عاجل

الجمعة 27/سبتمبر/2024

والدة الأسير مرعي.. صورة هزت كل فلسطين

والدة الأسير مرعي.. صورة هزت كل فلسطين

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة محزنة لأم فلسطينية تقف أسفل سور مقر الأمن الوقائي في مدينة سلفيت، وهي تنتظر أن ترى ابنها رمزي مرعي المعتقل السياسي، كي تنعم ولو برؤيته خلسة خلال نقله للمحكمة أو لسجن آخر.

والدة مرعي، بقيت تنتظر وتنتظر دون أن تكتحل عيناها بابنها رمزي الذي قضى قبل ذلك 14 عاما في سجون الاحتلال، واعتقلته أجهزة السلطة قبل أيام،  حيث لم تشفع له ولأمه كل هذه المدة في سجون الاحتلال، كذلك لم يشفع له وجود شقيقه عبد العزيز مرعي في سجون الاحتلال، والذي حكم بأربع مؤبدات على خلفية مشاركته في عملية مهند الحلبي والتي قتل فيها مستوطنون صهاينة.

تعنت السلطة

ويوم الخميس الماضي، قضت محكمة في سلفيت بالإفراج عن رمزي مرعي، إلا أن أمن السلطة رفض الإفراج عنه، ونقل إلى معتقل بيتونيا، سيئ الصيت والسمعة في تعذيب عناصر حماس من الأسرى المحررين أو كوادر الحركة.

وكان رمزي مرعي قد اعتقل في (3-6-2002)، بعد أن حوصر هو وعدد من المطاردين في مخيم العين، وتعرض لتحقيق قاس خلال اعتقاله، وحكم عليه 14 عاما، وتعرض لعمليات تنكيل كبيرة خلال رحلة الاعتقال التي زار خلالها أغلب السجون.

وعن اعتقال مرعي كتب الناشط على مواقع التواصل احمد بيتاوي يقول:” ذكّرني “فيس بوك” اليوم بأعياد ميلاد بعض الأصدقاء، من بينهم كان رمزي مرعي، كنت أود أن أكتب له معايدة أو بعض الكلمات، لكنني تذكرت أنه لا يزال معتقلاً في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية منذ عدة أيام، فعدلت عن الكتابة”.

وتابع: “رمزي أعرفه منذ أيام الطفولة، فرغم أنه من قراوة بني حسان قضاء سلفيت وأنا من نابلس، غير أننا كنا نلتقي في النشاطات المركزية التي كانت تنظمها لجنة تحفيظ القرآن في منتصف تسعينات القرن الماضي”.

وتابع: “رمزي كان قروياً خشناً قوي البنية مشدود الساعدين منذ صغره، رمزي كان مرحاً دائم الابتسامة خفيف الظل يحمل طاقة إيجابية كبيرة، رمزي كان ذكياً، متوازناً غير متعصب لفكرته رغم تشربه لها، علاقتنا وصداقتنا استمرت حتى صرنا طلاباً في جامعة النجاح، بعدها أبعد الاعتقال في سجون الاحتلال رمزي عني 14 عاماً، وقبلها بعام حياة المطاردة”.

وأضاف: “رمزي لمن لا يعرفه، نفذ عدداً من عمليات إطلاق نار ضد الاحتلال، ورافق زمرة من الشهداء والمطاردين، بدءاً من نصر الدين عصيدة مروراً بمحمد الحنبلي وآخرين، وكل هذا السجل الوطني والنضالي لم يشفع له من الاعتقال السياسي”.

وختم بالقول:”كم آلمني وآلم كل حرٍ مشهد والدته وهي تقف والحسرة تملأ قلبها أمام سجن السلطة في سلفيت، تسأل عنه، علّ رؤيته ولو من بعيد تطفئ نار شوقها، تخمد لهيب قلبها”.

الاعتقال السياسي

وكتب الحقوقي عبد الرازق عاروري من رام الله يقول: “هل تذكرون مهند الحلبي؟ إن تذكرتموه فأود أن أذكركم بشخص كان معه، أوصله لمكان تنفيذ العملية في القدس، وأعطاه سلاح العملية وهي سكين وغادر راجعا يومها إلى سكنه مع طلاب جامعة القدس في أبو ديس.. هذا الشخص قبلها كان غير معروف وهادئ وممن يعلمهم الله وحده، اسمه عبد العزيز مرعي من قراوة بني حسان قضاء سلفيت.. طبعا لم يمض كثيرا من الوقت حتى وصلت المخابرات “الإسرائيلية” إليه واعتقلته من سكنه في أبو ديس ودخل إلى السجن ليبدأ رحلة الأربع مؤبدات”.

وتابع:” حينها وبرغم حزن الابتلاء، فالسجن ابتلاء عظيم، لكن الشاب الصغير عبد العزيز كان له أخ أكبر منه، كان على مشارف إنهاء أربعة عشر عاماً من الأسر، الأسير القسامي رمزي مرعي.. أكاد أجزم أن لقاء الإخوة قد هون وجع الأسر، وخفف ولو قليلا على الأخوين الذين اجتمعا”.

وأضاف:” مضت حوالي سنة، فأذن الله للأخ الأكبر أن ينهي حكمه الكبير، ويختم نصف عمره الذي قضاه خلف القضبان، ويفرج عنه قبل عام من الآن وقد أنهى ١٤ سنة بالتمام والكمال”.

وتابع “لكن قبل أيام قرر حماة المشروع الوطني تكريمه فاعتقلوه وأودعوه في زنازين التحقيق لأحد الأجهزة الوطنية في سلفيت، وهو الآن يكرم لديهم”.

وأردف قائلا: “هذه صورة أمه، نعم أم رمزي الأسير المحرر، وعبد العزيز الأسير المؤبد، وأم حمزة مرعي الأسير المحرر، هذه أم الأسرى التي أمضت آخر ١٦ عاماً تطوف على السجون في كل أنحاء فلسطين التاريخية، اليوم تقف على باب أحد الأجهزة الوطنية علها تزور ابنها الأسير السابق والمعتقل السياسي اليوم، لن أطيل أكثر.. الله يتولى الجميع وهو يعلم المفسد من المصلح”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات