عاجل

الجمعة 21/يونيو/2024

إسرائيل وقصف غزة.. هل حان وقت الحرب الرابعة؟

إسرائيل وقصف غزة.. هل حان وقت الحرب الرابعة؟

سياسة جيش الاحتلال المتصاعدة نحو المقاومة الفلسطينية، تشير أنه ماض في عملية استنزاف لن تتوقف، أملاً في إيجاد خطوط ردع جديدة لا يتم تجاوزها، ما يرفع كلفة المرحلة الحالية من الصراع في ظل انصراف الإقليم عن قضية فلسطين.

ورغم أن الاحتلال لا يرغب في فتح بوابة الحرب مؤقتاً في المرحلة الحالية، فأولوياته تتعلق باستكمال بناء جدار غزة الحدودي، فضلا عن خشيته من تناغم جبهات مقاومة أخرى مع غزة، إلا أنه يمضي في تعزيز حصار غزة، محاولا عزل المقاومة عن حاضنتها الشعبية.

إن سياسة الضربة الاستباقية تمارسها (إسرائيل) بوضوح مع المقاومة الفلسطينية، وفي آخر تصعيد وقع قبل عدة أيام توعد وزير الحرب الصهيوني، أفيغدور ليبرمان، بالقضاء على أنفاق وقذائف المقاومة، بعد أن شنّ الطيران الحربي سلسلة غارات على أهداف للمقاومة أدت لاستشهاد فلسطينيين.

سياسية اللاحرب

ويقرأ الخبير العسكري اللواء واصف عريقات،  سلوك الاحتلال، (الذي يمضي في استنزاف المقاومة دون الوصول لمرحلة الحرب)، بأنه يحمل رسائل للجبهة الداخلية، “لأن لغة التهديد تجمع الإسرائيليين، وتخفف أزماتهم الداخلية”.

في المقابل، يرى أن السلوك العسكري “الإسرائيلي” بهذه الطريقة، يستنفر قدرات المقاومة، ويؤثر على التدريب والإعداد، كما أنه يساهم في الحرب النفسية ويؤثر على معنويات الفلسطينيين.

ومؤخرا، أجرت فرقة عسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية مناورة واسعة مع جيش الاحتلال، حاول الأخير استغلال توقيتها، لإقناع أمريكا بأنه الطرف الضحية، تهيئة لأي عدوان مستقبلي.

بدوره، يخشى الخبير العسكري اللواء يوسف شرقاوي، في حديثه، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، من محاولات الاحتلال فرض معادلة (مقاومة مردوعة) في ظل ضعف الموقف العربي نحو قضية فلسطين.

ومن وجهة نظره، يرى شرقاوي، أن “على المقاومة التحلي بجزء مهم من استقلالية القرار في ضمان حقها الدفاعي، لأن الاحتلال يقضم كل يوم من قدرات المقاومة، ويزعم القضاء على أنفاقها حتى آخر العام”.

أبعاد إسرائيلية 

“وبما أن الأمن مقدس ومقدّم على كل أمر في (إسرائيل)، فإن من يحرّك فرق الجيش ويمارس العدوان على خصوم الاحتلال، يقفز للمشهد السياسي، في دولة اللاعب مع الجيش فيها هو الرابح الأكبر”، بحسب الباحث في الشؤون “الإسرائيلية” محمد مصلح.

ويقول  إن معادلة (لا حرب ولا هدوء) تتعلق بحسابات داخلية “إسرائيلية”، من صورها ملف فساد (نتنياهو) الذي يحاول إنقاذ نفسه، ومحاولة (ليبرمان) تصدّر المشهد بعد نجاحه في إبطال قانون إعفاء المتدينين من التجنيد.

ويضيف: “إسرائيل تتجهز لتطورات مرحلة سياسية قادمة، لذا تحاول ردع المقاومة وإيجاد شرخ بينها وبين شعبها، وربط حصار غزة بالمقاومة”.

ولعل تركيز الاحتلال على الأنفاق، يظهر مدى خشيته منها في أي حرب قادمة، ما دفعه منذ انتهاء الحرب لتعزيز قدراته الأمنية والتكنولوجية، بل ومحاولة ربط أي عدوان على غزة بالأنفاق، “فهو يبرر قصفه باكتشاف نفق دوماً”.

موقف المقاومة

وفي قراءة للتصعيد الأخير، نجد أن الاحتلال يرفع كلفة أي توتر على حدود غزة، بقصف مكثّف لمواقع وأنفاق المقاومة، محاولا فرض معادلته الميدانية الجديدة على الأرض: “بأن انفجار أي عبوة على الحدود ثمنه باهظ لغزة المنهكة”.

“إن موقف المقاومة الدفاعي رغم سوء أحوالها السياسية، يجبرها على الرد على عدوان الاحتلال، وأن يكون الجزاء من جنس العمل”، حسب وصف الخبير العسكري واصف عريقات، ولكنه يستدرك، “برد مناسب الحجم حتى لا يتجرّأ الاحتلال ويتدحرج الأمر لخسارة أكبر”.

أما الخبير يوسف شرقاوي، يرى “أن المقاومة تعيش اختباراً صعباً، وأن الضغط الاجتماعي والاقتصادي بغزة يصعّب طريقها، خاصّة وسط الحصار، وبعد أن نفضت منظمة التحرير الفلسطينية يدها من غزة”.
 
وأمام عقوبات رئيس السلطة محمود عباس، اتجاه غزة، لا يرى “محمد مصلح”، أمام المقاومة إلا توحيد موقفها، وتعزيز حاضنتها الشعبية، والحفاظ على أمن معلوماتها وأسلحتها.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات