عاجل

الجمعة 21/يونيو/2024

عباس وخرف الثمانين.. ما هذا الهذيان السياسي؟

عباس وخرف الثمانين.. ما هذا الهذيان السياسي؟

حالة من الهذيان السياسي.. وصف يمكن أن يطلق على الأجواء التي سيطرت على خطاب رئيس السلطة محمود عباس، مساء أمس الاثنين، وتجلى خلالها مدى الانحدار في لغة الخطاب السياسي، الذي وصل إليه من يدعي بأنه صمام الأمان للمشروع الوطني الفلسطيني.
 
عشرون دقيقة من “الكوميديا”، رشق خلالها عباس النار بكل الاتجاهات، (على طريقة أبطال أفلام الكابوي الأمريكية)، ممارسا أسوأ حالات المراهقة السياسية المتأخرة، مستخدما أقذع الأوصاف، في خطاب لا ينم إلا عن انزلاق بالمستوى السياسي، وكأننا أمام حالة إعلان حرب، أو التمهيد لتقبل خطوات قادمة خطيرة.

هل يليق هذا “التهريج” بعجوز قارب على التسعين، أما أنها موضة “التفحيط السياسي”؟

فالمتتبع لسياق الأحداث يجدها مسرحية هزلية ممجوجة، “فما بين الإعلان المفاجئ عن زيارة رئيس الحكومة رامي الحمد الله، ومدير المخابرات ماجد فرج، إلى غزة، ووصولهما واستهداف موكبهما، ساعات معدودة، كان خلالها الاتهام جاهزا، “وكأن يدا كانت تفجر ويدا كانت تخط البيان”، قبل أن يخرج علينا بالأمس “كبيرهم” في حفلة ردح سياسي، دون أن تخرج نتائج التحقيق الميداني ليوزع اتهامه باتجاه طرف ويبرِّئ أطرافا أكثر انتفاعا.

ما هذه اللغة السياسية، لـ”عجوز” قضى جل عمره بين السياسيين: ليصف سفير واشنطن لدى الاحتلال بالقول: “ديفيد فريدمان، ابن الكلب”، بينما هو نفس الشخص (عباس)، لم يفوت فرصة ليلتقي به شخصيا أو من خلال مبعوثيه بسفراء إدارة ترمب.

فيما يتساءل مراقبون إن كانت ثورة “العجوز الثمانيني” تصاعدت بعد أن كشف الغطاء السياسي عنه، فأراد لعنان مصطلحاته أن تنطلق، بينما في داخله يحاول أن يقدم خطاباً “تثويراً شعبوياً” يسبق مرحلة التخدير والقبول بصفقة القرن؟، يتساءل أحدهم متهكما عبر “الفيسبوك”.        

أما لغة “الكنادر والصرامي”، يا سيادة الرئيس، فتدل على مستوى الانحدار الذي وصل إليه “مشروعك الوطني”، يعلق الكاتب الصحفي فراس أبو هلال: ” خطاب عباس هذا اليوم معيب ومؤسف، تركيز على الصراع مع حماس، مقابل إشارات مقتضبة عن الصراع مع الاحتلال، وخفة بالكلمات لا تليق بمن يرى نفسه رئيسا للفلسطينيين”.   

أما عن تلك الاتهامات المعلبة الجاهزة، حيث لم يأت عباس بجديد، فقادة سلطته وفصيله سبقوه إليها، لكن لسان حال عباس: يقول “أنا أبو العنتريات والمصطلحات”، قبل أن يردد إسطوانته المشروخة: “حادث آثم حقير قامت به حركة حماس في قطاع غزة، هذا الحادث ليس غريباً عليهم، وليس خارجاً عن تقاليدهم وعاداتهم، فهم أول من اخترع في العالم العربي والإسلامي هذا النمط من الاغتيالات والقتل الذي بدؤوه في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، ولم يغيروا هذا السلوك الحقير”.

فعلا لقد قطعت جهيزة قول كل خطيب، لم يبق لك يا سيادة الرئيس إلا أن تدعي “النبوءة”، ففي “بروتوكولات الخريفيين” كل شيء مباح، من أخبرك يا سيادة الرئيس أن حماس هي من دبرت أو فجرت، هل كشف الله لك الغطاء؟ أم أن “ماجدك” قد أومأ لك؟”.

ذهنية الشباب الفلسطيني يا سيادة الرئيس لا تستوعب “خرف الثلاثينيات”، ولكن كل ما أذكره من مدرس التاريخ، أن بريق الثورات الفلسطينية، سطع بتلك السنوات على يد عز الدين القسام، يغرد كاتب صحفي، في سياق رده على اتهامات عباس، قبل أن يستسمح  سيادة الرئيس بالانسياق وراء تلك الترهات: يقول متهكما “أود تذكيرك يا أبا مازن، بأن دماء الشهيد أحمد جرار لم تجف بعد، وهي تلعن الخائنين”.

ذاك الذي يعد فلسطين مزرعة له، لا تنتهي أحلام يقظته: “بصفتي رئيساً للشعب الفلسطيني، قررت اتخاذ الإجراءات الوطنية والقانونية والمالية كافة، من أجل المحافظة على المشروع الوطني، ونحن بصدد فرض إجراءات عقابية جديدة ضد قطاع غزة”، إعلان يستحق التصفيق وهو ما أدته جوقة المطبلين، وقد احتسوا نخب الآلام، لمليوني فلسطيني بغزة.

ولن ينسى عباس أن ينهي خطابه قبل أن يوزع “صكوك الغفران”، بعد أن تجلى الإيمان في قلبه، يقول: “مصر تمارس النفاق في رعايتها للمصالحة، والإسلام بريء من حركة حماس وقادتها”، يعلق أحدهم “بركاتك يا شيخ”، لكن ماذا عن التنسيق الأمني. 

أما عن كذبة المشروع الوطني كما وصفها الكاتب الصحفي عز الدين أحمد، قائلا:  “أكبر كذبة يرددها محمود عباس هي حماية المشروع الوطني”.

قبل أن يتساءل، هل يستطيع حماية طفل صغير من اعتداء مستوطن لتحمي المشروع الوطني، وهل بقي شيء اسمه مشروع وطني بعد أن مسخته أنت وزمرتك الفاسدة؟.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات