سموم إسرائيلية تنخر بالمكبات العشوائية في الضفة!

روائح كريهة ومخلفات غريبة تشاهد بأم العين في عدة مكبات نفايات عشوائية منتشرة في محيط رام الله والقدس، سببها جلب مخلفات صهيونية ورميها في تلك الأماكن، تحت جنح الظلام بتواطؤ بعض السماسرة.

مشاهد أكوام النفايات قبالة حاجز قلنديا وفي محيط بلدة الرام من جهة حي الأقباط، يكشف مدى المخاطر المحدقة بالسكان القاطنين هناك، جراء انبعاث الأدخنة والغبار المسمم بالغازات المنبعثة منها.

ويقول مدير عام التوعية والتعليم في سلطة البيئة أيمن أبو ظاهر، خلال جولة للإعلاميين في تلك المناطق، بالتعاون مع مركز التعليم البيئي إن “مكبات النفايات هذه تشكل علامة فارقة في منطقة الرام وقلنديا، خاصة وأنه مكب نفايات غير شرعي وغير قانوني،هذه النفايات مصدر معظمها من داخل “إسرائيل”، تأتي عبر الحاجز شاحنات محملة بأنواع الطمم وما تحتويه من البلاستيك والمخلفات”.

طمر النفايات

ويضيف أبو ظاهر إلى أن هذه الشاحنات غالبًا ما تدخل تحت جنح الظلام، ويتم طمر محتوياتها فور وصولها قبل بزوغ الفجر، “فالسائقون يتقاضون مبالغ طائلة، ويلقون المخلفات الخطرة في الأراضي الفلسطينية، في حين يأخذ أصحاب الأراضي ما يشبه الفتات مقابل عمليات طمر النفايات”.

وكشفت مديرة جمعية عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة فدوى خضر عن خطورة ظاهرة المكبات العشوائية التي تنتشر في بلدة الرام، وساعد في ذلك غياب القانون، وعدم القدرة على تنفيذه في هذه المنطقة التي لا تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة، وهذه الكارثة بحق البيئة تسبب تزايد أعداد مرضى الربو والحساسية وأمراض السرطان، ناهيك عن المنظر غير الحضاري، والتغيير الذي حصل في تضاريس المنطقة، لدرجة أن بعض المكبات وصل ارتفاع الطمم فيها إلى أكثر من 55 مترًا كما تقول.

ولا ينفك المواطن إبراهيم شوبكي من سكان حي الأقباط بالرام من الصراخ والتظاهر وحشد الجهود لمواجهة آثار مكتب النفايات في الحي الذي ساهم بهجرة قسم كبير من سكان الحي، بسبب بشاعة الروائح المنبعثة منه، منبها إلى أن شاحنات تصل بعد منتصف الليل وتلقي بحمولتها بعيدًا عن الأضواء.