الجمعة 02/مايو/2025

أبو عمرو .. رسم العودة على الرمال قبل أن يرحل لها شهيداً

أبو عمرو .. رسم العودة على الرمال قبل أن يرحل لها شهيداً

عندما لامست يداه الماهرتان بفن الرسم والنحت أيدي أصدقائه على حدود غزة الشرقية شمال قطاع غزة، كانوا يستشعرون فيها ملمساً غريباً كأنّهم يلمسونها لأول مرة، ولم يكونوا يدركون أنّ هذه قبلة وتحية الوداع التي أراد لها محمد أن تُختتم بشهادة مشرفة.

محمد نعيم أبو عمرو (26 عاماً) صاحب الموهبة الفنية الأشهر بقطاع غزة؛ حيث اشتهر بالرسم والنحت على رمال بحر القطاع المحاصر، قصة انتهت بارتقاء روحه إلى بارئها بعد أدائه لصلاة الجمعة على الحدود الشرقية لمدينة غزة في ذكرى يوم الأرض.

محمد أبو عمرو “المغني” العائلة الفلسطينية ذات الأصول الغزية المتجذرة، كان من أوائل شهداء العودة في مسيرة العودة الكبرى، فقبل أن يشارك بمسيرة العودة، حفر بيديه على رمل البحر كلمة “أنا راجع” ذاك الهاشتاق الذي اشتعلت به مواقع التواصل الاجتماعي قبيل المسيرة بأيام.

محمد كان يسعى قبل استشهاده بحسب أصدقائه المقربين، لإيجاد متبرع أو شخص يسلفه مبلغا بسيطا من أجل نحت خارطة فلسطين على رمال البحر، كي تكون أكبر خارطة لفلسطين على شاطئ بحر غزة.

لم يترك أبو عمرو، مناسبة وطنية إلا وكان له فيها بصمة، فقد جّسد بيديه على رمال البحر كثيرا من القضايا الوطنية، كان أبرزها؛ حفره لاسم ياسر عرفات والشيخ ياسين، والطفلة الأسيرة عهد التميمي، وقضايا أخرى كثيرة.

فيما كان لحلم العودة من فنّه نصيب الأسد؛ حيث كثيراً ما يحلم بالعودة إلى بلدته الأصلية بئر السبع، وينحت المخطوطات والصور التي تمجد العودة وذكرى يوم الأرض.



يرسم التفاؤل
رغم ما يحاك ضد قطاع غزة من مؤامرات، وما يعايشه الناس من مصاعب الحياة والحصار والانهيار الاقتصادي، إلا أنّ الشهيد محمد كان يبث الأمل والتفاؤل في نفوس الشباب من أبناء جيله؛ حيث خط في إحدى المرات على رمال بحر غزة مخطوطة خالدة قال فيها “مهما كانت أقدارنا مؤلمةـ يبقي الأمل لنا في حلم جميل بأن الغد هو الأجمل، حتماً سيكون غدًا ما دامت الحياة”.

لم ينتظر جثمان محمد أن يودعه أصدقاؤه ومحبوه ومن عرفوه في اليوم التالي، فقد سارع جسده كما روحه كالطيف إلى قبره في مقبر المنطار شرقي غزة، ليبقى شاهداً على جرم الاحتلال الصهيوني.

وفي نفس قبر أخيه الشهيد الذي ارتقى في عام 2008 دُفن جثمان محمد أبو عمرو أو كما يحب أن يلقبه بعض أصدقائه بـ”فنان البحر”.

جثمان محمد شُيِّعَ من مسجد الشهيد محمود أبو هين القريب من بيته إلى حيث مقبرة المنطار، وهناك، كانت المقبرة قد ضاقت بموتاها فأُغلقت، لولا أن والده قال: “يُدفن هنا، في نفس قبر أخيه الشهيد”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...