الإثنين 30/سبتمبر/2024

الشاعر عبد الرحمن بني فضل.. مُحب الطيور يحلِّقُ شهيدًا على باب الأقصى

الشاعر عبد الرحمن بني فضل.. مُحب الطيور يحلِّقُ شهيدًا على باب الأقصى

كثيرًا ما كانت الطيور تملأ حيّزًا من حياة الشهيد عبد الرحمن بني فضل، منفذ عملية باب العمود بداية الأسبوع الحالي، وكان يطوف الضفة طولاً وعرضًا، بحثًا عن الطيور الجميلة، لكن جرائم الاحتلال اليومية، ورؤيته التنكيل اليومي بحق المواطنين ومنعهم من أداء الصلاة، جعل من عبد الرحمن -صاحب القلب المرهف- مشروع شهادة للذود عن كرامة الفلسطيني وحقه في أرضه.

على أبواب الأقصى

ففي صبيحة يوم الأحد (18-3) توجه الشاب عبدالرحمن بني فضل إلى مدينة القدس بعد حصوله على تصريح عمل، وبعد ساعات من ذلك اليوم، وقبيل العصر بدأت الأنباء تتوارد عن عملية طعن في شارع الواد قرب باب العمود أحد أبواب البلدة القديمة في مدينة القدس، والهدف كان حارسَ أمن صهيوني.

وتبين من الأحداث أن الشهيد عبد الرحمن ترجل نحو الحارس الصهيوني، وغرس سكينه في منطقة قاتلة في النصف العلوي للحارس، وقد أصيب بجراح خطيرة، ما لبث أن فارق الحياة على إثرها، فيما أطلق جنود الاحتلال المتواجدون في المكان النار على المنفذ؛ حيث أصيب عبد الرحمن بجراح خطيرة وترك ينزف دون علاج حتى فارق الحياة.

بيت علم ودين

ولد الشهيد عبد الرحمن ماهر سعادة بني فضل في (5-2-1990) بين أخوين اثنين وأربعة من الأخوات، هو الرابع بينهم. درس في مدارس بلدته وتخرج من الثانوية العامة في الفرع العلمي بمعدل 85%؛ حيث التحق بكلية الهندسة في جامعة النجاح لمدة عام واحد، لكنه ما لبث أن انتقل إلى كلية الدعوة في مدينة قلقيلية، إلى جانب رغبته بدخول سوق العمل.


null

تُعرف عائلة عبدالرحمن بحبها للعلم والدين؛ فجده لوالده هو الشيخ سعادة بني فضل، إمام مسجد عقربا الكبير، لأربعين عامًا، كما تشهد البلدة لعائلته بتدينها وحسن أخلاقها، وهم جميعًا من طلبة العلم؛ فاثنان منهم أطباء، واثنان من حملة شهادة الماجستير، والبقية يحملون شهادة البكالوريوس، أما عبد الرحمن فتوجه للعلم الشرعي الذاتي، فقد حفظ كتاب الله، وكان عادة ما يلقي المواعظ في مساجد بلدته وأحيانًا يؤم المصلين.

شاعرٌ محبٌ للطيور

يقول شقيقه الأصغر زيد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن شقيقه الشهيد عبد الرحمن، كان يحمل قلبًا مرهفًا؛ فقد كان يقرض الشعر، ويوجه قلمه للشعر الوطني وحب الشهادة، إلى جانب الشعر الديني والمديح، وحفلت صفحات البلدة على مواقع التواصل الاجتماعي ببعض أشعاره، ووضعتها في تصاميم خاصة وتناقلها أغلب محبيه، ومنها:

تخاطَر في الفؤاد عميق فكر ** كمرآة لتعكس ما تراها
وأطرَق خافق عذباً جميلاً  ** كما تعطي الثريا محتواها
وأنشد موطني أبيات عز ** تنادي مسلمًا هو مرتجاها
وأصبحت الحياة لذيذ عيش ** لإنسان بحب قد سقاها
فإما أن نعيش بحب أرض ** وإما أن نموت على ثراها

 ويضيف زيد أن شقيقه -إلى جانب حبه للشعر- كان مُحبًّا للطيور والحيوانات الأليفة؛ فقد افتتح محلاًّ تجاريًّا في البلدة لتجارتها، وكان يطوف الضفة طولاً وعرضًا، وصولاً إلى محافظة الخليل في أقصى الضفة لشراء وبيع الجميل من الطيور والحيوانات؛ لكنه ما لبث أن أغلقه وبقي حبه للحيوانات هواية لا يستغني عنها، وعن عمله يقول زيد: “إنه كان يمتلك محلاً لبيع كماليات المركبات في البلدة”.

عقاب جماعي

لم تمض ساعات على تنفيذ عبد الرحمن بني فضل عملية باب العامود، حتى اقتحمت قوة كبيرة من قوات الاحتلال بلدة عقربا جنوب مدية نابلس، وهي مسقط رأس الشهيد، وداهمت منزل عائلته؛ حيث يشير والده إلى “أن الاحتلال أجرى تحقيقًا ميدانيًّا مع أفراد الأسرة، وسألناه عن موعد تسليمنا جثمان نجلنا لدفنه في مقابر المسلمين، لكن الضابط قال: إنه من المبكر الحديث عن تسليم الجثمان”، ويضيف الوالد لمراسلنا: “لقد قام جنود الاحتلال بأخذ مقاسات لغرف المنزل، ومعاينة جدرانه، في مؤشر لنيتهم هدم المنزل”.

ويشير رئيس بلدية عقربا، غالب ميادمة، في حديثه لمراسلنا: “إن الاحتلال أصدر قرارًا بسحب تصاريح عمل 150 عاملاً من عائلة بني فضل عائلة الشهيد، ومنعهم من الدخول للمناطق المحتلة عام 48″، مضيفًا: “الاحتلال يتعمد استخدام العقاب الجماعي بحق المواطنين لردعهم؛ لكن هذه الخطوات تزيد من حنق المواطنين على الاحتلال”.

وتابع: “لا يوجد مسلم في أنحاء المعمورة لا تستفزه اقتحامات الاحتلال للمقدسات وتنكيله اليومي بالمواطنين على الحواجز وخلال اقتحامه لمنازلهم”، مؤكدًا أن “الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عما يحدث، ومن حق الفلسطيني الدفاع عن نفسه، فإن أراد الاحتلال السلامة، فيجب عليه أن يحل المشكلة من جذورها ويرحل عن الأرض الفلسطينية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

البرازيل.. مظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان

البرازيل.. مظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان

سان باولو – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الأشخاص في مدينة ساو باولو البرازيلية، السبت، احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية في غزة ولبنان. ورفع...