعربية كانت دائما غائبة عما يحدث في فلسطين، فقد استخدمت قضيتها شعارًا لا غير،كما نجحت تلك الحكومات باستغلال فزاعة الربيع العربي، وإشغال المواطنين بقضاياهم الداخلية،حتى أصبحت قضية فلسطين في أسفل سلم الأولويات”.
لكن في المقابل يتساءل مراقبون: إن كان حراكغزة، كما في كل مرة، سيعيد ترتيب الصفوف والأوليات، ففلسطين دائما هي قبلة الأحرار،وقبلة الثوار.
وبالرغم من كل ما سلف، يؤمن الشارع الفلسطيني بأن مشروع تحرير فلسطين لايمكن أن يكون فلسطينياً فقط، إذ لا بد أن تتسع دائرة المسؤولية لتشمل الدائرة العربيةوالإسلامية، “لهذا أضعف العجز العربي الحالة الفلسطينية، وأضعف قدرتها على المواجهة”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تهنّئ البابا ليو الرابع عشر لانتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية
المركز الفلسطيني للإعلام تقدّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأصدق التهاني والتبريكات إلى البابا ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه رئيسًا للكنيسة...

الحصاد المر لـ 580 يومًا من الإبادة الجماعية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية...

رامي عبده: خطة المساعدات الأميركية الإسرائيلية أداة قهر تمهد لاقتلاع السكان من أرضهم
المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن الخطة الأميركية‑الإسرائيلية التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة...

قتلى وجرحى بتفجير القسام مبنى بقوة من لواء غولاني في رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...