الأحد 11/مايو/2025

آل الهندي.. آمالُ الوالدِ بلقاء نجله الأسير يحطمها وقائي السلطة

آل الهندي.. آمالُ الوالدِ بلقاء نجله الأسير يحطمها وقائي السلطة

على أحر من الجمر، كان الوالد خالد نمر الهندي يطوي الأيام والساعات، منتظراً لقاء نجله الأسير نمر، بعد أن حرمه الاحتلال من زيارته على مدار اعتقاله لـ 17 شهراً، سوى مرة واحدة كل ستة أشهر.

ورغم اقتراب اللقاء، بعد أن حصل الوالد على تصريح زيارة يوم الأربعاء (11-4-2018)، لكن جهاز الأمن الوقائي في مدينة نابلس، اعتقل الشيخ الخمسيني أبو النمر، قبل الموعد بأيام، ومدد اعتقاله بلا تهمة 15 يوماً، ليحطم الاعتقال السياسي آمال الوالد برؤية نجله، بعد حرمه الاحتلال منها لأشهر.

والد معتقل ونجل أسير

بغصّة خالطتها دموع حارة، قالت أم نمر، زوجة المعتقل السياسي خالد نمر الهندي: “إن الاحتلال حرم الوالد من زيارة نجله الأسير نمر في سجون الاحتلال على مدار اعتقاله منذ عام ونصف العام، بحجة المنع الأمني، ولا يسمح له بزيارته، سوى مرة واحدة كل ستة أشهر”.

وأضافت في حديثها لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: “كانت فرحة أبو النمر كبيرة بعد صدور تصريح الزيارة له قبل أيام، لزيارة نجله المقررة يوم الأربعاء (11-4-2018)، مضيفة بعد أن انسابت دمعاتها على خدها: “لكن المفاجأة التي وقعت علينا كالسيف: اعتقال الوالد قبل موعد الزيارة بأقلِ من أسبوع، من جهاز الأمن الوقائي، وعرضه على محكمة الصلح وتمديد اعتقاله 15 يوماً، ما يعني أنه لن يحضر لزيارة نجله”.

وتابعت: “لا أدري كيف سيكون وقع الخبر على نمر الذي ينتظر هو الآخر بشوق رؤية والده؟!”.

اعتقال من داخل المسجد

وعن اعتقال زوجها تشير أم نمر الهندي: “لقد اعتاد أبو النمر على البقاء في مسجد البلدة القديم، يومياً عقب صلاة العصر لساعة أو ساعة ونصف، يتعاهد القرآن مع بعض إخوانه المصلين، بالقراءة أو تسميع أجزاء منه”، مضيفة: “كانت دورية جهاز الأمن الوقائي تنتظره على باب المسجد عقب الصلاة، ولمّا خرج المصلون ولم يخرج أبو النمر، جاءه أحد عناصر الأمن الوقائي ونادى عليه من داخل المسجد، وأخذ هويته وجواله، وطلب منه الخروج، وقال له: أنت معتقل لدى جهاز الأمن الوقائي”.

وتضيف أم نمر باستهجان: “لم يخبرنا جهاز الأمن الوقائي باعتقال أبو النمر، بل علمنا من المواطنين”، مضيفة: “لماذا هذه الطريقة الهمجية!!، لماذا لم يرسلوا له استدعاءً ككل مرة!!، فأبو النمر يعمل في شركة للحج والعمرة، ومع كل رحلة خارج فلسطين يستدعيه جهاز الأمن الوقائي، حيث يمكث في مقراتهم طوال النهار، وبعدها يطلقون سراحه، ولم يتخلف يوماً عن الاستجابة لهم!!”.

وتابعت بغضب: “الاحتلال والأجهزة الأمنية يسعون للتنغيص علينا وعلى الكثير من الأسر الفلسطينية، فلم يتبقَّ في البيت سوى بناته ونجله الصغير عبد الرحمن ذي العشرة أعوام”.

10 أعوام على مقاعد الدراسة

رغم أنها المرة الأولى التي يعتقل فيها أبو النمر لدى السلطة والاحتلال على حد سواء، كما تقول أم النمر، لكن نجله نمر اعتقل مرات عدة لدى سلطات الاحتلال وأجهزة السلطة، وتبادلت السلطتان حرمانه من التخرج لست سنوات، وهو الآن في الثامنة والعشرين من العمر، وما يزال على مقاعد الدراسة الجامعية.

وأردفت: “لقد اعتقل نمر ثلاث مرات لدى سلطات الاحتلال لما مجموعه أربعة أعوام، فيما اعتقل ست مرات لدى أجهزة السلطة ما مجموعه سبعة أشهر، لكن السلطة كانت تتعمد اعتقاله قبيل كل امتحانات نهاية الفصل، ما يبدد عليه تعب فصل كامل في دراسته في هندسة الميكانيك في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، ويضطره لإعادة ذلك الفصل من جديد”.

وبألم تضيف: “رغم هذه الاعتقالات المتتالية، إلا أن هذه المرة هي الأصعب علينا، لغيابهما سوية عن المنزل، ولم يتبق سوى أنا وبناته وابنه الصغير عبد الرحمن، وما لنا من معيل سوى الله”.

ولا تخفي أم النمر خشيتها على حالة زوجها الصحية؛ لأنه كان يهم قبل اعتقاله بمراجعة الطبيب لمعاناته من التهابات في صدره، قائلة: “إن اعتقاله يزيد من آلامه وتدهور صحته خاصة في أجواء الاعتقال في الزنازين حيث الرطوبة العالية وقلة التهوية والهواء الآسن، علاوة على معاناته من الجيوب وديسك في ظهره”.

وطالبت الزوجة أم نمر الهندي، جهاز الأمن الوقائي بالإفراج عن زوجها، خاصة لاعتقاله التعسفي والسياسي غير المبرر، وطالبت المؤسسات الحقوقية التدخل الإفراج عنه، لزيارة نجله في سجون الاحتلال، ومنعاً من تدهور حالته الصحة، واحتراماً لسنة الكبير.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات