الخميس 04/يوليو/2024

مسيرة العودة الكبرى.. ثمانية اعتبارات استراتيجية

محمد أبو ليلى

المقدمة:

حملت مسيرة العودة الكبرى أكثر من رسالة ومدلول استراتيجي انعكست إيجاباً على مسار القضية الفلسطينية التي تمر اليوم أصعب مراحلها في ظل إدارة أمريكية تعمل ضمن أجندة واضحة لتكريس واقع جديد على حساب الشعب الفلسطيني الذي عانى وعلى مدار 70 عامًا من التشريد والحرمان والألم.

ثمانية اعتبارات استراتيجية أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وأخذ الشعب الفلسطيني يستلم زمام المبادرة من جديد؛ في تحدٍّ واضحٍ لكل من يحاول العبث بالقضية على حسابه مقدما خدمة مجانية للكيان الصهيوني.

فالاعتبارت الثمانية هي:

1. أعادت مسيرة العودة الكبرى قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم المشروع بالعودة إلى القرى والبلدات التي اقتلع منها بسبب الاحتلال الصهيوني.

2. إن مسيرة العودة الكبرى حملت عدة رسائل مهمة للمجتمع الدولي أن الشعب الفلسطيني ما زال متمسكا بأرضه ومقدساته، ولن يتنازل أو يفرّط أو يقبل بأي حل لا يعيد للشعب الفلسطيني حقه المشروع بفلسطين كل فلسطين.

3. مسيرة العودة الكبرى كانت بمثابة الصفعة الكبرى للمشروع الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية ـ “صفقة القرن” التي يراد منها تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين من بوابة إنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.

4. أعادت مسيرة العودة الكبرى الاعتبار للقضية الفلسطيننية على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي لا سيما أبرزها المعاناة التي يعاني منها أهالي قطاع غزة نتيجة للحصار الخانق عليها من قبل المحتل الصهيوني وقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين يقدّر عددهم ما يقارب الـ 5 ملايين لاجئ فلسطيني في العالم.

5. سلمية مسيرة العودة الكبرى قابلها رد صهيوني إجرامي جعل مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي يطالب بالتحقيق، وأجبر بالحديث بإيجابية عن القضية الفلسطينية لا سيما أبرزها حق العودة.

6. عززت مسيرة العودة الكبرى من فكرة العمل الفلسطيني المشترك بعيداً عن جدلية السلطة والحكم، والعودة لأصل القضية وهو التحرر من الاحتلال.

7. جعلت مسيرة العودة الكبرى الكيان الصهيوني يتخبط يميناً ويساراً أمام السلاح الجديد الذي ابتكره الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في المواجهة الميدانية مع هذا العدو المتغطرس الذي ظن أن السكان في غزة قد ركنوا إلى اليأس والإحباط.

8. خصصت الصحافة العبرية “الإسرائيلية” مساحة كبيرة من تغطيتها لمسيرة العودة الكبرى في دلالة واضحة على تخوف الكيان الصهيوني من هذه المسيرة؛ حيث عبرت صحيفة “معاريف” بأن الأزمة في غزة التي عبرت عنها مسيرات الأمس تستلزم انتباه “إسرائيل”، لأنها من ستدفع ثمن المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات