الخميس 27/يونيو/2024

كيف يتجند عباس لتطبيق صفقة القرن؟!

كيف يتجند عباس لتطبيق صفقة القرن؟!

لا يبدو من مواقفه الصارمة تجاه أبناء شعبه في تزامن مع مواقف أكثر ليونة مع الاحتلال، إلا أنّ الرجل هو عرّاب حقيقي لـ”صفقة القرن” التي تطرحها الإدارة الأمريكية، فكل مواقفه الكلامية السياسية حول الصفقة هي بالاتجاه المعاكس تماماً لأفعال سلطته على أرض الواقع، الأمر الذي يضع علامات استفهام عن مدى تجنده لتحقيق هذه الصفقة وتماهيه مع مراميها الخطيرة.

معارضةٌ عكس الفعل
رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، يقول: إنّ رئيس السلطة محمود عباس، “يعلن منذ مدّة معارضته لصفقة القرن التي سيعلنها الرئيس الأميركي لدرجة أنه خرج عن الأصول الدبلوماسية في نعت السفير الامريكي في إسرائيل بأوصاف قاسية هو يستحقها”، مضيفا أنه في الوقت ذاته يعمل (عباس) على إضعاف الجبهة الداخلية التي من المفترض أن تسند مجابهة أمريكا فما هو سبب ذلك؟!”، وهو الذي أكّد عليه المحلل السياسي صلاح الدين العواودة، بقوله: “من الواضح أنّ عباس يتصرف بعكس ما يعلن”.

ويضيف العواودة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” “عباس يعلن أنه يريد المصالحة ويتصرف ضدها، ويعلن رفض صفقة القرن ويمهد الطريق لها، ويعلن حرصه على المشروع الوطني وعلى مؤسسات الشرعية وهو من يفرغها من مضمونها، وهو يبدي حرصه على حركة فتح ويبعدها عن قيادة السلطة ويولي أهم المراكز لرجاله من غير فتح”.

ويعتقد المحلل السياسي أنّ عباس هو أخطر شخصية تمر على القضية الفلسطينية، مضيفاً أنّ “صفقة القرن إن تمت فستتم بفضله”.

عرّاب للصفقة
المحلل السياسي سمير حمتو، أكّد أنّ خطاب عبّاس التوتيري بحق غزة أمس، يؤكّد أنّه أحد عرّابي صفقة القرن رغم كل ما يظهره من رفض للصفقة وعدم قبولها بها.

ويضيف حمتو في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بات من الواضح أنّ عباس ينفذ خطط مرسومة وضعت من أطراف عدة بهدف تشديد الحصار على غزة وتجويع أهلها وإضعاف الحالة المعنوية للفلسطينيين وإيصالهم لمرحلة يستجدون فيها أي شيء من أجل ضمان استمراراهم على قيد الحياة”.

وكان عباس استخدم لغة توتيرية، وهاجم حماس واتهمها بالضلوع في التفجير الذي استهدف موكب الحمد الله، وتنكّر للمصالحة، وأعلن نيته فرض المزيد من الإجراءات العقابية “القانونية والمالية والوطنية”، على حد تعبيره، متجاهلا النداءات الفصائلية بالاستجابة لنداء المصالحة والوحدة.

بوابة الصفقة
ويرى حمتو أنّ قطاع غزة هو البوابة الرئيسة لتمرير صفقة القرن، ويضيف: “باعتقادهم – الأمريكان – أنّ الصفقة لن تمر إلا بمحاربة أهلها في قوت يومهم وأرزاقهم، وهذا ما يفعله عباس الذي يدعي أنّ الإجراءات العقابية جاءت للحفاظ على المشروع الوطني كما يزعم”، متسائلاً: “لا أدري أي مشروع وطني يفرض على مسؤول أن يجوع شعبه ويضعف حالته المعنوية ويوصله لمرحلة اليأس والإحباط والقبول بأي شيء؟”.

ويعتقد أنّ السياسة التجويعية والإجراءات العقابية لن تنجح في تركيع أهل غزة والنيل من صمودهم وستتحطم كل المؤامرات على صخرة صمود أهل غزة، وأضاف: “سيكون الخاسر الوحيد هو الرئيس عباس والمشاركين في مؤامرة قتل شعب غزة الذي حتما سيجد البدائل التي تعزز من صموده وتفشل كل المؤامرات التي تستهدف قضيتنا الوطنية وحقوقنا الثابتة”.

ويدعو المحلل السياسي إلى ضرورة عدم مواصلة الرهان على عباس وفريقه، والبحث عن بدائل تعزز صمود شعبنا؛ “لأنّ عباس جزء من المؤامرة، ولدى شعبنا العزيمة والإرادة التي تجعله قادرًا على إفشال كل المخططات التصفوية للقضية الفلسطينية”.

تمهيد للصفقة
المحلل السياسي إبراهيم المدهون يؤكّد أنّ خطاب عباس الذي يظهر فيه أنّه معارض لـ”صفقة القرن” لا ينسجم مع خطواته على الأرض؛ “فهو يقول أنه يرفضها، ولكنهّ لا يزال يتمتع بحماية ودعم أمريكي وإسرائيلي”.

ويشير المدهون إلى أنّ عباس يمهد بخطواته تفصل غزة عن الضفة وتفتت الكيانية الفلسطينية، مبيناً أنّ ذلك يصب في مصلحة وجوهر “صفقة القرن” التي تعني عزل غزة عن الضفة.

ويضيف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “عباس يعزّز التنسيق الأمني، وهو تعزيز سيادة الاحتلال، والسلطة تقف ليس متفرجة بل متواطئة مع حالة الاستيطان بالضفة، ومنع أي مظهر من مظاهر مواجهة الاحتلال والاستيطان، وما هو يعزز وينجح صفقة القرن”.

ويعتقد المدهون أن عباس إما متواطئ مع “صفقة القرن” أو عاجز، “لذا يجب علينا إدراك ذلك، فهو يمهد كل السبل من أجل إنجاحها”.

ومضى يقول: “خطاب عباس وتهديداته ضد غزة، تصب في مصلحة صفقة القرن؛ لأنّها عقوبات انفصالية تزيد من عزلة غزة عن الضفة، ويبدو أن الأمر بات واضحاً”، مبيناً أنّه يتعين على القوى الوطنية الفلسطينية ترتيب أوراقها والدفع في مواجهة خلخلة عباس والعمل على إبعاده عن المشهد السياسي؛ لأنّ بقاءه أصبح يدخل القضية الفلسطينية في متاهات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات