الأربعاء 03/يوليو/2024

السوق الطيني.. غزة تبني حاضرها بعراقة تراثها

السوق الطيني.. غزة تبني حاضرها بعراقة تراثها

على أعتاب مدخل “بلدة الشوكة” الواقعة شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة، تتعانق عراقة الماضي بأصالة الحاضر، لتسدل الستار عن أول سوق شعبي، بطابع تراثي يسحر الأنظار.

أشكال الطوب الأحمر تأسر المارة الذين يتبادر إلى ذهنهم، منذ الوهلة الأولى، أنه عبارة عن خان قديم أو مكان لتصوير مسلسل تاريخي، لكن سرعان ما يكتمل المشهد بسوق تراثي تعلوه أربع قباب.

وما إن تدخل إلى المكان، حتى يستوقفك مشهد عدد من العمال المنهمكين بدق مكعبات طينية بطريقة بدائية، فهي لا تحتاج سوى ماكينة يدوية يعمل عليها ثلاثة عمال، يضع الأول الرمل داخل الماكينة، فيما يقوم الثاني بضغطه وإعطائه شكل مكعبات، أما الثالث فينقله ويرصه بأشكال معينة على الأرض.

وفي زاوية أخرى من المكان، وعلى ارتفاع ستة أمتار، يقف المقاول محمود صقر “أبو عاطف”، المسؤول عن عملية البناء، على أحد الأقواس المدعمة بالحديد تجهيزاً لعملية بناء المحال التجارية، التي يبلغ عددها 20.

 

وبجسده النحيل وبشرته المائلة للسواد يضع “أبو عاطف” قدمه، بعناية فائقة على عتبات السوق التراثي، خشية انهيار الأقواس أو القباب التي تحتاج لجهد ووقت كبير.

وحسب “أبو عاطف”، فإن عملية البناء تعتمد على “الطوب المضغوط”، الذي يتم صناعته من تربة طينية تُخلط بالحصى والرمل (كركار)، ويتم ضغطها في قالب يدوي مع نسبة قليلة من الماء والإسمنت، ليساعد على التماسك، ثم توضع المكعبات المصنوعة تحت غطاء بلاستيكي أربعة أيام، وتُروى بعدها لمدة 15 يومًا بالمياه بشكل يومي.

ويوضح “أبو عاطف” أنه يتقن هذه المهنة منذ التسعينات، إذ شارك في بناء منازل طينية بغزة لأشخاص أعجبتهم الفكرة، ومبان تراثية في أريحا والأغوار الشمالية.

ويشير إلى إن هذا المشروع تم تصميمه وتخطيطه بواسطة مكتب استشاري هندسي متخصص في تنفيذ المشاريع الخاصة بالطوب المضغوط.

يذكر أن السوق الذي يتم تشييده من الطين والطوب الأحمر، يعد الأول من نوعه بغزة، وتصل مساحته إلى حوالي 900 متر.

من جانبه يقول منصور بريك رئيس بلدية الشوكة القائمة على السوق التراثي، إن فكرة المشروع جاءت في إطار إنشاء تصميم معماري مغاير عن الصورة النمطية التي يألفها المواطنون في القطاع، ويربط الناس بثقافتهم الإسلامية والعربية.

وأوضح بريك في حديث لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، أن بلدة الشوكة تفتقر لسوق تجارية يخدم أهالي البلدة، ويضطر السكان لقطع مسافة طويلة للوصل إلى سوق محافظة رفح، لافتا إلى أن الاحتلال دمر سوق الشوكة خلال عدوانه الأخير على القطاع.

وبين رئيس البلدية أن العمل في السوق سيبدأ في شهر رمضان القادم، وسيضم، مكاتب حراسة وإدارة ودورات مياه للرجال وأخرى للنساء ومياه للشرب، وسيكون ممره مغطى لتسهيل عملية التسوق.


null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، حملة اقتحامات ودهم في عدة مدن وبلدات...