الثلاثاء 02/يوليو/2024

زنازين إسرائيل تحرم الأمومة من يومها

زنازين إسرائيل تحرم الأمومة من يومها

أمومة محاصرة، بل مفقودة، وأطفال حُرموا حنان الأم ولمساتها الإنسانية بسبب اعتقال سلطات الاحتلال الصهيوني للعشرات من الأمهات بعيدًا عن أطفالهن؛ فلا زالت 21 امرأة متزوجة يقبعن في سجون وزنازين الاحتلال في ظروف صعبة للغاية، حرم على إثر هذا الاعتقال 78 طفلاً من العيش في أحضان أمهاتهم.

وتحتجز الأمهات والفتيات في سجن هشارون وسجن الدامون الخاص بالنساء؛ حيث يتعرضن للتعذيب والإهانة، وخاصة في مراكز التحقيق في ظروف غاية في الصعوبة، مخالفة لاتفاقيات جنيف الرابعة، وقد أكدت تقارير حقوقية لمؤسسات فلسطينية ودولية مثل “الضمير” و”مؤسسة الحق” و”المنظمة العربية لحقوق الإنسان” في لندن أن الأسيرات الفلسطينيات يعاملن معاملة غير إنسانية؛ حيث يتعرضن للتحرش الجنسي -بحسب تقارير تلك المؤسسات-، ويحرمن من رؤية أطفالهن كعقوبة لهن، ويماطل في معالجتهن وخاصة المصابات كإسراء الجعابيص، هذا بالإضافة إلى حرمانهن من الزيارات وإدخال الملابس والكانتينا.

وتنص المادة 89 من اتفاقية جنيف لرابعة على تقديم خدمات خاصة وإضافية للأمهات الحوامل في الأراضي المحتلة، كما تنص المادة 50 من نفس الاتفاقية على الاهتمام بأمهات الأطفال دون سن السابعة، وحقهن في احتضان أطفالهن داخل المعتقل، وكذلك فإن المادة 79 من البرتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف تنص على ضرورة وضع الأولويات للاهتمام بالأمهات داخل السجن، ومساعدتهن على أمومة أطفالهن وتوفير المستلزمات لذلك من حليب وملابس وحاجيات.

أمهات حُرمن الاحتفال

وبحسب إحصائيات اللجنة الدولية للصليب الأحمر يقبع في سجون الاحتلال نحو 6119 أسيرًا وأسيرة، من بينهم نحو 350 طفلاً، يعني ذلك أن الآلاف من الأمهات الفلسطينيات حرمن من رؤية أبنائهن أيضًا.

إيمان حمامرة (12 عامًا) الابنة الوحيدة للأسيرة حلوة حمامره من بلدة حوسان قضاء بيت لحم والمحكومة بالسجن ست سنوات، تذرف دموع الحزن وهي تشاهد زميلاتها في المدرسة وقد حملن الهدايا لأمهاتهن في ذكرى يوم الأم العالمي. لكنها ورغم طفولتها تستعيد عزيمتها وقوتها فتقول: “أمي بطلة ومجاهدة قاومت الاحتلال.. سأحتفل بها يوم الإفراج عنها”.

وتضيف حمامرة في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أنا مشتاقة جدًّا لأمي وأتذكرها في كل لحظة، لكن في ذكرى يوم الأم، يزداد الشوق لها.. لكن الاحتلال حرمني حنان أمي، فلا يسمح لي بزيارتها إلا كل ستة أشهر مرة، وأحيانًا لا يسمح لي بتاتًا بزيارتها.. أصبحت أكره 21 آذار من كل عام، لأنه يفتح عليّ جروحًا كثيرة، ومع ذلك، وفي ذكرى يوم الأم أفخر بأمي الفلسطينية المقاومة”.

أم الشهيد والمعتقل

ولم يختلف الحال لدى أم حسن القواسمي، التي تنتظر دخول أبنائها عليها في ذكرى يوم الأم وفي غيره، لكن الاحتلال حرمها من رؤية أبنائها الخمسة؛ فالطفل أحمد غادر هذه الدنيا شهيدًا برصاص الاحتلال، وأما حمزة فهو معتقل وحكم عليه بثلاثة مؤبدات، ويحيى وإبراهيم ومحمد محكومون بأحكام متفرقة، ورغم الدموع التي تنساب على وجنتي الأم السبعينية خلسة، إلا أن عزيمة أم حسن قوية تناطح الجبال.. “أتمنى أن يدخل عليّ أبنائي في ذكرى يوم الأم أو عيد الأضحى أو الفطر، لكن الاحتلال المجرم حرمني كل ذلك.. الحمد لله على كل الأحوال.. إن شاء الله أجر وعافية”.. هكذا كان رد الأم الفلسطينية أم حسن أم الشهداء والأسرى. 

وتضيف أم حسن لمراسلنا: “أحمد الله أن أبنائي قضوا حياتهم مجاهدين يقاومون الاحتلال وليسوا هملاً وجواسيس.. يكفي أنني سأدخل الجنة إن شاء الله بشفاعتهم ويجمعني بهم الله في عليين”.

تلكم هن أمهات شباب وفتيات فلسطين.. أمهات لأسرى وجرحى وشهداء.. الاحتفال بهن هو العيد الحقيقي، لكن عزائمهن فاقت الأعياد والاحتفالات والهدايا؛ فقد قدمن فلذات أكبادهن، وهذا أغلى ما يملكن، لذلك ذكرى يوم الأم في فلسطين له طعم ولون مختلفان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام قتل مستوطن بعملية إطلاق نار -الثلاثاء- بالقرب من مستوطنة "هار براخ" المقامة عنوة على أراضي المواطنين في قريتي بورين...