الشيخ الشهيد أحمد ياسين

في أوج إضراب ١٩٣٦ وقلب الثورة الملتهب كان الميلاد، ميلاد الشيخ الشهيد أحمد ياسين وبداية بلورة الفكرة.
إعجازية الشيخ القعيد تتمثل بإرادته وعزمه ونقاء وعيه وعمق فهمه وسلاسة فكره وبساطة أطروحته.
في مثل هذا اليوم قبل ١٤ عاماً ارتقى الشيخ الشهيد أحمد ياسين إلى العلى مع مرافقيه بعد أن نفذت طائرة أباتشي ما دبر أبناء آوى بليل، وعكس حقدهم الأسود ونفثوا سمهم ظانين أن شعاع شمس حركة حماس سيذبل وينطفئ بتغييب مؤسسها وقياداتها من خلال التصفية والاغتيال.
لكن هيهات هيهات …
لقد رُفع عن الشيخ الحرج، لكنه أحرج غيره بجهده وجهاده وعزمه وإصراره.
كان الشهيد الشيخ قدوة في كل شيء، نموذجاً قل نظيره في الصبر والثبات والعزم واللين والمبادرة والتفاني … قعيداً رُفع عنه الحرج لكنه تحرك بهدوء وباستمرار في كل مكان على جناحي الطير فملأ ذكره وذكر حركته مدى السمع والبصر.
لقد عانى الشيخ من صعوبة بالغة في الحركة، لكنه من كرسيه تحرك بالفكر في كل مكان، وكان حاضراً في كل محطة وزمان، بصيرته تجاوزت كل الحواجز والقيود، فاستشرف المستقبل جيداً، وقرأ الحاضر متمعناً فيه منطلقاً من معطياته مستأنساً بتجارب الماضي من نقطة الميلاد في ثورة ١٩٣٦ والتهجير من جورة عسقلان، وما انتاب المرحلة من تفاصيل مؤلمة ثقفها الشيخ جيداً وتعلم منها دروساً، لكنه لم يستسلم لقعوده، وعجز الكثير من أعضاء جسده وتعقيدات الواقع المحيط به داعياً للثورة بهدوء وروية فوق بصيص نار مشتعلة بسكينة وهدوء، لكنها قابلة للانفجار في أي لحظة بركانا تحت أقدام المحتلين.
لقد عاش الشيخ ظروف الشعب بتفاصيلها الصغيرة وألمها ووجعها، ومن قلب الواقع وعمق الجرح انطلقت حركة حماس تكبر وتتسع وتؤثر بما يقتضيه الواقع وتمليه تطورات القضية، والمهمات التي أدارتها الحركة وقيادتها.
لقد عاش الشيخ الشهيد الثورات في طفولته والهجرة في صباه، وخطيباً مفوهاً مربياً مثقفاً في شبابه، ثائراً بنفسه وغيره؛ حيث فكر بعقل الجميع واستجمع إرادتهم حيث كان شيخ الانتفاضتين الحجارة والأقصى، كان الشيخ أسيراً عندما اعتُقل مرتين، وأسيراً محرراً في عمليتا تبادل، وجريحاً عندما قُصف المنزل الذي كان متواجداً فيه، ثم شهيداً شاهداً على الأصحاء ضارباً مثلاً مميزاً في الثورة على الظلم والاحتلال.مؤكداً أنها على جادة الصواب، وفي الطريق الصحيح مطمئناً على مستقبل الفكرة وقدرتها على تحقيق الهدف بعد أن تجذرت وأصبحت تملك الأدوات البشرية والمادية القادرة على حماية الحقوق الفلسطينية.
لقد أصبحت خيار الناس وقبلة المقاومين والدرع الواقي والحصين للمقدسات ومستقبل فلسطين.
اطمئن يا شيخنا فالحركة على العهد.
اطمئن يا شيخنا الشهيد فالحركة تعاهد الله بأن تبقى وفية لمبادئها مصرة على تحقيق أهدافها، بكل الشعب موحداً تحت خيار المقاومة ومشروع التحرير.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مستشفيات غزة تستقبل 145 شهيدا وجريحا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 35 شهيدا، و109 إصابات وذلك خلال 24 الساعة الماضية جراء تواصل حرب...

برنامج الغذاء العالمي: غزة تواجه المجاعة و700 ألف بلا طعام
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد برنامج الغذاء العالمي أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مرحلة حرجة للغاية، مبينا أن مخزون البرنامج من المساعدات...

العفو الدولي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة وانتهاك واسع للقانون الدولي بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام اتهمت منظمة العفو الدولية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "أعمال ترقى إلى الإبادة الجماعية" في قطاع غزة،...

حماس تدعو لحراك عمالي عالمي تضامناً مع غزة ورفضاً للإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت حركة حماس المنظمات الحقوقية والإنسانية عبر العالم إلى الوقوف عند مسؤولياتها في فضح جرائم وانتهاكات الاحتلال...

لليوم الـ94.. الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ94 على التوالي، ولليوم الـ81 على مخيم...

عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسًا تلمودية
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم مستوطنون متطرفون، صباح يوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، تحت حماية مشددة من قوات...

حملة دهم واعتقالات في الضفة
الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات بعد...