مسيرات العودة.. زخم في غزة ومحاولات إفشال بالضفة

في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التجهيزات لمسيرات العودة في قطاع غزة والتي من المقرر أن تنظم يوم الجمعة 30 مارس تزامنا مع فعاليات يوم الأرض، تعيش الضفة الغربية حالة من الركود وتنأى بنفسها عن المشاركة بفعاليات مساندة كتلك التي يجري التحضير لها في غزة.
ولعل عزلة الضفة تلك، وحالة الجمود التي تعيشها، منشأها سياسات السلطة وحركة فتح التي تسعى من وراء الكواليس للحيلولة دون إقامة أي فعالية مساندة لمسيرات العودة في الضفة أو حتى تسعى إلى إفشالها هناك في غزة بطرق مباشرة وغير مباشرة لما تشكله تلك المسيرات من رسالة قوية على الصعيد السياسي والشعبي وحتى الدولي؛ والذي من الممكن أن يشكل نقطة إحراج للسلطة وسياساتها الاستسلامية.
وفي إطار متابعة “المركز الفلسطيني للإعلام” لمسيرات العودة والاهتمام الذي تحظى به، تواصل مراسلنا مع أحد قيادات حركة فتح للتعقيب على تلك الفعاليات، وإذا ما كانت حركة فتح ستنخرط بها أو تدعمها؛ حيث أكد القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه بأن فتح والسلطة تقف موقف المعارض من تلك الفعالية بشكل كامل.
وتابع المصدر القيادي: “هناك خشية حقيقية لدى فتح والسلطة أن تنجح تلك الفعاليات في تحقيق مقصدها من حيث تسليط الضوء على قضية غزة، وحق العودة الذي تنازلت عنه السلطة مرارا وتكرارا من خلال قبول بالحلول السياسية، وهذا بحد ذاته يعدّ محرجا بشكل كبير لها.
وأشار المصدر القيادي إلى أن هناك تعليمات صارمة في متابعة أي مسيرات أو فعاليات من الممكن أن تنظم قبل أو أثناء أو بعد مسيرات العودة، ومعرفة من يقف وراءها، وإذا ما كان هناك أي خلفية داعمة لفعالية غزة أو بالتنسيق معها.
وحول إذا ما كان هناك تنسيق بين الاحتلال والسلطة حول كيفية مقاومة هذه الفعاليات وإفشالها قال: “السلطة والاحتلال في آن واحد متخوفان من تلك الفعالية، وبالتالية همهم الأول والأخير وتحت أي ظرف إفشالها، ولو اضطر الأمر للتنسيق العلني.
مساعٍ فتحاوية للإفشال
وزير الأسرى في الحكومة العاشرة والقيادي في حركة حماس وصفي قبها، قال معقبا: “بداية لا بد من الإشارة إلى أن حكومة الاحتلال تجد في مسيرات العودة تحدٍّ من نوع جديد لسياساتها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني، لأن هذه المسيرات ولأول مرة تحاول سلطات الاحتلال اتخاذ إجراءات وقائية حتى لا تنفجر الأمور باتجاه الحدود، لذلك الحديث عن إسقاط الأدوية والغذاء للمشاركين من الجو هو محاولة خسيسة لتفريغ الحشود من غضبها، وفي نفس الوقت يعلن الاستنفار العام لقمع هذه المسيرات، حيث يرفع المشاركون شعارات عديدة منها “البلاد طلبت أهلها”.
ولأن كل شيء يُغضب الاحتلال تابع قبها: “يُغضب أدواته والمؤسسات الوظيفية التي تحصر مهمتها في توفير الأمن والأمان للاحتلال ومستوطنيه، فقد لجأت السلطة وكعادتها للقيام بدورها في تنفيس غضب الشارع والاحتقان الحاصل من ما يسمى “وهم السلام” والتقليل من حجم المشاركة، في الوقت الذي تعدّ الفعاليات التي تقوم فيها فتح في الضفة الغربية فعاليات باهتة جدا، ولا أثر لها على الاحتلال وجرائمه.
وعليه أردف: “موقف السلطة وفتح قد عبر عنه الناطق باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري، عندما عدّ بأن مسيرات العودة الكبرى هي محاولة لحرف البوصلة عن المشروع الوطني، والتشويش على خطوات الرئيس في الساحة الدولية”.
فتصريح الضميري يقول قبها: “يختزل ويعكس طبيعة وشكل المسيرات والفعاليات التي ستقام في الضفة، وهي لذرِّ الرماد في العيون وتفريغ ما تعتمل به صدور الشعب من غضب تجاه ما يُحاك للقضية وحيث المحاولات لتصفية القضية ومن ضمنها حق العودة”.
وأكمل قبها: “السلطة بأكملها لا تريد أن تكون هناك فعاليات كبرى تزيد من وعي المواطن وتعطيه جرعة غضب باتجاه الاحتلال، وهنا لا أدري أين هو المشروع الوطني الذي يتحدث عنه الضميري ، وأي تحركات حقيقية وجادة يدور الحديث عنها؟”.
وختم متسائلا: “لا أدري متى كانت الفعاليات المطالبة بحق العودة وحقوق اللاجئين تشويش على المشروع الوطني إلا في قاموس فتح وسلطتها؛ حيث يريدون الفلسطيني الجديد بنسخة مشوشة وطنيا، مستسلمة للواقع الذي يفرضه الاحتلال وترمب”.
صرخة !!
المحلل وأستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الستار قاسم، أكد أن مسيرات العودة هي الصرخة الموجهة في كل العالم، ومحاولة لتسليط الضوء على قضية منسية، بل ومغيبة كليا عن السياسات العالمية المتعلقة بحق العودة هذا من جانب.
من جانب آخر يرى قاسم خلال حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن تلك الفعاليات من شأنها فضح ممارسات الاحتلال ولا سيما ضد قطاع غزة الذي يحاصر، وأضاف: “نحن بأمس الحاجة لأي نشاط يذكر الأجيال هنا أولا بحق العودة والأبعاد الوطنية، ومن ثم رسالة إلى كل العالم بأن حق العودة لم ولن يسقط، وثالثا بأن هناك بقعة في الأرض تحارب من القريب والبعيد، وتحاصر وتحرم من أدنى مقومات الحياة.
وعن سبب غياب تلك الفعاليات عن مسرح الضفة قال قاسم: “الضفة محرومة من مثل تلك الأنشطة والفعاليات كونها تثير الكيان الصهيوني ضد السلطة، والأخيرة سعت بكل قوتها لتدمير المنظومة الوطنية.
ما دام الأمر ليس برضا حركة فتح وتنسيقها ورعايتها ختم قاسم، فإنها ستسعى إلى إفشال مثل تلك الفعاليات كما هو الحال في كثير من المناسبات.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

استشهاد شاب برصاص الاحتلال في بيتا جنوب نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الشاب علاء شوكد أحمد اخضير، مساء اليوم الخميس، إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها بلدة...

القسام يعلن عن كمين محكم لقوات الاحتلال في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس، مسؤوليتها عن تنفيذ عملية مركبة ضد قوات الاحتلال الصهيوني في...

مجزرة هدم جديدة.. الاحتلال يخطر بهدم أكثر من 100 مبنى في مخيمي طولكرم ونورشمس
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام أخطر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بهدم عشرات المنازل في مخيمي طولكرم ونور شمس في طولكرم بالضفة الغربية...

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...

مستوطنون ينصبون خياماً استيطانية جديدة على أراضي سنجل شمال رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامأقام المستوطنون اليوم الخميس، خيمة استيطانية جديدة على أراضي المواطنين في بلدة سنجل شمال رام الله. وقال أهالي...

تحذير من قتل ممنهج يتعرض له الأسير حسن سلامة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذر مكتب إعلام الأسرى من تعرض الأسير القيادي في حركة حماس حسن سلامة لتعذيب ممنهج في سجن مجدو الإسرائيلي، بهدف القتل....

3 شهداء بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد ثلاث أشخاص، اليوم الخميس، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان. وأفادت وكالة...