الجمعة 09/مايو/2025

أحمد عواد.. هذا ما فعلته إسرائيل والسلطة بالقيادي في حماس

أحمد عواد.. هذا ما فعلته إسرائيل والسلطة بالقيادي في حماس

تجد “أم مقداد” صعوبة بإحصاء عدد المرات التي اعتقل فيها زوجها الشيخ أحمد يوسف عواد (44 عاما) من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، سواء لدى الاحتلال أو أجهزة أمن السلطة.

أحدث هذه الاعتقالات كان من نصيب جهاز الأمن الوقائي ضمن حملة الاعتقالات الجارية التي تشنها أجهزة السلطة منذ عدة أيام ضد نشطاء حركة حماس، إلى جانب الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية.

ظُهر يوم الثلاثاء (27-3) داهمت قوة من الأمن الوقائي محل السوبر ماركت الذي يملكه “عواد” بنفس البناية التي يقطنها في المدينة، وعندما لم يجدوه داهموا منزله لاعتقاله.

تفاصيل الاعتقال
تقول “أم مقداد” لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن أفراد الأجهزة لم ينتظروا حتى ينزل زوجها إليهم، فداهموا المنزل وأبلغوه بوجود أمر باعتقاله دون إبداء الأسباب، وطلبوا منه مرافقتهم دون مشاكل”.

وتضيف: “قالوا له إن فترة اعتقاله لن تطول، فردّ عليهم، بأنه اعتاد سماع هذه العبارة في كل مرة يأتون فيها لاعتقاله، وكان يمضي الشهور الطويلة، ولهذا أصر على أخذ بعض الملابس معه”.

وبينت أن القوة التي جاءت لاعتقاله طلبت منه إحضار بطاقة هويته، فأبلغهم بأنها محتجزة عندهم منذ شهر أيار من العام الماضي، عندما اعتقلوه لمدة ثلاثة أسابيع، الأمر الذي جعله يعيش فيما يشبه الإقامة الجبرية داخل المدينة.

الابنة الصغرى لعواد، والبالغة من العمر 6 سنوات، علمت باعتقال أبيها بعد عودتها من المدرسة، لكنها وبسبب عفويتها وحداثة سنها، لم تستوعب أن من اعتقله هم أبناء جلدتها الفلسطينيون، وأصرت على أن من اعتقله هم “اليهود”.

“أبو مقداد” الداعية والمجاهد والقيادي في حركة حماس، عرفته مساجد نابلس واحدا من روادها، وعرفته ساحات نابلس بصوته الملتهب وهو يقود المسيرات ومواكب الشهداء، يبث الحماس في صفوف الناس، كما كان ممثلا لحركته بلجنة التنسيق الفصائلي قبل الانقسام السياسي.

ورغم ما نالته سجون الاحتلال والسلطة من صحته وعافيته وزهرة شبابه، لكنها لم تنل من عزيمته وإيمانه برسالته وبقضية شعبه.

اعتقالات لا تنتهي
وخلال ما يزيد عن عقدين تناوب الاحتلال وأجهزة السلطة على اعتقاله وتعذيبه وسجنه لما يزيد عن تسع سنوات موزعة على عدة اعتقالات، أطولها لدى الاحتلال كانت عام 2007 واستمرت قرابة الثلاث سنوات، وفي أغلب اعتقالاته كان يحول للاعتقال الإداري.

أما لدى السلطة، فقد اعتقل مرات عديدة يصعب حصرها، أمضى فيها فترات تراوحت ما بين عدة أيام وبضعة شهور، وأطولها استمر عاما ونصف العام.

ولم تتورع أجهزة السلطة عن ممارسة أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحقه خلال اعتقالاته، وفي إحدى المرات تم استدعاء والدته المسنة وزوجته وشقيقه القاصر حينها للضغط عليه.

والتحق عواد عام 2012 بكلية الدراسات العليا بجامعة النجاح، على أمل الحصول على شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية، لكن الاعتقالات المتتالية لم توفر له فرصة إتمام دراسته، وجعلت هذا الحلم بعيد المنال.

فقد أفرج عنه آخر مرة من سجون الاحتلال في شهر شباط عام 2017، وبعد أقل من ثلاثة شهور اعتقله الأمن الوقائي لثلاثة أسابيع، وعانى بعد الإفراج عنه من استدعاءات متتالية لدى الجهاز ذاته.

أمراض السجون
وتقول “أم مقداد” إن السجون أورثت زوجها الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية، فهو يعاني من وجود قطرة دم متخثرة في الدماغ تتسبب بإصابته بتشنجات، وقد ازداد تأثيرها عليه نتيجة التعذيب الذي ذاقه في السجون.

كما يعاني من ضعف في عضلة القلب، وكذلك من مرض جلدي على شكل بقع تزداد اتساعا كلما دخل السجون.

وتتحدث “أم مقداد” بألم عن افتقادها وأبنائها الخمسة لزوجها وأبيهم، ولهفتهم للبقاء معه أطول فترة، وهو ما يحرمون منه نتيجة اعتقالاته المتكررة.

وتقول: “لا يكاد أبو مقداد يخرج من السجن، ونبدأ نستشعر أثر وجوده بيننا، حتى يأتي الاحتلال أو السلطة ليبعدوه عنا مجددا، الأمر الذي أربك حياتنا كأسرة، ولم نعد معه نشعر بالأمان أو الاستقرار”.

وتضيف: “في كل مرة يخرج فيها من سجون الاحتلال، أطلب منه على سبيل التندر من هذا الحال، أن يستعد لاعتقال قريب على يد أحد أجهزة السلطة، وكذلك الحال عندما يخرج من سجون السلطة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...