الأربعاء 03/يوليو/2024

حماد أبو سويرح.. الشهيد الإنسان

حماد أبو سويرح.. الشهيد الإنسان

لم ينقطع طلب الشرطي حمّاد أبو سويرح اليومي من والدته أن تدعو له بالرضا حتى ساعات سبقت فراقه الحياة برصاص مطلوبين لوزارة الداخلية متورطين في تفجير موكب رئيس الحكومة، رامي الحمد الله.

لا أحد يختلف في منطقة السوارحة غرب قرية الزوايدة على صفات الشاب المهذّب حمّاد أبو سويرح؛ المتحفّز دوماً لخدمة عائلته وجيرانه؛ المحبّ للشهداء في قريته، ليستحق بجدارة لقب “الشهيد الإنسان”.

وكان الشهيد حمّاد أبو سويرح وهو مقاوم من كتائب القسام، وضابط برتبة ملازم في قوى الأمن الداخلي بقطاع غزة استشهد برصاص مجموعة من المتورّطين في تفجير موكب الحمد الله، غرب مخيم النصيرات عندما كان يدعوهم للاستسلام، فبادره أحدهم بإطلاق نار مباشر عن قرب.

القاتل خادم للاحتلال

في منزل متواضع يغلب عليه سمت الالتزام الديني، نشأ حمّاد أكبر إخوته الخمسة، فكان الأب الثاني لهم، بما في ذلك شقيقاته اللاتي قضى زوجا اثنتين منهنّ في العدوان على غزة عام (2014)، فكان خير مؤنس ومعاون لهن.

والدة حمّاد التي استقبلت النسوة اللاتي جئن لتعزيتها، تؤكد أن من قتل ابنها لا يخدم إلا الاحتلال.


null

وتضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “ابني يطلب دعوتي بالرضا عنه كل يوم، ولا يتركني أفعل شيئًا بيدي إلا ويخدمني، وهو دائم الاهتمام في شؤون الأسرة ومداوم على زيارة أرحامه”.

في الصباح والمساء، يتردد حمّاد على والدته مقبّلاً يدها ومكرراً طلبه اليومي بدعوة الرضا، وفي آخر ساعات من عمره أخبر والدته أنه ذاهب للعمل عند السادسة صباحاً، وطلب منها إعطاء طفله مصروف المدرسة ففعلت.

وتتابع: “كنت دوماً أتابع حبه للشهادة؛ اللهم شهادة بلا عاهة في جسده، واليوم أودعه على يد أشخاص يخدمون الاحتلال، ولا ينتمون للإسلام وإلا لما قتلوا شابًّا مسلمًا”.

الأب الحنون
تبدو زوجة حمّاد مقلّة في التفاصيل؛ ففراق زوجها يعني فراق خير سند لها في الحياة وأكثر إنسان حناناً على أطفالها حتى منها نفسها، كما تقول.

أنجبت منه ثلاثة أطفال أكبرهم في الصفّ الثاني الابتدائي ثم طفلة عمرها خمس سنوات، وآخرهم لا يزال في شهره السادس وهو دائم الانشغال والاهتمام بهم يلعب معهم، ويرفض معاقبتهم قائلاً: “لن أضربهم حتى يتذكروا حناني عليهم” .

وتتساءل زوجة حمّاد عن جريمة قتل زوجها مضيفة: “هؤلاء الفئة الضالّة التي قتلت زوجي لماذا لم ترفع السلاح في وجه الاحتلال؟! ألا يعرفون كم يعاني الشعب وهو يقاوم عدوه؟ وكيف يأتي بالسلاح وهو يقاوم؟ أنت يا الله أحنّ وأرحم بزوجي من كل العالم”.

الشقيق والصديق
قبل أربعة أيام من رحيل حمّاد عن الدنيا، زار شقيقه مصطفى وتبادل الحديث معه عن أخلاق وسماحة الإسلام وأدب التعامل مع الناس وهو يردد دوما “اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة”.


null

يقول مصطفى: “كان خير سند لنا في الأسرة، تكفّل بنفقات كثيرة من تكاليف زواجي قبل 9 أشهر، دائماً كان مشتاقًا، ويمتدح الشهداء من عائلتنا جهاد ومحمد عزات أبو سويرح، وكذلك جمال أبو سويرح”.

رحل حماد، ولا تزال سيرته العطرة محل أحاديث الناس في قرية الزوايدة، يرددون مواقف كثيرة من حياة الشهيد الذي جمعته علاقات اجتماعية واسعة بجميع القوى الوطنية، وشارك أهالي القرية في مناسباتهم كافة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات