كيكة العودة .. عيد ميلاد طفل فلسطيني على تخوم وطن محتل

اكتمل بدر القمر، في وسط السماء، واتجهت عقارب الساعة نحو السابعة والنصف ليلا، وتحولقت أسرة الطفل أحمد عكيلة (11 عاماً) حول “كيكة العودة” التي رفرفت عليها أعلام فلسطين، قرب الخط الزائل، شرقي مدينة غزة.

واحتفل الطفل عكيلة، بعيد ميلاده السابع، في خيمة بيت جرجيا، بمخيم العودة، المقام شرق حي الزيتون، ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى.

“كيكة الميلاد” التي غطت باللون الأحمر القاني، لم يشعل الطفل “أحمد” وأسرته شموع الفرح عليها، كغيره من أطفال العالم، بل اختار أن يغرز عليها أعلام فلسطين، ويكتب عليها الأسماء الأولى لـ “شهداء العودة” الخمسة عشر، الذين ارتقوا، الجمعة الماضية، في أول أيام مسيرة العودة.

الطفل أحمد اختصر حكاية قضية العودة واللاجئين الفلسطينيين، بكلمة واحدة، قائلاً لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “عائدون”.

والطفل عكيلة من مواليد قطاع غزة، أكد تمسك الفلسطينيين بحق عودتهم إلى بلادهم، التي هجروا منها.

أما شقيقه عبد الرؤوف، فقد بارك لأخيه أحمد بعيد ميلاده، موجها للاحتلال الصهيوني رسالة أصحاب الحق الفلسطيني: “أريد أن أوصل رسالة إلى الاحتلال الصهيوني أننا سنرجع إلى بلادنا في المستقبل، وفي أي يوم”.

null
وتأتي فكرة الاحتفال بعيد الميلاد، تعزيزا لحق العودة والاعتصام السلمي، وللمطالبة بتطبيق حق العودة الذي كفلته القوانين الدولية وعلى رأسها قرارات الأمم المتحدة 194 و302، الذي تأسست بموجبه “أونروا”، وفق حديث والد الطفل سامي عكيلة.

ويؤكد الوالد، في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن احتفال ابنه بعيد ميلاده، يأتي تعبيراً جديداً عن تمسك الكل الفلسطيني بحق العودة، وأنه مطلب يمثل الكل الفلسطيني.

ويعمل والد الأطفال على تعزيز ثقافة العودة لديهم ولغيرهم، والحفاط على الثوابت الفلسطينية، في سبيل توعية الجيل الفلسطيني بحقه الوطني.

وأضاف: “من حقنا أن نعود إلى كل المدن الفلسطينية وأن نزور القدس ونصلي في المسجد الأقصى، وعكا وحيفا ويافا، وكل القرى الفلسطينية هي حق فلسطيني ولا يوجد تحديد ولا تخصيص”.

null
وأوضح عكيلة، أنه بدون قضية العودة لا قضية للشعب الفلسطيني وكل القضايا بعدها ترتيبية، قائلاً: “إذا انهارت قضية العودة فلا تحدثني عن دولة ولا أسرى، ولا الحدود ولا عن أقصى ولا عن قدس”.

وأشار إلى ضرورة الابتعاد عن المزايدات والمهاترات وليصطف الشعب الفلسطيني، ولنضع الأيدي على الجرح الحقيقي.

وقال: “إلى كل فلسطيني تعالوا إلى شرق غزة، وأقيموا مآسيكم وأفراحكم وأعياد الميلاد وأعراسكم، وعلى الشعراء والمغنيين ان ينشدوا على حدود غزة”.

وأضاف: “إلى كل شاب فلسطيني مبدع، ورسام ومصور، الذي ضاقت بهم قاعات المسرح في داخل المدينة، هنا أكبر مسرح لعرض الإبداع الفلسطيني”.

وشدد على أهمية أن تتحول المسيرة، من مسيرة يوم أو يومين لتستمر حتى العودة.

null
null

null

null