عبد النبي.. أسد المواجهات وشهيد العودة إلى سمسم

لم يتوانَ الشاب عبد الفتاح عبد النبي للحظة، ولم ييأس برهة من الوقت، في مواجهة قناصة الاحتلال الصهيوني، شمال قطاع غزة، بأدوات مسيرة العودة الكبرى السلمية.
على الحدود الشرقية لشمال غزة، في المظاهرات السلمية التي لازمها في كل يوم جمعة، كان “عبد النبي” (19 عاماً) جريئاً بشكل لافت، ومشجعاً زملاءه على ضرورة النضال والحفاظ على حق العودة.
الشاب الذي حلم بالعودة إلى قرية “سمسم” التي هجر منها أجداده، باغتت قناصة الاحتلال حلمه بطلق في الرأس.
“روحه فداء لفلسطين”
قال والد الشاب في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: إن ابنه كان يشارك في كل الأحداث الميدانية والمواجهات على الحدود الشرقية. وعبد الفتاح، هو الابن الأصغر بين إخوته، و”آخر العنقود”، حسب وصف والده له.
في يوم استشهاده، لم يترك الشاب عمله، الذي انتهى منه في الساعة الواحدة ظهرا، لينتهي منه، ويغتسل ويتوجه إلى مخيم العودة شمال القطاع.
ويوضح والده أن روح ابنه فداء لفلسطين، ولقريته التي هجروا منها، قائلاً: “إن شاء الله تتحرر بلادنا ونعود لـقرية سمسم”.
تفاصيل الجريمة “الإسرائيلية”
وفي أول أيام مسيرة العودة الكبرى، تقدم الشاب صفوف المشاركين، والمتظاهرين سلمياً، قبالة موقع أبو صفية العسكري، شرقي شمال قطاع غزة.
مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” حضر إلى مخيم العودة أول أيام مسيرة العودة الكبرى، شمال القطاع، ورصد عدداً من المشاهد التي سطر خلالها الشهيد الشاب عبد الفتاح عبد النبي، مواقف بطولية بأدوات سلمية.
وحاول الشاب خلال وجوده على بعد مائتي متر من السلك الزائل، إشعال الإطارات، للعمل على تشويش نظر قناصة الاحتلال، وتقليل عدد الإصابات في صفوف المتظاهرين.
تلك المحاولات التي تكررت أكثر من مرة، لم تنجح بالكامل، بسب كثافة نيران الاحتلال، تجاه الشاب الأعزل.
لحظة حاسمة
ووسط تكبيرات المتظاهرين ورفعهم أعلام فلسطين، قبالة الموقع العسكري المدجج بالجنود والدبابات العسكرية، توجه أحد الشبان زحفاً لمسافة ليست بالقصيرة، لإحضار إطار السيارة الذي تركه الشاب عبد النبي أول مرة.
نجح الشاب في الوصول إليه، إلا أن محاولات إحضاره باتجاه المتظاهرين تحضيراً لإشعاله، لم تبُؤ بالفشل رغم إطلاق النار المتكرر عليه.
الشهيد عبد النبي، توجه مسرعاً باتجاه الشاب لمساعدته، والذي سقط على الأرض مرتين خلال إسراعه هرباً من جنود الاحتلال الذين كان يبعد عنهم 200 متر على الأقل.
وصل الشاب عبد النبي، وأحضر إطار السيارة من صديقه، وأنقذ صديقه من كثافة النيران، لتعلو أصوات المتظاهرين بالتكبير والتحية للشاب.
المشهد البطولي السابق، لم يدم كثيراً، حيث باغتت رصاصة قناصة الاحتلال الإسرائيلي رأسه، ليستشهد “عبد الفتاح” على الفور.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...